مفهوم وهم سبق الرؤية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يشير مفهوم وهم سبق الرؤية في علم النفس إلى مفهوم يختلف في بعض الجوانب عن التحفيز الجسدي، فالأوهام هي أداة قوية غير جراحية لفهم البيولوجيا العصبية للرؤية، تخبرنا بشكل غير مباشر كيف يعالج الدماغ المنبهات البصرية، فهناك بعض اضطرابات النمو العصبي التي تتميز بقصور بصري، ومن المثير للدهشة أن عددًا قليلاً فقط من الدراسات حققت في الإدراك الوهمي في المجموعات السريرية.

مفهوم وهم سبق الرؤية في علم النفس

لقد حلل علماء النفس أنظمة الإدراك الحسي لأكثر من قرن، وحظيت الرؤية والسمع بأكبر قدر من الاهتمام حتى الآن، لكن الأنظمة الإدراكية الأخرى مثل تلك الخاصة بحركة طعم الرائحة والتوازن واللمس والألم، تمت دراستها أيضًا على نطاق واسع، يستخدم علماء الإدراك مجموعة متنوعة من الأساليب لدراسة هذه الأنظمة فهم يصممون التجارب، ويدرسون مرضى الأعصاب الذين يعانون من مناطق دماغية تالفة، ويخلقون أوهامًا إدراكية تتلاعب بجهود الدماغ لتفسير العالم الحسي.

كان إنشاء واختبار مفهوم وهم سبق الرؤية في علم النفس نهجًا مثمرًا لدراسة الإدراك وخاصة الإدراك البصري، فمنذ الأيام الأولى لعلم النفس غالبًا ما يعتقد الناس أن مفهوم وهم سبق الرؤية هي مجرد حيل مسلية توفر لنا الترفيه، والعديد من الأوهام ممتعة للتجربة.

لكن علماء الإدراك يخلقون أوهامًا بناءً على فهمهم للنظام الإدراكي، وبمجرد أن يصنعوا وهمًا ناجحًا، يمكن للعالم استكشاف ما يختبره الناس، وما هي أجزاء الدماغ التي تشارك في تفسير الوهم، وما هي المتغيرات التي تزيد أو تقلل من قوة الوهم، علماء النفس ليسوا وحدهم في هذا الاهتمام بل اكتشف الفنانين البصريين واستخدموا العديد من مبادئ إنتاج وهم سبق الرؤية لعدة قرون، مما سمح لهم بخلق تجربة العمق والحركة والضوء والظل.

يُعرَّف المفهوم النفسي لوهم سبق الرؤية بأنه عملية تنطوي على تفاعل من الاعتبارات المنطقية والتجريبية، حيث يشير الاستخدام الشائع إلى أن وهم سبق الرؤية هو تناقض بين وعي المرء وبعض التحفيز، بعد التعريفات الأولية لفئات المنبهات يتم النظر في مجموعة تعريفات لوهم سبق الرؤية بناءً على التناقضات المحتملة بين الوعي والمحفز، لقد وجد أن كل من هذه التعريفات يفشل في إجراء تمييزا مهم، حتى إلى درجة مساواة جميع الظواهر الوهمية والإدراكية.

يتم حل هذه المعضلة عن طريق إعادة تعريف وهم سبق الرؤية دون الرجوع إلى الحقيقة أو الزيف، ولكن فيما يتعلق بعمل نظام إدراكي معين في ظل ظروف مختلفة، والتعريف المقبول على أنه الأفضل هو التناقض بين واحد لتصورات شيء أو حدث لوحظ في ظل ظروف مختلفة، فقد تختلف الشروط من حيث التعرض للمحفزات أو سياق التحفيز أو السياق التجريبي، وتتم مناقشة الآثار الفلسفية والنفسية لقبول تعريف وهم سبق الرؤية غير المبني على التناقض بين الوعي والمثير.

أوهام العمق في مفهوم وهم سبق الرؤية في علم النفس

عندما ننظر إلى العالم فإننا لا نجيد اكتشاف الصفات المطلقة للأشياء حجمها أو لونها أو شكلها بالضبط، ما نجيده هو الحكم على الأشياء في سياق الأشياء والظروف الأخرى، دعنا نلقي نظرة على بعض الأوهام من وهم سبق الرؤية الإدراكي لنرى كيف تستند إلى رؤى حول تصورنا.

عند وضع خطين أفقيين واحد علوي والثاني سفلي والسؤال أيهما أكبر أو أعرض؟ معظم الناس يختبرون الخط العلوي على نطاق أوسع، وكلاهما بنفس الطول بالضبط، تسمى هذه التجربة بوهم بونزو، على الرغم من أننا تعلم أن الخطوط بنفس الطول فمن الصعب رؤيتها متطابقة، حيث يأخذ نظامنا الإدراكي السياق في الاعتبار.

هنا باستخدام مسارات السكك الحديدية المتقاربة لإنتاج تجربة عميقة، بعد ذلك باستخدام بعض الهندسة الذهنية الرائعة، يقوم دماغنا بضبط الطول ذي الخبرة للخط العلوي ليكون متسقًا مع الحجم الذي كان سيحصل عليه إذا كان بعيدًا وإذا كان هناك خطان بنفس الطول على شبكية العين ولكنهما يختلفان عنا، يجب أن يكون الخط الأبعد أطول في الواقع، هنا فإننا نختبر عالمًا منطقيًا بدلاً من عالم يعكس الأشياء الفعلية أمامنا فقط.

هناك العديد من أوهام العمق الخاصة بمفهوم وهم سبق الرؤية في علم النفس ومن الصعب رؤية الرسم مثلاً على اليسار بالأسفل كشكل ثنائي الأبعاد في صورة مسطحة، حيث يبدو أن الخطوط المتقاربة والمربع الأصغر في المركز بها يحثان أنظمتنا الإدراكية على رؤية العمق، على الرغم من أننا نعلم أن الرسم مسطح، ربما تكون هذه الرغبة في رؤية العمق قوية جدًا لأن قدرتنا على استخدام المعلومات ثنائية الأبعاد لاستنتاج عالم ثلاثي الأبعاد ضرورية للسماح لنا بالعمل في هذا العالم.

أنواع وهم سبق الرؤية في علم النفس

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الخداع البصري المتمثل في مفهوم وهم سبق الرؤية في علم النفس، بما في ذلك الأوهام الحرفية، والأوهام الفسيولوجية، والأوهام المعرفية، حيث أن جميع أنواع الأوهام الثلاثة لها خيط مشترك واحد، إن تصور الصورة المعطاة للدماغ لا يرقى إلى مستوى معين هذا هو السبب في أن وهم سبق الرؤية يشار إليها على أنها خدعة للعين، ومنها يمكننا توضيح أنواع وهم سبق الرؤية من خلال ما يلي:

أوهام بصرية حرفية

الوهم الحرفي هو عندما تكون الصورة التي نراها مختلفة عن الصور التي تتكون منها، على سبيل المثال الرسم التوضيحي الذي يتكون في الواقع من صورتين تم رسمهما بشكل استراتيجي لتبدو كصورة واحدة مائعة هو وهم حرفي، وعمد التفكير في الأمر على أنه رقم قابل للعكس، تعتمد النتيجة النهائية التي نراها في الوهم الحرفي على إدراكنا فقط.

أوهام بصرية فسيولوجية

تعتبر الأوهام البصرية الفسيولوجية من الأوهام البصرية أكثر تعقيدًا لأنها تستجيب للتحفيز المفرط لحواس الدماغ، حيث أنه ترى العين الكثير من الضوء والحركة واللون والأبعاد والحجم مما يربك الدماغ، إن الانحناءات الذهنية التي نراها مثل الأوهام الهندسية والصور المستحيلة هي أوهام بصرية فيزيولوجية، للوهلة الأولى يبدو الشكل ثنائي الأبعاد وكأنه ثلاثي الأبعاد، هذا لأن الدماغ يفسر على الفور الأمر على هذا النحو، وعند إجراء مزيد من التحقيق يدرك الدماغ ما تراه العين بالفعل.

أوهام بصرية معرفية

يعتبر نوع الأوهام البصرية المعرفية من وهم سبق الرؤية وهو الأكثر بحثًا من قبل العلماء وعلماء النفس؛ لأنه أكثر أنواع الحيل التي يمكن أن تلعبها العين تعقيدًا على الدماغ، على عكس الأوهام البصرية الأخرى تعتمد الأوهام البصرية المعرفية على ما يفكر فيه العقل الباطن وكيف يربط كائنًا بآخر، بمعنى آخر يعتقد أن ما تراه يعطي نظرة ثاقبة لأعماق تفكيرنا، حيث يكشف الوهم البصري المعرفي ما يستنتجه دماغ الفرد ويفهمه حول شيء لم يتم شرحه.


شارك المقالة: