التدريس يحتوي على بُعد إنساني يتجسد من خلال عملية التشارك والتفاعل بين المعلم وطلابه، والمادة الدراسية المقررة والمضمون وغيرها من العناصر التي تدخل في المحيط والبيئة المدرسية.
ما هي مقومات التدريس التربوي الجيد؟
المقوم الأول: أن يعرف المعلم دوره بوضوح:
يتوجب على المدرس معرفة نفسه، وما يجب عليه أن يقدمه للآخرين، وأن مجموعة المعارف هذه لن يقدر المدرس على تقديمها إذا لم يكن مُلم بجميع الأهداف التربوية وبناءها؛ لأن هذه الأهداف ستحدد للمدرس ما يلي :
1- لماذا يُعَلِّم، فهي التي توضح للمعلم الهدف والغاية من التعليم.
2- ماذا سَيُعَلِّم، فهي التي توضح للمعلم نوعية المادة وطبيعتها والموكل إليه مهام تقديمها.
3- كيف سَيُعَلم، فهي التي توضح له الأسسس وتبين له الآلية التي سيؤدي من خلالها المادة التعليمية عن طريق الطريقة والاستراتيجية الجيدة.
المقوم الثاني: الإعداد المسبق للدرس:
لأي مهمة يجب القيام بها تتطلب إلى إعداد وتخطيط جيد ومُعدّ مُسبقاً، ويحتوي على جميع النواحي والجوانب، وإن عملية التخطيط هي عباره عن أسلوب أو طريقة يتم من خلالها العمل على الارتقاء والسمو بعملية التعليم، وتقدم المساعدة والعون للمدرس على التصدي للمواقف التعليمية والتغلب على صعوبتها، بثقة عالية بالنفس، وتقدم العون للمعلم على عملية تنظيم وترتيب ما يؤديه من جهد من أجل تحقيق مصلحة التلاميذ لفهم واستيعاب الدرس والتمكن من فهم واستيعاب عناصره الأساسية.
وتكمن أهمية التخطيط للتدريس من خلال ما يلي:
1- يجعل التخطيط المهمة التي يقوم بها المدرس تكون بشكل منظم.
2- يجعل التخطيط أداء المدرس بعيداً عن المواقف والأدوار الارتجالية وبشكل عشوائي.
3- يقود التخطيط المدرس إلى عملية تنظيم عناصر الأساسية للدرس، والعمل على شرحها من خلال طريقة منظمة وبسيطة.
4- يجعل التخطيط المدرس على إدراك جيد بالعقوبات التي سيتعرض لها خلال الدرس، أو يتوقع لها وبالتالي يعمل جهده على البعد عنها وعدم الوقوع بها.
5- يجعل التخطيط عمل المعلم بشكل مستجد وباستمرار.
إن المدرس ذو الخبرات السابقة يتساوى مع المدرس الجديد في الإعداد والتحضير التدريس، ومعرفة أهمية التخطيط للتدريس، ولا يمكن القول بأنَّ المعلمين ذو الخبرات السابقة لا يحتاجون إلى تخطيط وإعداد للتدريس بسبب خبراتهم وتجاربهم وسنوات خدمتهم في عملية التدريس، لأن التدريس عملية متجددة بشكل مستمر تحتاج إلى الاطلاع والقراءة المتواصلة والتجهيز لجميع الأحوال والعقبات والمشاكل التي يتعرض لها المدرس خلال درسه.
ينقسم التخطيط للتدريس إلى قسمين أساسيين هما:
● أولاً: التخطيط الذهني: إن تخطيط الدروس ذهنيّاً من قبل المدرس تقدم تصور مُسبق؛ للتعرف على كيفية التخطيط للتدريس كتابياً، ويُعدّ إجراء يقام به قبل التخطيط الكتابي، ومن خلاله يفكر المدرس بالأهداف السلوكية التي يتطلبها الدرس، ويفكر أيضاً بطرق واستراتيجيالت وأساليب مناسبة والتي تتوافق مع الدرس.
● ثانياً: التخطيط الكتابي: يُعدّ القيام بالتخطيط اليومي من أجود أنواع التخطيط الكتابي، ومن خلاله يدرك المدرس ويتعرف على ما سيعطيه من مواضيع بطريقة مرتبة، ويتعرف على ما يجب أن يفعله من أجل الدرس، وتصبح لديه القدرة على إضافة أو تعديل ما يريده من خلال الأمور التي تحدث، والتي لا يمكن كتابتها عند مرحلة التخطيط الكتابي، وتتم عملية التخطيط الكتابي في دفتر التحضير اليومي للدروس، وأن أهم ما يتم العمل على تدوينه في الدفتر هو العمل على كتابة الأهداف التي يود تحقيقها، وذلك لأهميتها في تحديد أسس ومبادئ التدريس، ويجب العمل على تنفيذ وتطبيق هذه الأهداف في البيئة الصفية، ويجب أن تتكامل جميع هذه الأسس مع الأهداف.
المقوم الثالث: تهيئة الطالب للتلقي:
تهيئة الطالب للتلقي: من أجل أن يعمل المعلم على تهيئة تلاميذ لعملية التلقي، يجب أن تتواجد به هذه الأمور:
1- عدم انشغال القلب ويعني ذلك الحضورالكلي للذهن.
2- عدم انشغال الجوارح ووعدم الانشغال والعبث بما يلهي حاستي السمع والبصر.
3- الحضور الجسدي في وقت شرح وتقديم الدرس.
عندما يعمل المعلم على تهيئة طلابه للتلقي والاستفادة، فإن عليه ما يلي:
1. أن يجعل المعلم الطلاب حاضر معه، بعدم انشغال الذهن والعقل ويتم ذلك من خلال تنشيط الطلاب مع المدرس خلال الدرس وذلك يتم من خلال التشويق.
2. أن يجعل المعلم طلابه حاضرين بعدم انشغال الجوارح، ووعدم الانشغال والعبث بما يلهي حاستي السمع والبصر.
ما هي العوامل التي تلهي وتُشغل الطالب عن الدرس؟
هناك مجموعة متعددة ومتنوعة من الأمور التي تعمل على إلهاء وانشغال الطالب أثناء الدرس، وتتمثل من خلال ما يلي:
- أدوات ومواد الحصة الدراسية كالكتاب وغيره.
- عملية التوزيع للطلاب داخل البيئة الصفية بشكل عشوائي وغير منظم.
- أن يجعلهم مشاهدين لدرسه: ويتم ذلك الأمر عن طريق الترغيب والتشويق من أجل الحضور إلى الدرس.
يجب على المدرس عدم البدء بالدرس والطلاب يلتهون بالأدوات الدراسية، وتوجيه تعليمات بعدم إخراجها إلا بعد أن يطلب منهم، ويجب أن يعمل على التوزيع المنتظم للطلاب داخل البيئة الصفية، بحيث لا يجلس الطلاب جماعات أو أحزاب من أجل أن ينشغلوا مع بعض، ويعمل على عملية الانضباط للطلاب وهدوء، ويتصرف مع الطلاب بشكل جدي من أجل ألا تسود الفوضى في البيئة الصفية.
المقوم الرابع: طريقة التدريس:
طريقة التدريس: هي عبارة عن الخطوات والإجراءات التي يلجأ المعلم إلى اتباعها بطريقة متسلسلة ومترابطة من أجل تحقيق الأهداف التعليمية، وتعتبر من الوسائل التي تستخدم من قبل المدرس من أجل توصيل المضمون العلمي للمادة المقررة للشخص المتعلم.
الفاعلية في طرق التدريس:
إن الأداء الجيد له تأثير إيجابي وسليم، فكلما نجح المدرس في عملية التمهيد والتهيئة للدرس ونجحت عملية المشاركة الفاعلة للطلاب واهتم باللاختلافات الفردية وغيرها من الأمور كانت الطريقة التي يتبعها فعالة.
المقوم الخامس: أسلوب التدريس:
يختلف أسلوب التدريس من مدرس إلى مدرس آخر حتى ولو تتشابه الطريقة المتبعة، لأن أسلوب التدريس يتأثر ويرتبط بشخصية المعلم وصفاته، فنجد البعض من المعلمين يدرسون بأسلوب سهل وبسيط، والآخر يدرس بأسلوب واضح أو بأسلوب غامض وغيرها، وذلك يعود إلى الجوانب العرفية والوجدانية في شخصية المعلم. ويجب على المدرس الابتعاد عن جميع ما يؤثر على هذه الجوانب من شخصيته من أجل أن يحقق الأهداف التي يريدها والتي تكون مطلوبة:
♦ الجانب المعرفي: إنَّ القصور وعدم الإلمام بالمادة العلمية المقدمة من خلال أسلوب تدريس المعلم يكون هذا الأسلوب غامض وغير واضح، ويكون إلقاؤه للمادة بأسلوب غير مباشر، ويكون قلق وسريع ولذلك يجب الدخول على الطلاب وقد أعد وجهز المادة العلمية بوقت مُسبق وكافي.
♦ الجانب النفسي والوجداني: عند مواجهة المدرس لعامل يؤثر على نفسيته مثل الجوع والخوف أو التعرض لمصيبة وغيرها، نلاحظ أن أسلوبه سيكون شديد وغليظ، ولذلك عليه تجنب هذه الأمور عند الإعداد والتحضير للدرس.
المقوم السادس: استراتيجية التدريس:
استراتيجية التدريس: هي عبارة عن التحركات والأفعال التي يقوم بها المعلم داخل البيئة الصفية، وحدوثها يكون بشكل منتظم ومتتابع ومترابط، ومن أجل أن تكون الاستراتيجية التي اتبعها داخل البيئة الصفية بشكل فعال، فيجب على المعلم ان يطبق مهارات التدريس وتتمثل تلك المهارات من خلال ما يلي:
1- يجب أن يتمتع المدرس بالحيوية والنشاط.
2- يجب أن يقوم المعلم بالحركة داخل البيئة الصفية.
3- العمل على تغيير طبقات ونغمات الصوت خلال عملية التحدث.