من هو عالم النفس ديفيد هيوم؟

اقرأ في هذا المقال


نشأة ديفيد هيوم:

ديفيد هيوم من مواليد 26 أبريل 1711 – توفي في 25 أغسطس 1776، كان فيلسوفًا من عصر التنوير الاسكتلندي وعالماً نفسياً ومؤرخًا واقتصاديًا وأمين مكتبة وكاتب مقالات، هو شخصية مهمة في تاريخ الفلسفة الغربية. يُعرف بأنه أول مؤرخ، وكان كتابه “تاريخ إنجلترا” مرجعًا للتاريخ البريطاني لسنوات عديدة.

ولد ديفيد هيوم في إدنبرة، اسكتلندا، شمال إنجلترا. كان والده محامياً، توفي والده عندما كان في الثالثة من عمره، وكان عمه جورج كاهنًا صارمًا قام بتربيته. انضم هيوم إلى مدرسة إدنبرة عام 1722 (في سن الحادية عشرة) والتي أصبحت فيما بعد جامعة مشهورة. ثم درس الفيزياء، وأطلق عليها فيما بعد الفلسفة الطبيعية.

مسيرة ديفيد هيوم العلمية:

قام بعمل تجاري قصير في بريستول، لكن حياته العملية لم ترق له، لذلك يفضل السفر، فسافر إلى أوروبا، وخاصة فرنسا، ثم في لافيش في غرب فرنسا. استقر لفترة حيث كتب أحد أهم أعماله “بحث في الطبيعة البشرية”.

ثم عاد إلى لندن عام 1737 لنشر الكتاب، لكنه لم يحالفه النجاح الذي توقعه ولهذا أعاد تأسيس فلسفته ولكن بشكل مصغر وهي البحث في الفهم الأنساني عام 1746 والبحث في مبادئ الأخلاق عام 1751.

بعد عودته إلى لندن، التقى بالفيلسوف الاسكتلندي هاتشينسون الذي كان أستاذًا للفلسفة في جامعة غلاسكو، وكان هاتشينسون أستاذًا للمفكر الاقتصادي الشهير آدم سميث، فتعرف عليه هيوم من خلاله. في عام 1746 شغل هيوم منصب السكرتير العام لسانت كلير ورافقه في زيارات دبلوماسية إلى فيينا والنمسا وتورينو بإيطاليا.

كان أول فيلسوف عظيم في التاريخ الحديث يقترح فلسفة شاملة للطبيعة، والتي رفضت جزئيًا الفكرة التاريخية السائدة بأن الفكر البشري هو مثال للفكر الآلهة. فبدأت شكوك هيوم لهذه البصيرة المثالية ورفضها. سعى هيوم إلى خلق علم طبيعي للإنسان يفحص الأساس النفسي للطبيعة البشرية.

عارض هيوم وجود الفكر الفطري، مفترضًا أن كل المعرفة البشرية مستمدة من التجربة فقط. هذا يضعه في إافاق مع فرانسيس بيكون وتوماس هوبز وجون لوك وجورج بيركلي وإسحاق نيوتن وساميل كلارك  وآدم سميث وجوزف بتلر. باعتباره تجريبيًا من أصول بريطانية، لكن في السنوات الأخيرة اهتم العلماء بأعماله الفلسفية.

تستند فلسفة هيوم على عدم الثقة في التفكير الفلسفي. لكنه يعتقد أن كل معرفة جديدة هي نتيجة خبرة، وكل تجربة موجودة فقط في العقل على صورة وحدات خبرة فردية. إنه يعتقد أن كل شيء يختبره الفرد مباشرة من التجربة ليس أكثر من محتوى لمشاعره أو المحتوى الموجود في قلبه. فيعتقد ديفيد هيوم أيضًا أن هناك عالمًا ما وراء الفطرة البشرية.

تقدم هيوم لشغل منصب أستاذ الفلسفة في جامعة غلاسكو عام 1741، لكن طلبه رُفض بسبب التطرف الديني هناك. عاد عام 1751 وتقدم إلى نفس الجامعة، لكنه فشل أيضًا في الحصول على الوظيفة، مما دفعه للبحث عن وظيفة أخرى، وهي منصب محافظ مكتبة كلية الحقوق بجامعة إدنبرة عام 1752.

هناك تمكن من رؤية الكتب والوثائق والسجلات التي مكنته من الكتابة عن تاريخ إنجلترا، مما سمح له من 1754 م إلى 1761 م. في هذا الكتاب يتبع هيوم طريقة جديدة غير مسبوقة في الكتابة، بدءًا من الماضي القريب، ثم تطورت إلى الأقدم، بدايةً من عهد جيمس الثاني (1430 م إلى 1460 م) والعودة إلى الوراء حتى غزا إنجلترا عام 55 قبل الميلاد على يد الإمبراطور قيصر.

بين عامي 1763 و 1766 م، عمل هيوم سكرتيرًا للسفارة البريطانية في باريس، حيث التقى بأشهر الفلاسفة الفرنسيين وأهم مالكي الموسوعة، والذي عرفوا بمذاهب مشهورة ومادية في جميع أنحاء العالم، وهم دالمبر، وديدروت، ودولبيك، وهيلسيوس.

أصبح هيوم وكيلًا للوزارة، وفي عام 1769، عاد إلى مسقط رأسه في اسكتلندا، إدنبرة، حيث أمضى بقية حياته، فتأثر آدم سميث بفكر هيوم وأصبح صديقًا له، وفي عام 1776 كتب كتابًا أساسيًا بعنوان “ثروة الأمم” في نفس العام توفي هيوم.

أهم مؤلفات ديفيد هيوم:

  • 1739- رسالة في الطبيعة البشرية في جزأين.
  • 1740- موجز الرسالة في الطبيعة البشرية.
  • 1741- مباحث أخلاقية وسياسية.
  • 1748- محاولات فلسفية في الفاهمة البشرية، الذي أعيدت تسميته في طبعة 1758 بمبحث في الفاهمة البشرية.
  • 1751- مبحث في الأخلاق.
  • 1752- مقالات سياسية.
  • 1754- تاريخ انكلترا، المجلد الأول (عهدا جاك الأول وشارل الأول).
  • 1756- تاريخ انكلترا، المجلد الثاني (تاريخ آل ستيوارت) و (تاريخ انكلترا منذ اجتياح يوليوس قيصر إلى هنري الرابع).
  • 1779- محاورات في الدين الطبيعي، الذي أعده في عام 1769.

شارك المقالة: