من هو كارل يونغ؟

اقرأ في هذا المقال


نشأة كارل يونغ:

كارل غوستاف يونغ عالم نفس سويسري ومؤسس علم النفس التحليلي، ولد في عام 26 يوليو 1875 بلدة كيسول في سويسرا كانت أسرته عريقة في المجال الديني، حيث كان والده قسيساً في كنيسة بسويسرا وتوفي والد يونغ وهو يبلغ من العمر 20 عاماً، وهذا أثّر على طفولته حيث كانت في المقابر والكنائس، كان يونغ في طفولته الأولى شديد الحساسية ويميل للعزلة واللعب منفرداً لأنه لم يكن لديه إخوان وكان وحيداً يتخيل الألعاب ويلعب لوحده، تزوج إيما في عام 14 فبراير 1903م وأنجبت له ولداً و4 بنات.

درس الطب في جامعة بازل ثم درس الطب النفسي في جامعة زيوريخ ودرس يونغ مع الطبيب النفسي إوغن بلولر وأصبح عضواً في هيئة التدريس في جامعة زيوريخ، درس الروحانيات والظواهر الخارقة للطبيعة واستطاع أن يكشف شيئاً مميزاً وهو الروح البشرية وكان يميل للعلوم خاصة علوم الحيوان والجيولوجيا والحفريات، وكان شديد الاهتمام بالعقائد الدينية المختلفة والحضارات الإنسانية والآثار، خاصة ما تعلّق باليونان ومصر والعصور القديمة مع ميل واضح للتأمل والتفكير، حيث شارك في تأسيس جمعية التحليل النفسي الدولية، وفي سنة 1938 حصل على منحة من جامعة أوكسفرد درجة دكتوراة شرف في العلوم، وقد كانت أول درجة من نوعها يحصل عليها عالم نفسي في إنجلترا.

أعمال كارل يونغ:

أصبح سيجموند فرويد صديقاً ومرشداً لكارل يونغ، حيث كانت مصلحتهما مشتركة في فهم القوى اللاشعورية التي تسيطر على سلوك البشر ومع ذلك، اختلف فرويد ويونغ على عدد من الجوانب حيث يعتقد فرويد أن العقل اللاواعي يتألف من رغبات الفرد واحتياجاته وهذه الرغبات قد قمعت، وخاصة الرغبات الجنسية في حين كارل يونغ يعتقد أن هناك محفزات مهمة أخرى من السلوك البشري إلى جانب المحفزات الجنسية. بالإضافة إلى ذلك، اختلف يونغ مع فكرة فرويد عقدة أوديب، وطور يونغ نظرياته الخاصة، والمعروفة باسم علم النفس اليونغي أو التحليلي، حيث افترض وجود عقل لا واع جمعى بالإضافة إلى اللاوعي الفردي ونشر يونغ كتاب مؤثر في علم النفس وهو (علم النفس اللاوعي).

في سن 38 كان كارل يونغ يعاني من تجارب صعبة من (المواجهة مع اللاوعي) كان يشاهد صور ويسمع أصوات كان أفكاره قلقة من احتمالية إصابته بانفصام الشخصية، وكان يدون كل ما يراه ويسمعه في كتاب له جلد أحمر أطلق عليه اسماً فيما بعد بالكتاب الأحمر، حيث إن كتابة هذا الكتاب أمضت لستة عشر سنة عاشها يونغ بعزلة، اعتبر يونغ أن هذه الفترة كانت فترة خاصة وثمينة في حياته وأثرت في طريقة تفكيره، وبعد وفاة يونغ احتفظت عائلته بهذا الكتاب في أحد المصارف السويسرية، وظل الكتاب محجوباً عن الباحثين والقراء حتى وافقت أسرته على إصداره في عام 2009، وذلك بعد محاولة الكاتب سونو شامداساني إقناع العائلة لنشر الكتاب، وتم إصدرالكتاب نهاية عام 2009 باللغتين الألمانية والإنجليزية، واستقطب الآلاف لشرائه، ويعتبر الكتاب بمثابة سيرة ذاتية روحية ليونغ، ووضع فيه يونغ ما لم يدونه في مؤلفاته العلمية المنشورة.


شارك المقالة: