منحى التقويم الدينامي لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


قارن بعض العلماء منحى تقويم الأداء مع المنحى التقليدي للتقويم، وتوضح أن تقويم الأداء يطبق في موقف حقيقي، ويهتم بمهارات تعمل في الموقف وفي مهارات ليست معزولة عنه، كما تتاح فيه للفرد أن يشغل مهاراته بصورة متكاملة؛ بهدف انجاز مهمة كبرى، أما التقويم التقليدي فيتوقف على مهارة خاصة.

منحى التقويم الموثق لذوي الاحتياجات الخاصة

يصبح تقويم الأداء تقويماً موثقاً في حال تطلبت المهمة من الفرد، وأن يفصح عن سلوكه في مواقف حياتية حقيقية بما يتجاوب لمتطلبات واقعية، سواء داخل الصف أو خارج الصف، ووضح بعض العلماء كيف يمكن الاستفادة من عملية التقويم الموثق في دمج عملية التقويم مع عملية التدريس، وكيف يمكن أن نحصل من خلاله على بيانات نستفيد من خلال في عملية تخطيط التعليم.

وفي وضع الخطة التربوية وأيضاً يرى بعض العلماء، أن هذا النوع من أنواع التقويم يستبعد الصعوبات الناتجة عن استعمال طرق التقويم التقليدية، سواء طرق التقويم المقننة أو طرق التقويم غير المقننة، يحتوي  التقويم الموثق على مهمات تشبه إلى درجة كبيرة  على مهمات تعلم تعتمد على عمليات عقلية مركبة، كما يحتوي معرفة ذات علاقة بأبعاد شخصية وبأبعاد اجتماعية.

ويبتعد عن القيود التي تفرضها طرق التقويم التقليدية، وعلى سبيل المثال قد يسمح للفرد عند الاستجابة لأداة التقييم، ان يقوم بفتح الكتاب المقرر ويبحث عن الإجابة، وأن يستعين كذلك بمراجع أخرى، ولخص بعض العلماء أربع خصائص رئيسية للاختبارات التي تستعمل لأغراض التقويم الموثق، يتم تصميمها إذ تكون ممثلة للأداء المستهدف تمثيلاً ملائماً.

يوجه اهتمام عالي إلى تعليم وإلى تعلم المعايير التي ستستعمل في عملية التقويم، يلعب التقويم الذاتي دورة ضرورية ويتوقع من الطلبة أن يقوموا بعرض أعمالهم وأن يدافعوا عنها بصورة علنية؛ بهدف تحقق من أن مظاهر الإتقان لديهم حقيقية، يشير هؤلاء العلماء إلى مشكلات في أدوات عملية التقويم الموثق، تتبين بشكل أكبر في تقويم الأفراد ذوي الحاجات الخاصة.

وتكون من جانب الصدق، ربما لا تتبين دلالات عن صدق عملية التقويم في بعض الفئات الخاصة، ومن جانب النزاهة، يتوقع وجود مؤشرات تحيز في بعض المقاييس أثناء تطبيقها على أشخاص يتميز الواحد منهم عن غيره بخصائص ويتميز بمشکلات فردية خاصة، ومن جانب مستوى التركيب في العمليات المعرفية، هنا من الممكن أن تتضمن أداة التقويم على مهمات معرفية تتجاوز إمكانات الأفراد ذوي الحاجات الخاصة.

ومن جانب درجة شمول وجانب مهمات التقويم ونوعها، وهنا ممكن أن لا تكون مهمات التقويم ذات علاقة واضحة باحتياجات الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة ولكن  الأشخاص المهتمين بهذا التقويم الموثق يشيدون بفضائله، بدءً من استبعاد المشكلات التي ترجع لطرق التقويم المقننة وطرق التقويم غير المقننة، وبتأكيد التكامل بين عملية التدريس وعملية التقويم.

ومن المميزات التي توصف بها طرق التقويم الموثق أثناء تطبيقها على الأفراد ذوي الحاجات الخاصة، ما يلي
نتيجة لاستعمال طرق متنوعة وطرق متعددة في عملية التقويم الموثق تتضاعف عند الفرد المتعلم فرص التعلم والأداء، وعندما عملية التقويم جزء من عملية التدريس، يتاح للأفراد المتعلمين وقت أكبر للتعلم ووقت أكبر للأداء.

عندما يكون هناك ارتباط وثيق ما بين عملية التقويم وما بين المنهاج، يتحقق توافق أكبر ما بين عملية التدريس وعملية التقويم، ودقة أكبر في نتائج التقويم عندما يطبق عملية التقويم في مواقف حياتية حقيقية تكون المهام التدريسية أوثق ارتباط بمهمات الحياة الواقعية، عندما تبني التقويم الذاتي في عملية التقويم الموثق يزداد الوعي لدى الأشخاص بمعايير الأداء.

ويطور الأفراد ذوو الحاجات الخاصة استراتيجيات ويطور عادات الرقابة الذاتية، يأخذ التوثيق الموثق بالاعتبار عوامل الخبرات السابقة وعوامل الاتجاهات وتأثيرها على عملية التفاعل ما بين الفرد المتعلم وبين المهام التدريسية، وعندما ترتبط عملية التقويم الموثق بالتدريس وترتبط المنهاج بصيغ عامة، فإنه يساعد الفرد على الإعداد لامتحانات الكفاءة وعلى الإعداد للامتحانات العامة.

منحى التقويم الداينمي لذوي الاحتياجات الخاصة

يطرح التقويم الداينمي مثل إجراء تعويضي لجوانب الضعف التي ترجع للتقويم التقليدي، ومن جوانب الضعف أو المحددات التي توصف بها طرق التقويم التقليدي أنها أولاً ليست مصممة لعملية التقويم استراتيجيات التدريس الموجهة لعلاج مشكلات التعلم، ثانياً تفترض أن عملية التعلم تعتبر نتاج ختامي، ثالثاً لا تأخذ بالاعتبار أن يكون لعملية التقويم تأثير على عملية التعلم.

ورابعاً ولا تأخذ بعين الاعتبار استعداد الفرد المتعلم للتقدم؛ بسبب تقديم نوع من الدعم البيئي، ويستشهد بعض العلماء بأن جهوداً يفترض أن تبذل في بناء اختبارات تعمل على قياس الاستعداد الكامل، للاستجابة لمتطلبات تربوية ولمتطلبات مهنية وكذلك اجتماعية، ومن جانب أخر تعطي الفرصة لدراسة العوامل التي تؤثر في تعديل السلوك.

ويفترض أن يطلق على تلك الاختبارات اختبارات القابلية للتكيف ويقدم العلماء مجموعة من الحجج للتحول من التقويم التقليدي إلى التقويم الداينمي، أولاً يهتم التقويم التقليدي بالنتاجات ومقابل ذلك لا يهتم بالعمليات، وثانياً يفشل التقويم التقليدي في القيام بتقويم استجابة الفرد المتعلم لعملية التدريس، وثالثاً لا يعطي التقويم التقليدي معلومات تفيد في تصميم تدریس فعال.

أما فيما يخص التقويم الداينمي فيقوم بتقدم معلومات عن درجة استجابة الفرد لبرامج التدخل، يضيف كذلك التقويم الداينمي عنصر تعلم إلى الموقف الاختباري، ويفحص كذلك استجابة الفرد المتعلم لعملية التدريس، ونتيجة ذلك يتم الحصول على قياس للتغير الذي أصدره التدريس الموجه عن طريق استراتيجية، اختبر ثم علم  ثم اختبر.

وكذلك يمكن لعملية التقويم الداينمي أن تساهم في تحليل الفروق الفردية، في عملية الاستجابة للفروق في الظروف الاختبارية؛ ونتيجة ذلك يضيف التقويم الداينمي إحدى ميزات عملية التقويم التقليدي لأنه يأخذ بعين الاعتبار عناصر دافعية وعناصر تعليمية في تحليل الأداء، وبذلك المعنى، فإن عملية التقويم الداينمي لا تعتبر بديلاً للطرق التقليدية في عملية التقويم، ولكنه يضمن إضافة مهمة لتعويض الضعف في الطرق السيكومترية والطرق التطورية والطرق المحكية المرجع العام.

يتلخص الهدف الأساسي في تعرف أسباب الفشل، وكذلك في معالجتها عن طريق تطبيق النموذج اختبر ثم درب ثم اختبر، ويعتمد ذلك النموذج على القيام بادخال عنصر التدريب في عملية التقويم، ويهتم التدريب على  العمل على مساعدة الفرد في استيعاب متطلبات المهمة، وكذلك على توفير الثناء وتوفير التشجيع بما يجعله يحس خبرة النجاح وخبرة التحقق من استراتيجية الحل.

ويوصي بعض العلماء معلمي التربية الخاصة في مجال التقويم والتشخيص ببعض الإرشادات ومنها، أولاً اعتماد مصطلح محدد للتقويم الداينمي، والقيام بتعريف خصائص العمليات التي يشارك بها الفرد المتعلم، وكذلك عناصر فاعليتها، وثانياً: تعرف المعايير المرتبطة بتحليل المهمات والمرتبطة تفسيرها، وثالثاً تطوير طرق قابلة للتطبيق رجوعاً إلى مصطلحات إجرائية يمكن للمارسين للتقويم الداينمي استعمالها.

ورابعاً الاستعمال الفعال للمعلومات الناجمة عن التقويم في اتخاذ قرارات ذات علاقة بحاجات المتعلم، وخامساً يفترض أن تكون مهمات التقويم الداينمي، وأن تكون اجراءاته مرتبطة مع الأهداف التعليمية والنشاطات المنهجية، وسادساً رجوعاً إلى ما تم ذكره من المحتمل لمنحى تقويم داينمي مستند إلى المنهاج أن يقدم حلاً ملائماً لمجموعة من المشكلات المترتبة على المحددات.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة. 2- عبدالله الكيلاني وفاروق الروسان.القياس والتشخيص في التربية الخاصة.3- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد. 4- أمل سويدان ومنى الجزار. تكنولوجيا التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة. دار الفكر: عمان.


شارك المقالة: