من هو الفيلسوف هيجل؟

اقرأ في هذا المقال



“ما تعلمنا إياه الخبرة والتاريخ هو أن الناس والحكومات لم يتعلموا أبدًا أي شيء من التاريخ، أو يتصرفون وفقًا للمبادئ المستخلصة منه”.

جورج هيجل

من هو هيجل؟


كان جورج فيلهلم فريدريش هيجل والمعروف غالبًا بإسم جورج هيجل – 1770 – 1831 – فيلسوفًا ألمانيًا من أوائل الفترة الحديثة، وكان ذو شخصية بارزة في حركة المثالية الألمانية في أوائل القرن التاسع عشر، على الرغم من أنّ أفكاره ذهبت إلى ما هو أبعد من الكانطية السابقة، وأسس مدرسته الخاصة للهيغلية.

أطلق عليه لقب – أرسطو العصر الحديث -، واستخدم نظامه في الديالكتيك لشرح كامل تاريخ الفلسفة والعلوم والفن والسياسة والدين، على الرغم من الاتهامات بالظلامية و ما أطلق عليها بالفلسفة الزائفة، ويُعتبر هيجل غالبًا قمة الفكر الألماني في أوائل القرن التاسع عشر.

كان تأثيره هائلاً سواء التي في الفلسفة أو في العلوم الأخرى، وكان له تأثير عميق على العديد من المدارس الفلسفية المستقبلية سواء دعمت أفكاره أو التي عارضتها، ومنهم الماركسية والتي تعود لكارل ماركس التي كان لها تأثير عميق على المشهد السياسي للقرن العشرين.

ميلاد هيجل وحياته الاجتماعية:

وُلد هيجل في 27 أغسطس 1770 في شتوتغارت في جنوب غرب ألمانيا، حيث كان والده جورج لودفيج هيجل سكرتيرًا لمكتب الإيرادات في بلاط دوق فورتمبيرغ، بينما كانت والدته ماريا ماغدالينا لويزا – نيي فروم – الإبنة المثقفة والمتعلمة لمحامي في محكمة العدل العليا في محكمة فورتمبيرغ، والتي توفيت عندما كان هيجل في الثالثة عشرة من عمره بسبب الحمى الصفراوية، وكان لدى هيجل أخت صغيرة تدعى كريستيان لويز والتي تم إلحاقها لاحقًا بحق اللجوء وغرقت نفسها في النهاية، بينما شقيقها الأصغر جورج لودفيج كان سيموت في حملة نابليون الروسية عام 1812.

دراسة هيجل وعمله:

في سن الثالثة ذهب هيجل إلى المدرسة الألمانية، ودخل المدرسة اللاتينية في سن الخامسة، ثم التحق بمدرسة شتوتغارت الثانوية من 1784 إلى 1788، كان يتسم هيجل بأنه طالبًا جادًا ومجتهدًا وناجحًا وقارئ شره منذ الصغر، بما في ذلك شكسبير والفلاسفة اليونانيون القدماء والكتاب المقدس والأدب الألماني، بالإضافة إلى الألمانية واللاتينية حيث تعلم اليونانية والعبرية والفرنسية والإنجليزية.

في سن الثامنة عشر التحق بمدرسة توبنجر شتيفت وهي مدرسة دينية بروتستانتية ملحقة بجامعة توبنغن، وهناك أصبح إثنان من زملائه الطلاب حيويين في تطوره وهما: الشاعر فريدريش هولدرلين – 1770 – 1843 -، والفيلسوف اللامع الأصغر- ليكون فريدريش شيلينج، وأصبح الثلاثة أصدقاء مقربين وتقاسموا كرههم للبيئة التقييدية للمدرسة، وسرعان ما بدأ هولدرلين وفريدريك شيلينج في الاهتمام بالمناقشات النظرية حول الفلسفة الكانطية، على الرغم من أنّ ارتباط هيجل النقدي مع كانط لم يحدث إلا بعد ذلك بكثير حيث كان حوالي عام 1800.

بعد تخرجه من مدرسة توبنغن في عام 1793 أصبح هيجل مدرسًا منزليًا لعائلة أرستقراطية في برن – سويسرا، ثم تولى منصبًا مماثلًا في فرانكفورت أم ماين من 1797 إلى 1801، وخلال هذا الوقت أنتج بعض الأعمال المبكرة عن المسيحية التي بدأ وصديقه هولدرلين في ممارسة تأثير متزايد الأهمية على فكره.

وفي عام 1801 حصل هيجل على منصب محاضر بلا راتب في جامعة جينا بتشجيع من صديقه القديم شيلينج، الذي كان أستاذًا استثنائيًا هناك، وألقى محاضرات في المنطق والميتافيزيقا، وألقى مع شيلينج محاضرات مشتركة حول – مقدمة لفكرة وحدود الفلسفة الحقيقية – وعقد – نزاع فلسفي -.

في عام 1802 أسس شيلينج وهيجل مجلة – المجلة النقدية للفلسفة – Kritische Journal der Philosophie – وأصدر أول كتاب حقيقي له عن الفلسفة – الفرق بين أنظمة الفلسفة بين لفيشتي وشيلينج – The Difference. between Fichte’s and Schelling’s Systems of Philosophy – وكان ذلك في عام 1801.

وعلى الرغم من عدم حصوله على راتب في عام 1805 قامت الجامعة بترقية هيجل إلى منصب أستاذ استثنائي ، وكذلك تحت بعض الضغوط المالية أخرج الكتاب الذي قدم نظامه الفلسفي إلى العالم – فينومينولوجيا العقل – Phänomenologie des Geistes -.

بعد دخول نابليون بونابرت في عام 1807 الذي أعجب به هيجل كثيرًا مدينة يينا وأغلق الجامعة وفي نفس العام كان لديه ابن غير شرعي يدعى جورج لودفيج فريدريش فيشر من قبل صاحبة الأرض كريستيانا بوركهارت التي كانت قد تخلت عنها، وبالرغم من ذلك لم يتمكن من العثور على عمل أكثر ملاءمة، مما أضطره على الانتقال من جينا وقبول منصب محرر في صحيفة بامبيرجر تسايتونج في بامبرج.

ومن عام 1808 حتى عام 1816 كان مديرًا لصالة للألعاب الرياضية في نورمبرج حيث قام بتكييف كتابه – فينومينولوجيا العقل – لاستخدامه في الفصل، وطور فكرة موسوعة شاملة عن العلوم الفلسفية، بينما في عام 1811 تزوج ماري هيلينا سوزانا فون توشر الابنة الكبرى لأحد أعضاء مجلس الشيوخ وأنجبا ولدين وهما: كارل فريدريش فيلهلم في عام 1813 وإيمانويل توماس كريستيان في عام 1814، حيث شهدت هذه الفترة نشر عمله الرئيسي الثاني – Wissenschaft der Logik – علم المنطق – في ثلاثة مجلدات في أعوام 1812 و 1813 و 1816.

من 1816 إلى 1818 درس هيجل في جامعة هايدلبرغ، ثم أخذ عرضًا لرئاسة الفلسفة في جامعة برلين حيث بقي حتى وفاته في عام 1831، ونشر كتابه – Grundlinien der Philosophie des Rechts – عناصر فلسفة الحق – في عام 1821، وفي ذروة شهرته جذبت محاضراته الطلاب من جميع أنحاء ألمانيا وخارجها وعُيّن رئيسًا للجامعة في عام 1830، وزينه الملك فريدريك ويليام الثالث ملك بروسيا لخدمته للدولة البروسية عام 1831.

اقتباسات للفيلسوف هيجل:

“الرجل الجاهل ليس حرًا، لأنّ ما يواجهه هو عالم غريب ، شيء خارجه وفي المستقبل يعتمد عليه دون أن يكون قد صنع هذا العالم الغريب لنفسه، وبالتالي دون أن يكون في منزله بنفسه بواسطة شيء خاص به. إن الدافع للفضول والضغط من أجل المعرفة، من أدنى مستوى إلى أعلى درجة من البصيرة الفلسفية، ينشأ فقط من النضال لإلغاء حالة عدم الحرية هذه وجعل العالم ملكًا للفرد في أفكاره وفكره.”


“إذا كان مسموحًا لنا بشكل عام أن نعتبر النشاط البشري في عالم الجمال تحررًا للروح وتحريرًا من القيود، وبإختصار أن نعتبر أنّ الفن يخفف بالفعل من أكثر الكوارث قهرًا ومأساوية من خلال وسائل الإبداعات التي يقدمها لتأملنا وتمتعنا، فإنّ فن الموسيقى هو الذي يقودنا إلى القمة النهائية لذلك الصعود إلى الحرية “.


“لا شيء عظيم في العالم يتم إنجازه بدون شغف.”


“يختفي البرعم عندما تتفتت الزهرة ، ويمكن أن نقول إن الأول يدحضه الأخير ؛ بنفس الطريقة عندما تأتي الثمرة ، يمكن تفسير الزهرة على أنها شكل خاطئ لوجود النبات لأن الثمرة تظهر على أنها طبيعتها الحقيقية بدلاً من الزهر. إن النشاط المتواصل لطبيعتها المتأصلة يجعل هذه المراحل لحظات من الوحدة العضوية ، حيث لا تتعارض فقط مع بعضها البعض ، ولكن عندما يكون أحدهما ضروريًا مثل الآخر ؛ وبذلك تشكل حياة الكل.”


وفاة هيجل:

توفي هيجل في برلين في 14 نوفمبر 1831 حيث أصيب بوباء الكوليرا، ودُفن في مقبرة دوروثينشتات في برلين، بجانب زملائه الفلاسفة يوهان جوتليب فيشتي وكارل فيلهلم فرديناند سولجر – 1780-1819 -.

المصدر: Hegel: A Biography, terry penkard, 2000, Northwestern University.Georg Wilhelm Friedrich Hegelأطلس الفلسفة، د.جورج كتورة، الطبعة الثانية 2007.


شارك المقالة: