نظريات التفسير الموحدة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يشترك العديد من علماء النفس إلى حد كبير في تصور عام مشترك لما يجب أن يتضمنه مشروع بناء نظرية التفسير و إلى حد كبير في المعايير، التي يجب أن تفي بها مثل هذه النظرية إذا كانت ستنجح، حيث تنحرف نظريات التفسير الموحدة عن هذا الإجماع في جوانب مهمة.

نظريات التفسير الموحدة في علم النفس

تحتوي نظريات التفسير الموحدة في علم النفس على عناصر توضيحية إذا كانت وفقًا للنظرية تتطلب هذه العناصر إشارة غير قابلة للاختزال، إلى حقائق حول الاهتمامات أو المعتقدات أو السمات الأخرى لعلم النفس لأولئك الذين يقدمون أو يتلقون التفسير، أو إشارة غير قابلة للاختزال إلى السياق الذي يحدث فيه التفسير.

على الرغم من أن علماء النفس الذين ناقشوا نظريات التفسير الموحدة في علم النفس يتفقون على أن العناصر التوضيحية تلعب دورًا ما في نشاط إعطاء وتلقي التفسيرات، فإنهم يفترضون أن هناك جوهرًا غير عملي لمفهوم التفسير وهو المهمة المركزية لنظرية التفسير، أي أنه من المفترض أن هذه الفكرة الأساسية يمكن تحديدها دون الإشارة إلى السمات النفسية للمفسرين أو جماهيرهم.

ومع الإشارة إلى السمات غير السياقية التي تكون عامة وتجريدية وهيكلية بدرجة كافية، بمعنى أنها تحمل عبر مجموعة من التفسيرات بمحتويات مختلفة وعبر مجموعة من السياقات المختلفة، وتعتبر العلاقات مثل الاستنتاج الاستنتاجي أو الأهمية الإحصائية أمثلة على المرشحين لمثل هذه العلاقات الهيكلية، بالإضافة إلى ذلك يرى هؤلاء من علماء النفس الهدف من نظرية التفسير في التفسير الصحيح.

على عكس فكرة اعتبار التفسير توضيحيًا من قبل جمهور معين أم لا، وهي مسألة تعتمد على افتراضات مثل ما إذا كان الجمهور يفهم المصطلحات التي تم تأطير التفسير بها، بهذا المعنى تتطلب نظريات التفسير الموحدة في علم النفس الصواب على الأقل أن تكون التفسيرات صحيحة أو مؤكدة جيدًا، وأن التفسيرات تقف في العلاقة الصحيحة مع التفسير.

في نظريات التفسير الموحدة في علم النفس لم تفعل ذلك وكان الهدف هو التقاط جميع الطرق المختلفة التي تستخدم بها كلمة شرح في اللغة العادية، بدلاً من ذلك ركزت على فئة أكثر تقييدًا من الأمثلة التي يكون فيها الاهتمام في شيء مثل يشرح السبب حدوث بعض النتائج أو الظاهرة الاجتماعية والعامة، بدلاً من شرح على سبيل المثال معنى كلمة أو كيفية حلها في معادلة تفاضلية.

الدافع وراء نظريات التفسير الموحدة في علم النفس التقييد هو ببساطة الحكم بأن نظرية مثيرة للاهتمام ومهمة، ومن المرجح أن تظهر إذا كانت مقيدة في النطاق بهذه الطريقة؛ وذلك لتسهيل الرجوع إليها في المفهوم التقليدي لمهمة نظرية التفسير.

رفض الافتراضات والأهداف في نظريات التفسير الموحدة في علم النفس

يتم رفض بعض أو كل الافتراضات والأهداف في حسابات نظريات التفسير الموحدة في علم النفس، ونظرًا لأنه ليس من الواضح دائمًا ما هي نقاط الخلاف بين الحسابات الواقعية والتقليدية، فإن بعض الملاحظات التوجيهية حول هذا ستكون مفيدة قبل الانتقال إلى التفاصيل.

وعادة ما يؤكد المدافعين عن المناهج التوضيحية للتفسير على النقطة التي مفادها أن توفير مجموعة معينة من المعلومات لبعض الجمهور يؤدي إلى فهم أو إلقاء الضوء على ذلك الجمهور يعتمد على المعرفة المسبقة والخلفية لأفراد الجمهور وعلى العوامل الأخرى التي لها علاقة بالسياق المحلي.

ففي نظريات التفسير الموحدة في علم النفس يتم تجميع عوامل من هذا النوع معًا باعتبارها واقعية ويتم أخذ تأثيرها لتوضيح طريقة واحدة على الأقل تدخل فيها الاعتبارات التوضيحية في مفهوم التفسير، وتبدو الملاحظة التي تم وصفها في حد ذاتها، غير مثيرة للجدل تمامًا ولا تتعارض مع الأساليب التقليدية للتفسير، ففي الواقع يتفق بعض علماء النفس صراحة على أن التفسير له بُعد عملي بالمعنى الموصوف.

في الواقع يستدعي علماء النفس دور العوامل التوضيحية في عدد من النقاط لمعالجة الأمثلة المضادة للوهلة الأولى لنموذج نظريات التفسير الموحدة في علم النفس، حيث يشير هذا إلى أن ما يميز المقاربات التوضيحية للتفسير غالبًا على الأقل ليس فقط الفكرة المجردة بأن التفسير له بُعد تفسيري، بل بالأحرى الادعاء الأقوى بأن المشروع التقليدي لبناء نموذج للتفسير يتبعه علماء النفس و لم ينجح غيرهم من الأشخاص العاديين.

هذا هو الحال لأن العوامل الواقعية أو السياقية تلعب دورًا مركزيًا لا يمكن تجاوزه في التفسير في نظريات التفسير الموحدة في علم النفس بطريقة تقاوم الدمج في نماذج من النوع التقليدي، فمن وجهة النظر هذه فإن الكثير مما يميز الحسابات التفسيرية هو معارضتها للحسابات التقليدية وتشخيصها فهي تفشل لأنها تحذف العناصر الواقعية أو القيم السياقية.

وسيكون من المهم وضع هذه النقطة في الاعتبار فيما يلي ذلك؛ لأن هناك اتجاهًا معينًا بين دعاة نظريات التفسير الموحدة في علم النفس للجدل كما لو أن تفوق نهجهم يتم تأسيسه ببساطة من خلال ملاحظة أن التفسير له بُعد توضيحي، بدلاً من ذلك يبدو من الأنسب الاعتقاد بأن القضية الحقيقية هي ما إذا كانت المقاربات التقليدية غير كافية من حيث المبدأ بسبب إهمالها للبعد العملي للتفسير.

غموض التفسير في نظريات التفسير الموحدة في علم النفس

تتعلق نظريات التفسير الموحدة في علم النفس بالغموض المهم في مفهوم التفسير، ففي أحد الفهم الطبيعي لهذه الفكرة فإن الاعتبار العملي هو الذي له علاقة بالمنفعة أو الفائدة في خدمة هدف ما مرتبط بالمصالح البشرية، حيث تكون هذه الاهتمامات بمعنى عملية ذات صلة، ونسمي هذه الفكرة التفسيرية، وفي هذا التفسير قد يتم وصف نموذج للمعرفة بشكل صحيح كنظرية بتفسيرية.

لأنه يربط المعلومات التفسيرية بشكل وثيق بتوفير المعلومات المفيدة لأغراض التنبؤ والتنبؤ مؤهل بالتأكيد كهدف عملي؛ ولأسباب مماثلة يمكن أيضًا اعتبار نظرية المعرفة في التفسير نظرية غامضة؛ لأنها تربط التفسير بتوفير المعلومات المفيدة للتلاعب والتحكم وأهداف مفيدة بلا شك، كما توحي هذه الأمثلة يمكن أن تكون نماذج التفسير التي تطمح إلى أهداف تقليدية نظريات تفسيرية.

ومع ذلك في سياق نظريات التفسير فإن التسمية التفسيرية أو التي تتبع التبرير المعرفي عادة ما تهدف إلى اقتراح مجموعة مختلفة إلى حد ما من الارتباطات، وعلى وجه الخصوص يتم استخدام نظريات التفسير الموحدة في علم النفس عادةً لوصف الاعتبارات المتعلقة بالحقائق المتعلقة بعلم النفس من حيث الاهتمامات والمعتقدات وما إلى ذلك لأولئك المشاركين في تقديم أو تلقي التفسيرات أو لتوصيف الاعتبارات التي تنطوي على السياق المحلي.

في النهاية نجد أن:

1- نظريات التفسير الموحدة في علم النفس هو ببساطة الحكم بأن نظرية مثيرة للاهتمام ومهمة، ومن المرجح أن تظهر إذا كانت مقيدة في النطاق بهذه الطريقة.

2- يتم رفض بعض أو كل الافتراضات والأهداف في حسابات نظريات التفسير الموحدة في علم النفس، ونظرًا لأنه ليس من الواضح دائمًا ما هي نقاط الخلاف بين الحسابات الواقعية والتقليدية.

3- تتعلق نظريات التفسير الموحدة في علم النفس بالغموض المهم في مفهوم التفسير، ففي أحد الفهم الطبيعي لهذه الفكرة فإن الاعتبار العملي هو الذي له علاقة بالمنفعة أو الفائدة في خدمة هدف معين.

المصدر: علم النفس الاجتماعى أسسة النظرية وتطبيقاته العلمية، فاروق السعيد جبريل، 1987 مبادئ علم النفس، صابر خليفة، 2009مفهوم المنهج العلمي، يمنى طريف الخولي، 2021نظريات علم النفس، أحمد القبابجي، 1959


شارك المقالة: