مقاربات الكم للوعي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


من المقبول على نطاق واسع أن الوعي أو بشكل عام النشاط العقلي مرتبط بطريقة ما بسلوك الدماغ المادي؛ نظرًا لأن نظرية الكم هي النظرية الأساسية للمادة المتوفرة حاليًا للوعي، فمن المنطقي أن نسأل عما إذا كانت نظرية الكم يمكن أن تساعدنا في فهم الوعي.

مقاربات الكم للوعي في علم النفس

تتمثل مقاربات الكم للوعي في علم النفس في اعتبار أن الوعي هو مظهر من مظاهر العمليات الكمية في الدماغ، حيث تُستخدم مفاهيم الكم لفهم الوعي دون الإشارة إلى نشاط الدماغ، وتعتبر المادة والوعي ثنائي جوانب حقيقة أساسية واحدة، في مناقشة المتغيرات المعاصرة الرئيسية لهذه الأساليب المستوحاة من الكم.

تتمثل مقاربات الكم للوعي في علم النفس في مشكلة كيفية ارتباط العقل والمادة ببعضهما البعض لها جوانب عديدة، ويمكن مقاربتها من العديد من نقاط البداية الإدراكية المختلفة في التخصصات الرائدة تاريخيًا في هذا الصدد هي الفلسفة وعلم النفس، والتي انضمت لاحقًا إلى العلوم السلوكية والعلوم المعرفية وعلم الأعصاب.

فيما يتعلق بمسألة التعقيد في مقاربات الكم للوعي في علم النفس فإن الدماغ هو أحد أكثر الأنظمة التي نعرفها تعقيدًا، حيث إن دراسة الشبكات العصبية وعلاقتها بتشغيل الخلايا العصبية المفردة وغيرها من الموضوعات المهمة مفيدة وستستفيد كثيرًا من مناهج الأنظمة المعقدة.

فيما يتعلق بنظريات الكم، ولا يمكن أن يكون هناك شك معقول في أن الأحداث الكمية تحدث وتكون فعالة في الدماغ كما هو الحال في أي مكان آخر في العالم المادي بما في ذلك الأنظمة البيولوجية، ولكن من المثير للجدل ما إذا كانت هذه الأحداث فعالة وذات صلة بجوانب نشاط الدماغ المرتبطة بالنشاط العقلي.

تاريخ مقاربات الكم للوعي في علم النفس

كان الدافع الأصلي في أوائل القرن العشرين لربط نظرية الكم بالوعي فلسفيًا في الأساس، من المعقول إلى حد ما أن تكون القرارات الحرة الواعية في الإرادة الحرة وإشكالية في عالم حتمي تمامًا، لذا فإن العشوائية الكمية قد تفتح بالفعل إمكانيات جديدة للإرادة الحرة، من ناحية أخرى تمثل العشوائية مشكلة للإرادة الموجهة نحو الهدف لمقاربات الكم للوعي في علم النفس.

قدمت نظرية الكم عنصرًا من العشوائية يبرز مقابل النظرة العالمية الحتمية السابقة التي سبقتها في مقاربات الكم للوعي في علم النفس، حيث تعبر العشوائية عن جهلنا بوصف أكثر تفصيلاً كما في الميكانيكا الإحصائية في تناقض حاد مع هذه العشوائية المعرفية، تم اعتبار العشوائية الكمية في عمليات مثل الانبعاث التلقائي للضوء، أو الانحلال الإشعاعي سمة أساسية للطبيعة بغض النظر عن جهلنا أو معرفتنا.

على وجه الدقة تشير هذه الميزة إلى الأحداث الكمية الفردية في مقاربات الكم للوعي في علم النفس، في حين يتم تحديد السلوك الجمعي لمجموعات مثل هذه الأحداث إحصائيًا خاصة في اللاحتمية للأحداث الكمية الفردية المقيدة بالقوانين الإحصائية.

وبالتالي أصبح من السمات الأخرى لنظرية الكم والتي أصبحت جذابة في مناقشة قضايا الوعي، مفاهيم التكامل والتشابك، حيث أكد علماء النفس الكم على الأدوار المختلفة المحتملة لنظرية الكم في إعادة النظر في الصراع القديم بين الحتمية والإرادة الحرة الواعية.

افتراضات مقاربات الكم للوعي في علم النفس

تتراوح متغيرات الانقسام بين العقل والمادة من تمييزها الأساسي على مستوى بدائي من الوصف إلى ظهور العقل أو الوعي من الدماغ كنظام مادي متطور للغاية ومتطور للغاية، حيث تتمثل افتراضات مقاربات الكم للوعي في علم النفس كأحد الجوانب المهمة في جميع المناقشات حول العلاقة بين العقل والمادة هو التمييز بين المنهجين الوصفي والتوضيحي.

على سبيل المثال يعتبر الارتباط هو مصطلح وصفي ذو صلة تجريبية، بينما السببية مصطلح توضيحي مرتبط بالمحاولات النظرية لفهم الارتباطات، ويشير السببية إلى وجود ارتباطات بين السبب والنتيجة، ولكن هذا لا ينطبق دائمًا على الاتجاه المعاكس ويمكن أن تنتج الارتباطات بين نظامين من سبب مشترك في تاريخهما بدلاً من تفاعل سببي مباشر.

في افتراضات مقاربات الكم للوعي في علم النفس يتحدث المرء عادة عن العلاقات السببية من حيث التفاعلات، حيث يوجد العديد من التفاعلات أساسية التي تعمل على تفسير الارتباطات التي يتم ملاحظتها في الأنظمة الكمية، ولكن فيما يتعلق بمشكلة العقل فإن الوضع أكثر صعوبة.

بعيدًا عن الفهم النظري في مجال افتراضات مقاربات الكم للوعي في علم النفس يتكون جسم المعرفة الحالي أساسًا من الارتباطات التجريبية بين الحالات المادية والعقلية، حيث أن هذه الارتباطات وصفية وليست تفسيرية  لم تكن مشروطة سببيًا، ومن المثير لبعض الأغراض معرفة أن مناطق معينة من الدماغ يتم تنشيطها أثناء أنشطة عقلية معينة لكن هذا بالطبع لا يفسر السبب.

في العديد من المناقشات حول حالات الدماغ المادية وحالات الوعي العقلية يتم تصور العلاقات بينهما بطريقة مباشرة من حيث افتراضات مقاربات الكم للوعي في علم النفس، حيث يوضح هذا الحد الأدنى من الإطار لدراسة علاقات الاختزال أو التفوق أو الظهور والتي يمكن أن تنتج صورًا أحادية وثنائية.

على سبيل المثال هناك الموقف المؤثر للاختزال القوي والذي ينص على أنه يمكن اختزال جميع الحالات والخصائص العقلية في المجال المادي، حيث تدعي وجهة النظر هذه أنه من الضروري والكافي استكشاف وفهم المجال المادي، على سبيل المثال الدماغ، من أجل فهم المجال العقلي مثل الوعي.

حجج مقاربات الكم للوعي في علم النفس

في مقاربات الكم للوعي في علم النفس يتم التخلص من أي حاجة لمناقشة الحالات العقلية على الفور أو على الأقل اعتبارها ظاهرة ثانوية، في حين أن الارتباطات بين العقل والدماغ لا تزال شرعية على الرغم من أنها غير ذات صلة سببيًا من وجهة نظر الظاهرة الظاهرية، فإن المادية الإقصائية تجعل الارتباطات غير ذات صلة.

الكثير من الحِجَج المضادة التي نوقشت ضد صحة مثل هذه المقاربات الاختزالية القوية في مقاربات الكم للوعي في علم النفس، هي الحجج النوعية التي تؤكد على استحالة التفسيرات الكمية لدمج جودة التجربة الذاتية للحالة العقلية بشكل صحيح بما هو عليه الحال في تلك الدولة المعرفية، حيث يؤدي هذا إلى فجوة تفسيرية بين حسابات ضمير المتكلم والشخص نفسه في مفهوم مشكلة الوعي الصعبة.

هناك حِجَة مضادة أخرى أقل نقاشًا في مقاربات الكم للوعي في علم النفس هي أن المجال المادي نفسه ليس مغلقًا سببيًا، حيث يتطلب أي حل للمعادلات الأساسية للحركة سواء كان ذلك تجريبيًا أو رقميًا أو تحليليًا في إصلاح الشروط الحدودية والشروط الأولية التي لا توفرها القوانين الأساسية للطبيعة.

في النهاية يمكن التلخيص أن:

1- مقاربات الكم للوعي في علم النفس تعبر عن أن نطاق واسع أن الوعي أو بشكل عام النشاط العقلي مرتبط بطريقة ما بسلوك الدماغ المادي.

2- تتمثل مقاربات الكم للوعي في علم النفس في اعتبار أن الوعي هو مظهر من مظاهر العمليات الكمية في الدماغ، حيث تُستخدم مفاهيم الكم لفهم الوعي دون الإشارة إلى نشاط الدماغ.

3- في مقاربات الكم للوعي في علم النفس يتم التخلص من أي حاجة لمناقشة الحالات العقلية على الفور أو على الأقل اعتبارها ظاهرة ثانوية، في حين أن الارتباطات بين العقل والدماغ لا تزال شرعية من وجهة نظر الظاهرة الظاهرية.


شارك المقالة: