مكونات العالم الاجتماعي في علم نفس الوجود الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


تسعى بعض النظريات إلى تقديم إجابات عامة جدًا لمعرفة مكونات العالم الاجتماعي في علم نفس الوجود الاجتماعي، حيث يتم تحديد جميع الكيانات الاجتماعية بشكل شامل بواسطة كيانات قد تم تشكيلها أو الإشراف عليها أو تأسيسها، أي أنهم يطالبون بقاعدة تحديد معينة للكيانات الاجتماعية.

مكونات العالم الاجتماعي في علم نفس الوجود الاجتماعي

فئة كبيرة من النظريات في علم نفس الوجود الاجتماعي تملأ العالم الاجتماعي بكيانات غير اجتماعية تمامًا، حيث يجادل بعض علماء النفس بأن هذا يتطلب الكثير، فهم يوافقون على أنه يمكننا تحليل مكونات الكيانات الاجتماعية، لكنهم ينكرون أن الكيانات الاجتماعية تتحلل إلى أجزاء غير اجتماعية، حيث يتم اتخاذ مجموعة متنوعة من المواقف حول ماهية التحديد أو علاقة البناء لمكونات العالم الاجتماعي.

نظريات أخرى في معرفة مكونات العالم الاجتماعي في علم نفس الوجود الاجتماعي تقدم ادعاءات أقل طموحًا، بدلاً من البحث عن قاعدة تحديد شاملة لجميع الكيانات الاجتماعية، فإنها تركز على مجموعة فرعية معينة من الكيانات الاجتماعية في مكونات العالم الاجتماعي أو حتى بشكل أكثر تواضعًا، فهم يهدفون إلى تحليل بعض الكيانات الاجتماعية من حيث الأجزاء الاجتماعية الأخرى مثل الكتيبة من حيث الفصائل، أو الصناعة من حيث الشركات.

تنحدر العديد من المواقف حول هذه الأمور من المناقشات بين الفردية مقابل الكلية التي حدثت في أوائل القرن العشرين في تحديد مكونات العالم الاجتماعي في علم نفس الوجود الاجتماعي، حيث أن الفردية هي أطروحة غامضة إلى حد ما مفادها أن المجتمع مبني حصريًا على الأفراد، بينما تعتبر الشمولية هي الأطروحة الأكثر غموضًا القائلة بأن المكونات الاجتماعية هي فريدة من نوعها، أو أساسية وجوديًا بمعنى ما.

النظريات غير الاجتماعية في علم نفس الوجود الاجتماعي

تهدف العديد من النظريات إلى إزالة الغموض من العالم الاجتماعي في علم نفس الوجود الاجتماعي من خلال وصف قاعدة تحديد غير اجتماعية، أي مجال من الكيانات غير الاجتماعية التي تحدد المجتمع بشكل شامل، ومنها قدم البعض من علماء النفس ادعاءً قويًا حول العلاقة بين الاجتماعي وغير الاجتماعي.

على سبيل المثال يزعم علماء النفس أن الكيانات الاجتماعية قابلة للاختزال إلى مجموعة معينة من الكيانات غير الاجتماعية، بينما يقدم البعض الآخر ادعاءات أضعف مثل أن مجموعة الخصائص الاجتماعية تشرف عالميًا على مجموعة معينة من الخصائص غير الاجتماعية.

النظريات النفسية في مكونات العالم الاجتماعي في علم نفس الوجود الاجتماعي

علم النفس هو الرأي القائل بأن الحقائق الاجتماعية لمكونات العالم الاجتماعي تتكون حصريًا من الحالات النفسية للأفراد، هذه هي وجهة النظر التي قدمها العالم جون ستيوارت ميل من الملحق الخاص بتاريخ الوجودية الاجتماعية والتي أيدها منظرو العقل الاجتماعي اللاحقين والاقتصاديين في علم النفس التنظيمي في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كما فعل المنظرين الاجتماعيين في منتصف القرن.

مصطلح النظريات النفسية مربكة بعض الشيء في تحديد مكونات العالم الاجتماعي في علم نفس الوجود الاجتماعي، حيث يستخدم العالم كارل بوبر على سبيل المثال هذه النظريات للنقد فيما يتعلق بنوع معين من المنهجية في العلوم الاجتماعية، ولكن عندما يتعلق الأمر بعلم نفس الوجود فإنه يؤيد وجهة نظر ميل، وتعتبر معظم النسخ التاريخية للنظريات النفسية هي داخلية من حيث أنها تعتبر محتويات الحالات العقلية معتمدة فقط على ما هو داخل رأس الشخص.

النظريات النفسية لمكونات العالم الاجتماعي في علم نفس الوجود الاجتماعي هو ادعاء حول الوجودية، وهو متوافق مع اعتبار الحالات النفسية ناتجة عن عوامل غير نفسية، خاصة في الاعتقادات الطبيعية بينما تكون حالتها النفسية وفقًا للداخلية من النظريات النفسية، هي مسألة تتعلق بدماغ الفرد أو حالات داخلية أخرى، ويتم تحديد العالم الاجتماعي حصريًا من خلال هذه الحالات النفسية الداخلية.

تختلف إصدارات النظريات النفسية عندما يتعلق الأمر بمن يتحدد به كيان اجتماعي أو حقيقة معينة أو يعتمد عليها، حيث أن بعض النظريات تعتمد على العالم فهم يأخذون حقيقة معينة ويعتمدون على الحالات النفسية لمجموعة أكبر من الأفراد، وليس فقط نظريات أخرى تعتمد على المستوى المحلي فقط، بينما تجادل العديد من نظريات مواقف المجموعة بأن المعتقدات والنوايا والمواقف الأخرى لمجموعة معينة تعتمد فقط على مواقف أعضاء تلك المجموعة في تحديد مكونات العالم الاجتماعي.

تختلف النظريات أيضًا عندما يتعلق الأمر بالحالات النفسية التي تحدد مكونات العالم الاجتماعي في علم نفس الوجود الاجتماعي أو الحقائق الاجتماعية، حيث تؤكد نظريات مواقف المجموعة أن مواقف المجموعة لا يتم تحديدها فقط من خلال الحالات النفسية بشكل عام، ولكن أيضًا من خلال المواقف الخاصة من جانب الأعضاء، وتختلف النظريات عندما يتعلق الأمر بالكيانات الاجتماعية التي تحددها الحالات النفسية في مواقف المجموعة وحدها.

النظريات الفردية في مكونات العالم الاجتماعي في علم نفس الوجود الاجتماعي

ترى النظريات الفردية أن العالم الاجتماعي مبني على أفراد يُفهمون على أنهم أجزاء منعزلة، كما يشير لاستخدام الفردية في مواقف المنافسة والعدائية، لذا فإن توصيف مكونات العالم الاجتماعي غالبًا ما يعتمد على ما يتم استخدامه ليكون بمثابة إحباط، لكن عادةً المذهب الفردي هو مزيج من ادعاءين الرأي القائل بأن المجتمع مبني حصريًا على الأفراد، وأن الأفراد معزولون بطريقة ما عن بعضهم البعض، بدلاً من الاعتماد المتبادل على بعضهم البعض.

تؤخذ الفردية حرفياً إلى حد ما من قبل النظريات التي تطبق أساليب الفيزياء الإحصائية على المجتمع، حيث تكمن الفكرة في نمذجة المجتمعات كمجموعات كبيرة من الناس، مثل السوائل والغازات عبارة عن تجمعات من الجزيئات، ويشمل الممثلين المعاصرين نماذج في الفيزياء الاجتماعية والفيزياء الاقتصادية، في حين أن أبسط هذه النماذج تأخذ التفاعلات الفردية لتكون محكومة بقواعد حتمية، وتأخذ المجتمع ليكون مجموع هؤلاء الأفراد المتفاعلين.

تتهم بعض النظريات بأنها فردية بمعنى أنها تعامل الأفراد على أنهم منعزلون وغير متفاعلين، أحيانًا ما يتم تحدي النظرية الاقتصادية الكلاسيكية الجديدة على هذا الأساس، ومنها يشير بعض علماء النفس إلى أنه حتى في النماذج الكلاسيكية الجديدة الأساسية، يتم دمج العلاقات بين الأفراد في المجموعات من حيث السمات والميزات الأخرى غير الفردية.

يستخدم مصطلح الفردية في تحديد مكونات العالم الاجتماعي في علم نفس الوجود الاجتماعي أيضًا للإشارة إلى النظريات التي تهمل التأثيرات السببية أو التاريخية للمجتمع على الأفراد، فقد يتجاهل النموذج التكييف الاجتماعي تمامًا على سبيل المثال من خلال معالجة التفضيلات الفردية كأجزاء خارجية أو معينة من النموذج الاجتماعي، أو بدلاً من ذلك يمكن اعتبار الأشخاص عند نقطة بداية تاريخية معزولين أو غير اجتماعيين.

في النهاية نجد أن:

1- مكونات العالم الاجتماعي في علم نفس الوجود الاجتماعي تعبر عن مجموعة من الاتجاهات والعضويات الفردية التي تتعامل مع بعضها البعض.

2- أحيانًا تتمثل هذه المكونات بالسلوك الجمعي وفي الكثير من الأوقات تتمثل بالفردية أو الجزئية لكل فرد أو عضو خاص بنفسه.

3- يتم تحديد مكونات العالم الاجتماعي في علم نفس الوجود الاجتماعي من خلال العديد من النظريات مثل النظريات النفسية والنظريات غير الاجتماعية وغيرها.

المصدر: التصور العقلي من منظور علم النفس التربوي، رجاء محمد أبو علام وعاصم عبد المجيد أحمد، 2014الوعي والإدراك، البحث في آلية عمل الدماغ البشري، عمر اسبيتان، 2009علم النفس و الأخلاق، ج أ جيمس آرثر هادفيلد، 2017المنطق وعلم النفس، مدحت عبد الرزاق الحجازي، 2020


شارك المقالة: