نظرة المجتمع للمرض النفسي

اقرأ في هذا المقال


إنّ نظرة المجتمع للأمراض النفسية لها دور هام في تحديد كيفية التعامل مع المصابين بهذه الأمراض، كذلك كيفية القيام بمساعدتهم على الحدِّ من تأثيرها، إلّا أنَّها تتعدى كل ذلك لتقوم بتحديد هيئة تعبير المصاب عن مشاعره وما يسببه المرض من مشاكل في حياته.

تأثير نظرة المجتمع السلبية إلى المرض النفسي

  • تُسبِّب النظرة السلبية للأمراض النفسية خوف شديد لدى المريض من أن يتحدث عن إصابته، بالتالي يعوق جهوده للتعافي.
  • تقوم نظرة المجتمع السلبية بالحد من جميع الفرص التي من الممكن أن تظهر أمام المصابين بالأمراض النفسية، بالتالي يجعل البحث عن عمل ما أو البقاء في العمل صعب مقارنة بالآخرين.
  • تعوق النظرة السلبية للأمراض النفسية الجهود التي تبذل من أجل التوعية من الأمراض النفسية والوقاية منها.
  • تقوم النظرة السلبية للأمراض النفسية بالتأثير على الجودة للخدمات الخاصة بالرعاية النفسية التي يقوم المجتمع بتقديمها للمصابين.

تأثير التمييز في معاملة المصابين بمرض نفسي

  • التمييز بشكل مباشر: يُعامل المريض النفسي غالباً بطريقة تختلف عن الآخرين، مثل أن ترفض شركة ما توظيفه بدون أن تنظر إلى مؤهلاته؛ ذلك بسبب اعتقادهم أنَّ هذه الفئة لن تكون قادرة على العمل.
  • التمييز غير المباشر: تلحق بعض قوانين الشركات الضرر بالمصابين، مثل عدم السماح للموظفين بالتأخير بداية العمل صباحاً، لما يسبِّبه الدواء الذي وصفه له الطبيب من تعب ونعاس مثلاً.
  • الأذى: يتعرض المصابون بمشكلات نفسية أحياناً للأذى مَن حولهم، من خلال الاستهزاء أو السخرية، بسبب المشكلات النفسية التي يعانونها.

نصائح للحد من النظرة السلبية للمرض النفسي

  • قم بمساعدة المصابين بالأمراض النفسية على أن ينظروا لأنفسهم بإيجابية؛ لأنّ تحسين نظرة المجتمع لهم تبدأ من نظرتهم لأنفسهم.
  • قم بالمشاركة في الحملات الخاصة بالتوعية في مجتمعك؛ ذلك من أجل زيادة الوعي عن المشكلات النفسية ومحاولة تعديل النظرة الخاطئة إليها.
  • ابتعد عن التمييز في تعاملك مع المصابين بالأمراض النفسية، كذلك قم بمساعدتهم على تخطي ما يمرّون به من مشكلات.
  • قم بالتحدث مع المصابين بطريقة لائقة، بحيث تبتعد من خلالها عن إظهار قلة الاحترام والتقدير، فذلك يشجِّع الآخرين على التعامل معهم بأسلوب أفضل.
  • لا تنظر للمرض الذي يعاني منه المصاب فحسب، بل قم بالنظر إلى حقيقة الشخص نفسه، فهو مثل غيره من الناس، يعاني من مشكلة ويحاول التعايش معها.

تطور نظرة المجتمع للمرض النفسي

1- التطور التاريخي: على مر العصور، كان المرض النفسي يُفهم بطرق متنوعة، تتراوح من الاعتقاد بأنه عقوبة إلهية إلى اعتباره مجرد ضعف شخصي. في الماضي، كان الأشخاص الذين يعانون من الأمراض النفسية يتعرضون للتمييز والعزلة.

2- التقدم العلمي: مع تقدم البحث العلمي والوعي، بدأ المجتمع في فهم الأمراض النفسية كحالات طبية لها أسباب بيولوجية، نفسية، واجتماعية. وقد ساهم هذا التقدم في تحسين طرق العلاج وتقديم الدعم.

تحديات نظرة المجتمع الحالية حول المرض النفسي

1- الوصمة الاجتماعية: الوصمة الاجتماعية هي أحد أكبر التحديات التي تواجه الأفراد المصابين بالأمراض النفسية. يمكن أن يؤدي التمييز والعار إلى تأخير طلب العلاج وتفاقم الحالة.

2- الصور النمطية الخاطئة: يتداول المجتمع أحيانًا صورًا نمطية غير دقيقة حول المرض النفسي، مثل الاعتقاد بأن الأشخاص المصابين بالأمراض النفسية خطيرون أو غير قادرين على العمل. هذه الصور النمطية تؤدي إلى سوء الفهم وتعزز من الوصمة.

3- قضايا التوعية: في بعض المجتمعات، لا يزال هناك نقص في التوعية والتعليم حول الأمراض النفسية، مما يؤدي إلى الجهل والخوف من الموضوع. هذا النقص في المعرفة يمكن أن يؤدي إلى تقليل الدعم والتفهم.

4- التأثير على العلاج: نظرة المجتمع يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على خيارات العلاج والتدخل. الأفراد قد يتجنبون البحث عن المساعدة بسبب الخوف من التقييم السلبي أو ردود الفعل المجتمعية.

جهود تحسين نظرة المجتمع حول المرض النفسي

1- التعليم والتوعية: تحسين التوعية حول الأمراض النفسية من خلال برامج التعليم والمبادرات العامة يمكن أن يساعد في تقليل الوصمة وتعزيز فهم أفضل. التوعية تسهم في تصحيح الصور النمطية الخاطئة وتعليم المجتمع حول أسباب المرض النفسي وطرق العلاج.

2- قصص النجاح: مشاركة قصص النجاح والتجارب الشخصية للأفراد الذين عانوا من الأمراض النفسية وتغلبوا عليها يمكن أن يساعد في تغيير النظرة العامة. قصص النجاح تسلط الضوء على قدرة الأفراد على التعافي والنجاح.

3- التمثيل الإيجابي: من خلال تقديم تمثيل إيجابي للأمراض النفسية في الإعلام والثقافة، يمكن تحسين الفهم العام وتقليل الصور النمطية السلبية. تمثيل دقيق وواقعي يعزز من التعاطف والتفهم.

4- دعم السياسات: دعم السياسات التي تعزز من حقوق الأفراد المصابين بالأمراض النفسية وتوفير الرعاية المناسبة يمكن أن يساهم في تحسين النظرة المجتمعية وتقديم الدعم اللازم.

نظرة المجتمع للمرض النفسي تتأثر بالعديد من العوامل وتلعب دورًا كبيرًا في كيفية تعامل الأفراد مع المرض وتلقي العلاج. على الرغم من التقدم في فهم الأمراض النفسية، لا يزال هناك تحديات تتعلق بالوصمة والصور النمطية، من خلال التعليم والتوعية، ومشاركة قصص النجاح، والتمثيل الإيجابي، ودعم السياسات، يمكن تحسين نظرة المجتمع وتعزيز الدعم للأفراد المصابين بالأمراض النفسية. الفهم الصحيح والتعاطف يمكن أن يحدثان فرقًا كبيرًا في حياة الأفراد المتأثرين ويساعدان في تحقيق بيئة أكثر شمولاً ودعماً للصحة النفسية.


شارك المقالة: