اقرأ في هذا المقال
- التطبيقات التربوية في نظرية التعلم الاجتماعي
- نواتج التعلم الاجتماعي
- نماذج من التطبيقات لنظرية التعلم الاجتماعي
إنَّ الاتجاه الاجتماعي يعتبر الأساس في اختيار الفرد لمهنة معينة ومدى الاستمرار بها، ليس خبرات الطفولة أو العلاقة بين الطفل ووالديه مثلما ترى آن رو، كذلك ليس مفهوم الذات وما يسعى الفرد نحو تحقيقه في العمل مثلما يرى سوبر، أيضاً ليس طبيعة نمط الشخصية مثلما يرى هولاند أنّ العوامل التي تتضمنها نظريات علم النفس في هذا الجانب، إنّما تقوم العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بلعب الدور المهم في اختيار الفرد للمهنة التي تناسبه.
التطبيقات التربوية في نظرية التعلم الاجتماعي
- التوجيه والعلاج النفسي: يمكن أخذ الفائدة من النظرية في علاج العديد من الأمراض النفسية عند الطلبة مثل الخجل الشديد، القلق، الانطواء، الخوف. إنّ الدلائل تشير إلى أنَّ نموذج التعلم بالملاحظة يعتبر من أهم أنماط التعلم فعالية مع الطفل قبل المدرسة، مثل تعليمه المهارات الاجتماعية والحركية.
- استخدام النماذج: يتم استخدام النماذج التي ترتكز على الملاحظة؛ من أجل تحقيق الأهداف المرجوّة، مثل البرامج التعليمية التي تقدم النماذج المناسبة داخل الصف؛ من أجل تسهيل عملية التعلم بشكل كبير.
- استخدام النماذج للأداء الخاطئ: اجعل الطالب يقوم على مقارنة بين الأداء الذي قام به والأداء الصحيح؛ ذلك من أجل تغيير السلوك الخاطئ، مثلاً برنامج إذاعي يعجبني ولا يعجبني.
- تنمية الاتّجاهات والمهارات والقيم الإيجابية عند الطلبة: يتم ذلك من خلال عرض النماذج الملائمة.
- عرض طبيعة الوظائف: يتم ذلك في إطار موقف ملاحَظ، كذلك الطالب نفسه سيقوم بتحديد مميّزات كل وظيفة، مثلاً الزيارات الميدانية، المعرض المهني.
- تفسير بعض الأنماط السلوكية: تلك السلوكيات التي يظهرها الطلاب، كذلك توقعاته المرتبطة بها وطريقة تعزيزها أو علاجها.
- القيام بتطوير طرق من أجل رعاية الأطفال: (رياض الأطفال).
نواتج التعلم الاجتماعي
تعلم استجابات جديدة
يقوم الملاحظ بتعلّم أنماط سلوك جديدة إذا قام بملاحظة سلوكيات الآخرين، مثل الطفل الذي يقوم بتقليد والدته التي تقف على الكرسي من أجل أخذ شيء من رفّ مرتفع. لا يتأثر سلوك الملاحظ بأي نماذج حيّة فقط، بل من خلال التمثيلات الصورية والرمزية عبر الصحافة والكتب والسينما، مثل تعلم طريقة تربية الطفل عن طريق قراءة كتب تخص الطفولة وغيره.
الكف والتحرير
معنى بالكف إعاقة أداء السلوك من الفرد عندما يواجه النموذج عقاب بسبب قيامه بهذا السلوك، مثل مشاهدة حادثة سير بسبب السرعة، فيقوم السائق بتقليل سرعته.
التسهيل
يتضمّن التسهيل السلوكيات التي يصعب حدوثها؛ ذلك بسبب النسيان أو عدم الاستخدام، فيعمل على ظهورها واستمرارها من خلال الملاحظة، مثال على ذلك وجود شخص لوقت معين في منطقة تتحدث اللغة الإنجليزية بعد أن يعود إلى بلده لم يعد يمارس هذه اللغة، إلا أنّه بعد زيارة صديق له من تلك المنطقة يعود فيمارس الحديث بتلك اللغة.
نماذج من التطبيقات لنظرية التعلم الاجتماعي
تعتبر نظرية التعلم الاجتماعي لألبرت باندورا واحدة من النظريات الأكثر تأثيرًا في فهم كيفية اكتساب الأفراد للسلوكيات والمعرفة من خلال الملاحظة والتفاعل مع البيئة الاجتماعية. تركز النظرية على أهمية التعلم من خلال الملاحظة والنمذجة، وتقدم إطارًا قويًا يمكن تطبيقه في المجال التربوي لتحسين عملية التعليم والتعلم. فيما يلي نستعرض بعض التطبيقات التربوية لنظرية التعلم الاجتماعي:
1. التعلم بالنمذجة
التعلم بالنمذجة يعني اكتساب السلوكيات والمعرفة من خلال مشاهدة الآخرين وتقليدهم. يمكن للمعلمين أن يكونوا نماذج قوية للسلوكيات المرغوبة في الصف.
التطبيقات:
تقديم نماذج إيجابية: يستطيع المعلمون أن يكونوا قدوة حسنة للطلاب من خلال إظهار السلوكيات الإيجابية، مثل الاحترام والتعاون والمثابرة.
استخدام الطلاب كنماذج: يمكن تشجيع الطلاب المتفوقين أو الذين يظهرون سلوكيات إيجابية ليكونوا نماذج لبقية الطلاب، مما يعزز روح التعلم الجماعي.
2. التعزيز غير المباشر
يعتمد التعزيز غير المباشر على التعلم من خلال مشاهدة الآخرين يتلقون المكافآت أو العقوبات على سلوكياتهم. يمكن استخدام هذا المبدأ لتوجيه سلوك الطلاب في الصف.
التطبيقات:
تعزيز السلوك الإيجابي: يمكن للمعلمين مكافأة الطلاب الذين يظهرون سلوكيات إيجابية، مثل العمل الجاد أو المشاركة الفعالة، مما يحفز الآخرين على تقليد هذه السلوكيات.
إظهار العواقب السلبية للسلوك الخاطئ: يمكن للمعلمين توضيح العواقب السلبية للسلوكيات غير المرغوب فيها من خلال أمثلة واقعية أو تمثيلية، مما يثني الطلاب عن تقليد هذه السلوكيات.
3. التعلم التعاوني
التعلم التعاوني يشجع الطلاب على العمل معًا في مجموعات صغيرة لتحقيق أهداف تعليمية مشتركة، مما يسمح لهم بملاحظة وتقليد سلوكيات بعضهم البعض.
التطبيقات:
تشجيع العمل الجماعي: يمكن للمعلمين تنظيم أنشطة جماعية تشجع الطلاب على التعاون وتبادل الأفكار، مما يعزز التعلم من خلال الملاحظة.
تطوير المهارات الاجتماعية: يساعد التعلم التعاوني الطلاب على تحسين مهاراتهم الاجتماعية، مثل التواصل والعمل الجماعي، من خلال التفاعل مع زملائهم.
4. استخدام الوسائط المتعددة
يمكن للوسائط المتعددة مثل الفيديوهات والمحاكاة الإلكترونية أن توفر نماذج واقعية للسلوكيات والمواقف التعليمية، مما يسهل التعلم بالملاحظة.
التطبيقات:
عرض أمثلة عملية: يمكن للمعلمين استخدام الفيديوهات لعرض كيفية تنفيذ مهارات معينة أو التعامل مع مواقف معقدة، مما يساعد الطلاب على الفهم والتطبيق.
المحاكاة والتجارب الافتراضية: يمكن للطلاب استخدام برامج المحاكاة لتجربة مواقف تعليمية في بيئة آمنة ومراقبة نتائج سلوكياتهم.
5. تعزيز التفكير النقدي
تشجع نظرية التعلم الاجتماعي على تطوير مهارات التفكير النقدي من خلال تحليل المواقف والسلوكيات وتقييم نتائجها.
التطبيقات:
النقاشات الصفية: يمكن للمعلمين تنظيم نقاشات حول مواقف وسلوكيات معينة، مما يساعد الطلاب على تحليل الخيارات وتقييم العواقب.
حل المشكلات: يمكن للطلاب التعلم من خلال تطبيق مهارات التفكير النقدي لحل المشكلات التي تواجههم، مما يعزز قدرتهم على اتخاذ قرارات مستنيرة.
تقدم نظرية التعلم الاجتماعي إطارًا قويًا للتطبيقات التربوية التي تعزز التعلم من خلال الملاحظة والتفاعل الاجتماعي. من خلال استخدام النماذج الإيجابية والتعزيز غير المباشر والتعلم التعاوني، يمكن للمعلمين تحسين تجربة التعلم للطلاب وتعزيز مهاراتهم الأكاديمية والاجتماعية. توفر هذه النظرية أدوات فعالة لتحقيق بيئة تعليمية ديناميكية وفعالة تحفز الطلاب على التعلم والنمو.