مناهج تجريبية للشخصية الأخلاقية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


شهد مطلع القرن زيادة ملحوظة في مقدار الاهتمام بالقضايا التجريبية حول الشخصية الأخلاقية، حيث اعتمد علماء النفس والفلاسفة تقليديًا على البيانات التجريبية إلى حد ما في تنظيرهم حول الشخصية، وكان أحد الاختلافات الرئيسية في السنوات الأخيرة هو مصدر هذه البيانات التجريبية، أي عمل علماء النفس الاجتماعي والشخصي على الفكر والعمل ذي الصلة أخلاقياً من خلال مناهج تجريبية للشخصية الأخلاقية في علم النفس.

المناهج المواقفية التجريبية للشخصية الأخلاقية في علم النفس

في أواخر الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي احتل ما أصبح يسمى بالحركة الموقفية في علم النفس مركز الصدارة، تلا ذلك نقاش حول وضع الشخص مما أدى إلى التشكيك في وجود سمات الشخصية التقليدية وحتى الحاجة إلى الانضباط في علم نفس الشخصية، وصف الكتاب الذين يصفون هذه الحقبة بأنها مؤلمة وشديدة، وبحلول الثمانينيات على الرغم من ذلك انفصل العديد من علماء النفس عن الحركة الموقفية، واليوم عدد قليل جدًا من الذين يؤيدون الادعاءات التي تم تقديمها في ذلك الوقت.

في المناهج المواقفية التجريبية للشخصية الأخلاقية في علم النفس استمرت استراتيجيات علماء النفس الجدلية الواسعة في مرحلتين، حيث تتمثل المرحلة الأولى في الاعتماد على دراسات في علم النفس لإظهار أن الناس عادة لا يمتلكون ما يسمونه سمات الشخصية العالمية، والمرحلة الثانية أظهرت أن هذه مشكلة خطيرة لأخلاقيات الفضيلة، وكذلك أي وجهة نظر أخرى في الأخلاق المعيارية التي تلتزم بطريقة مركزية بسمات الشخصية العالمية.

وفقًا للمناهج المواقفية التجريبية للشخصية الأخلاقية في علم النفس فإن سمات الشخصية العالمية لها ميزتان رئيسيتان هما الاتساق حيث تتجلى سمات الشخصية بشكل موثوق في السلوك المرتبط بالسمات عبر مجموعة متنوعة من شروط الاستنباط ذات الصلة بالسمات والتي قد تختلف بشكل كبير في قدرتها على إظهار السمة المعنية، والاستقرار حيث تتجلى سمات الشخصية بشكل موثوق في السلوك المرتبط بالسمات على التجارب المتكررة لظروف الاستنباط المماثلة ذات الصلة بالسمات.

كانت إحدى الطرق التي يمكن أن يجادلوا بها علماء النفس في هذا الأمر من خلال فحص الأدبيات النفسية فيما يتعلق بمجموعة متنوعة من أنواع السلوك الأخلاقي مثل السرقة والمساعدة والأكل، والإيذاء والسلوك المعادي للمجتمع، ومعرفة ما إذا كانت البيانات متوافقة مع ما يقابلها، بدلاً من ذلك تم اختيار استراتيجية التركيز بتفصيل كبير على فضيلة واحدة فقط أو التعاطف واستخدام الأدبيات في علم النفس في السلوك المؤيد للمجتمع.

كان اختيار التعاطف ذا معنى كبير في ضوء حالة الأدب التجريبي في المناهج المواقفية التجريبية للشخصية الأخلاقية في علم النفس ،هوناك العديد من الدراسات التي تم إجراؤها على مدار الستين عامًا الماضية حول السلوك المساعد، على عكس الأنواع الأخرى من السلوكيات الأخلاقية ذات الصلة والتي قد تتعلق بفضائل أخرى، ومع ذلك لم يتوصل علماء النفس إلى استنتاج حجتهم للتطبيق على فضيلة واحدة فقط، ولذا تم توقع أن الدراسات المستقبلية في مجالات الأخلاق الأخرى، عند دمجها مع أي دراسات لدينا حاليًا ستروي قصة مماثلة حول غياب الفضيلة.

المناهج المعرفية العاطفية التجريبية للشخصية الأخلاقية في علم النفس

كان أحد الخيوط المتبقية من قسم المناهج المواقفية التجريبية للشخصية الأخلاقية السابقة يتعلق بما يسمى بنظام الشخصية المعرفية العاطفية؛ نظرًا لأن المناهج المعرفية العاطفية التجريبية للشخصية الأخلاقية في علم النفس تلقى حاليًا الكثير من الاهتمام في الأدبيات الموقفية في علم النفس الفلسفي، بالإضافة إلى ذلك بغض النظر عن علاقته بتلك الأدبيات قد تحتوي المناهج المعرفية العاطفية التجريبية للشخصية الأخلاقية في علم النفس على بعض الموارد المهمة الخاصة به لتقديمه كنهج تجريبي للتفكير في الشخصية.

الوحدات المعرفية المؤثرة هي اللبنات الأساسية في المناهج المعرفية العاطفية التجريبية للشخصية الأخلاقية في علم النفس إنها ليست سمات شخصية عالمية، ولكنها حالات وعمليات عقلية محددة، حيث أنها تحتوي بالتوقعات السلوكية والنتائج التحفيزية في مواقف معينة وقيم التحفيز الذاتي وأنظمة وخطط التنظيم الذاتي وكفاءات البناء واستراتيجيات التشفير والبنى الشخصية.

حالات الطوارئ في الموقف والسلوك هي ميزة مركزية أخرى في المناهج المعرفية العاطفية التجريبية للشخصية الأخلاقية في علم النفس، هذه الحالات الطارئة عبارة عن بيانات شرطية تمثل بعض جوانب شخصية الفرد، حيث يكون الشرط إذا هو الموقف والشرط إذن هو سلوك، على سبيل المثال تم دراسة سلوك الأطفال في معسكر علاجي صيفي وجد في إحدى الحالات أنه إذا تعرض الطفل لمضايقات من قبل أحد الأقران، فمن غير المرجح أن يظهر عدوانًا لفظيًا.

لم يكن الشيء نفسه صحيحًا بالنسبة لطفل آخر يمكن تفسير هذا الاختلاف من خلال مناشدة وحداتهم المعرفية والعاطفية المختلفة، فقد يرغب بعض الأطفال في إيذاء شخص يضايقهم، بينما قد يرغب الآخرين في الهروب، ومنها تعمل ميزات المواقف على تنشيط مجموعة من ردود الفعل الداخلية ليس فقط معرفية ولكن أيضًا عاطفية، وذلك بناءً على خبرة الفرد السابقة مع هذه الميزات، ويمكن أن تؤدي ردود الفعل هذه إلى سلوك لاحق.

في المناهج المعرفية العاطفية التجريبية للشخصية الأخلاقية في علم النفس يتم تعريف الخصائص الاسمية على أنها ميزات أكثر عمومية قد يستخدمها مراقبو الطرف الثالث في وصف موقف، مثل الموقع الفعلي أو الوقت أو الحدث، تشمل الأمثلة التواجد في صالة البولينغ وتناول الغداء والقيام بالضرائب والتحدث على الكمبيوتر مع صديق، ومشاهدة فيلم.

حيث يرتبط هذا التمييز بالمصطلحات الفنية في علم نفس المناهج الذاتية مقابل الأساليب الحركية، وبشكل تقريبي تستخدم المناهج الذاتية المعايير المتوفرة من قبل المشارك في السؤال، في حين أن النهج البدائية تستخدم معايير العرض من قبل الأفراد إلى جانب المشارك.

الفكرة هي أن المواقف قد تبدو مختلفة جدًا للمراقبين على أساس سماتها الاسمية، ولكن بالنسبة للشخص المعني قد تكون هناك أوجه تشابه مهمة أو العكس، على سبيل المثال يمكن لأي شخص أن يدرك انتقاده لنفسه في صالة البولينغ والمكتب، ويستخدم نفس الاستراتيجيات الدفاعية في كلتا الحالتين على الرغم من أنهما قد يبدوان مختلفين جدًا من نواحٍ أخرى، والدرس الأكثر عمومية هنا هو أن علماء النفس بحاجة إلى الانتباه إلى السمات الاسمية والنفسية البارزة للمواقف عند دراسة الشخصية.

المناهج الخمسة الكبار التجريبية للشخصية الأخلاقية في علم النفس

مع مرور الوقت انتهى الأمر بالحركة الواقعية إلى عدم الدخول في انهيار دراسة الشخصية، حيث أصبحت سمات الشخصية العالمية تهيمن على مجال علم نفس الشخصية، وكان السبب الرئيسي لذلك هو ظهور نموذج الخمسة الكبار أو خمسة عوامل، اليوم أصبحت السمات الشخصية الخمس الكبرى في غاية الصعوبة، حيث ظهرت آلاف الأوراق في المجلات في السنوات الأخيرة، والآن يرى المرء دراسة سمات الشخصية العالمية موصوفة بمصطلحات النهضة مع التقدم الحقيقي نحو الإجماع بعد عقود من التخبط.

تعتبر المناهج الخمسة الكبار التجريبية للشخصية الأخلاقية في علم النفس هي تصنيف لسمات الشخصية، على مدى عقود عديدة في القرن العشرين نادراً ما استخدم علماء النفس لغة سمات الشخصية، على الرغم من أن هذا قد تغير في السنوات الأخيرة، ولكن أحد العوامل المسؤولة عن هذا النفور هو صعود الوضعية وكآبة المفاهيم المحملة بالقيمة من البحث النفسي، مع بدء اعتبار الشخصية أحد هذه المفاهيم، كان هناك عامل آخر وهو ظهور الموقفية في علم النفس الاجتماعي وما يرتبط بها من شكوك حول الكفاية التجريبية لسمات الشخصية التقليدية.

لا تلعب مثل هذه العوامل دورًا كبيرًا في التاريخ الحديث لعلم النفس، ولكن تظل الأسئلة حول كيفية تصنيف السمات وخاصة سمات الشخصية، في أحد المقاربات على سبيل المثال هما نفس الشيء، قد تكون سمة مثل الانبساط سمة شخصية، والنهج البديل والذي من المحتمل أن يفضله الفلاسفة الذين يعملون على الشخصية في علم النفس، هو الادعاء بأن الشخصية ليست سوى نوع واحد من سمات الشخصية.


شارك المقالة: