تعتبر الميول المهنية التي تصدر من سلوكات وحركات الفرد تجاه نشاط مهني معين، من النتائج التفاعلية بين العوامل الوراثية والعوامل البيئة المحيطة، بحيث يولَد الفرد ولديه العديد من المواهب والرغبات ويتأثر بمواهب ورغبات من يحيطون به مثل أسرته وأصدقائه وأقاربه.
نشأة ونمو الميول المهنية:
تعتبر الميول المهنية من النتائج التي جاءت من وراء الخبرات المتعددة التي مرَّ بها الفرد، سواء في المؤسسة الأسرية أو في في المؤسسات التعليمية مثل المدرسة والجامعة، أو المؤسسات المهنية مثل العمل ومؤسسات التأهيل المهني المتعددة.
يستطيع كل فرد أن يحكم على ميوله المهنية من خلال القيام بالنشاط وتجربته وتكراره والنظر للنتائج الإيجابية أو السلبية للتمكن من القول أن الفرد لديه ميول مهنية معينة، وتكون الميول المهنية من العوامل الوراثية والبيئية أي أنه قابل للتغيير والتعديل للأفضل أو للأسوأ.
تتكون الميول المهنية من مراحل مبكرة من حياة الفرد، وتزداد مع المراحل المتقدمة وخاصة عند ممارسة العمل، بحيث تبدأ هذه الميول بالثبات في عمر العشرين فما فوق على الأغلب، وهناك العديد من الميول والاتجاهات لا يمكن للفرد أن يغيرها مهما حصل لأنها استقرت بشكل واضح.
يشير بعض العلماء أنَّ الميول المهنية تنشأ مبكراً وتستمر لفترات طويلة مع من يمتلكها، وإن حصل بعض التغيير فإنَّه يكون خفيف ولا يؤثر بشكل كبير على الفرد واختياراته المهنية، ويعتبر هؤلاء العلماء أنه من المهم ثبات الميول المهنية؛ لأنَّها تعبّر عن مدى الصدق في التنبؤ بالمستقبل المهني للفرد.
تبدأ الميول المهنية عند الأطفال، عندما يميزون ويفضلون مهنة معينة عن غيرها وتظهر من خلال ألعابهم، وكلما تقدَّم بهم العمر، فإنَّّهم يميلون ويفضلون الوظائف التي تعتبر مميزة في عالم الكبار، مثل ميلهم ورغبتهم في التدريس أو الطيران وغيرها.
أخيراً عندما يقترب الفرد من مرحلة الشباب ويصبح عن مستويات إنتقالية وعليه الاختيار واتخاذ قرارات مهنية خاصة بمستقبله المهني، فإنَّ هذه الميول المهني تكون من العوامل الأساسية والمعايير التي تساعد الفرد على الاختيار المهني السليم المناسب لها، بحيث يتوجب القيام بعملية الانسجام بين الميول المهنية والقدرات التي يتمتع بها كل فرد وبين المهنة التي ستكون وظيفته المستقبلية ومنها من الممكن التأكد من ثبات واستقرار الميول المهنية.