مفهوم المعرفة السابقة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يتفق علماء النفس بشكل عام على أنه لا يمكن تبرير وتصديق أي معرفة إلا تجريبيًا، أي أن يقومون بتجريبها بشكل مباشر أو غير مباشر في أرض الواقع للتعرف بصلاحيتها وموثوقيتها، ومع ذلك يعتقد الكثيرين أنها صحيحة بالضرورة، فإذا كانت صحيحة بالضرورة فهذا يعني أنه من الخطأ أن يكون بإمكاننا تبرير أو تصديق الحقائق الضرورية مسبقًا، لكن بعض علماء النفس يعتقدون أن بعض المعرفة ليست حقائق ضرورية والحقيقة الضرورية ذات الصلة التي يمكننا أن نعرفها مسبقًا هو أن جوهر أي نوع من المواد تعطى من خلال العناصر الأساسية التي تتكون منها.

مفهوم المعرفة السابقة في علم النفس

يُعتقد على نطاق واسع وإن لم يكن عالميًا أن المعرفة قابلة للتحليل جزئيًا من حيث الإيمان الحقيقي المبرر لها، ولكن كما يوضح العديد من علماء النفس أن هناك وجود اعتقاد حقيقي مبرر لا يكفي للمعرفة، نحتاج إلى بعض الشروط المضادة للحظ بالإضافة إلى المنطق والمعلومات السابقة لاستبعاد الحالات التي يوجد فيها أي خطأ أو تضليل، ولكن ليس المعرفة لأنه بمعنى ما يكون الشخص في موقف معين محظوظًا لأن يكون لديه اعتقاد حقيقي نظرًا للطريقة التي ترتبط بها أدلة حقيقة بالنطق الخاص بمثل هذه المعرفة.

يتمثل مفهوم المعرفة السابقة في علم النفس في قدرة الفرد علي التنبؤ بالنتائج الإيجابية، وتعتبر هذه المفاهيم خاطئة في العديد من المواقف، مثل شراء الفرد لتذكرة يانصيب ويعتقد أنه لدية معرفة سابقة وأكيدة أنه سيكون الرابح، هنا يعتبر مفهوم المعرفة السابقة في علم النفس من المفاهيم التي تستعمل بشكل غير سليم وخاصة عندما يضحي الفرد بما لديه من قدرات أو ما لديه من مال مثلاً مثل شراء شيء يتوقف علي معرفتنا بأنه سيكون رابح.

إذا كانت المعرفة بشكل عام هي الاعتقاد الصحيح المبرر بالإضافة إلى بعض الشروط للتعامل مع قضايا الظروف والمواقف المتنوعة والآخر للتعامل مع مفارقة النتائج مثل النجاح باليانصيب، فبناءً على حساب المعرفة التي تتطلب أن يكون لدينا اعتقاد حقيقي مبرر، فإن مفهوم المعرفة السابقة في علم النفس ستكون اعتقادًا صحيحًا مبررًا مسبقًا بالإضافة إلى بعض الشروط للتعامل مع قضايا الموقف، ستعتمد إصدارات محددة من وجهة النظر هذه للمعرفة المسبقة على إصدارات محددة من التبرير المسبق.

أهم الحسابات المعرفية المسبقة في علم النفس

لكن هناك حسابات معرفية متنافسة ترفض الرأي القائل بأن المعرفة قابلة للتحليل جزئيًا من حيث التبرير، أحد هذه الآراء يسمى موثوقية المعرفة، والآخر وجهة نظر المعرفة أولاً حيث تعتبر الموثوقية المعرفية هي وجهة النظر القائلة بأن الشخص يعرف الموقف فقط إذا كان لديه اعتقاد حقيقي منتَج بشكل موثوق، وأن موثوقية المعرفة المسبقة ستقول شيئًا مشابهًا عن المعرفة المسبقة ربما يكون مجرد وجود حدس موثوق به كافياً للحصول على معرفة مسبقة بغض النظر عما إذا كانت قد قدمت مبررًا أم لا.

هناك أمثلة معروفة جيدًا تتعارض مع الفكرة القائلة بأن الإيمان الحقيقي الذي ينتج بشكل موثوق يكفي للمعرفة، مثل شخصًا لديه معتقدات حقيقية حول اتجاه الشمال والجنوب وما إلى ذلك، حتى عندما يكون معصوب العينين لديه نوع من البوصلة الداخلية مثل تلك الموجودة في الطيور المهاجرة، لكن افتراض أن هذا الفرد ليس لديه سبب للاعتقاد بأن معتقداته حول اتجاهات البوصلة دقيقة، لم يتلق أبدًا تأكيدًا على دقتها، لا من شهادة الآخرين ولا من خلال التحقق من الأمور بنفسه، ومع ذلك فهو واثق من صحة معتقداته حول الاتجاه نحو الشمال وما إلى ذلك، وافتراض أيضًا أنه ليس لديه سبب للاعتقاد بأن الآخرين في مجتمعه لديهم ولا يفتقرون إلى قدرته على التوجيه.

إذا كانت هذه مشكلة بالنسبة إلى الموثوقين حول المعرفة التجريبية ، فقد تكون أيضًا مشكلة بالنسبة إلى الموثوقين عندما يتعلق الأمر بمعرفة مسبقة، فمجرد الموثوقية لا يبدو كافيا للمعرفة، ما يبدو مفقودًا في حالة الموقف الغريب للشخص ذو تحديد الاتجاهات بشكل مباشر هو أي سبب يجعله يعتقد أن معتقداته حول اتجاهات البوصلة موثوقة، ربما يكون ما ينقص في الروايات الموثوقة عن معرفة مسبقة مشابهًا، أي أن الموضوع يفتقر إلى أي سبب للاعتقاد بأن حدسها المسبق يمكن الاعتماد عليه حتى لو كان كذلك.

الآراء التي ترى أن المعرفة ترتكز على حسابات مسبقة مثل التبرير سواء كانت تجريبية أو بدائية، يمكن أن يقال إنها تقدم التبرير أولاً، ترى وجهة نظر المعرفة أولاً أن التبرير مشتق في أحسن الأحوال، أي إنها تعادل الدليل الكلي للفرد مع المعرفة الكاملة، فإذا كان التبرير دالة على الدليل فإن المعرفة تعني التبرير، ولكن وفقًا للتبرير الذي لا يعتبر ذو مرجع ليس جزءًا من ماهية المعرفة وهو يرى أن المعرفة لا يمكن تحليلها ولو جزئيًا من حيث التبرير.

الحدس الفكري في مفهوم المعرفة السابقة في علم النفس

يعتقد علماء النفس أن الحدس الفكري العقلاني هو مظهر مشروط إما أن يبدو صحيحًا بالضرورة أو يبدو أنه ممكن، في أماكن أخرى يعرّف الحدس الفكري بديهيًا على أنه الحالة النفسية التي يعيشها الناس عندما يبدو بعض الافتراضات صادقًا بالنسبة لهم فقط على أساس فهمهم لهذا الافتراض، حيث يسمح لنا هذا التعريف للحدس الفكري المسبق في مفهوم المعرفة المسبقة في علم النفس بالتمييز بين الحدس المادي على سبيل المثال المنزل الذي تم تقويضه سوف يسقط؛ لأنه لا يبدو صحيحًا بالنسبة لنا فقط على أساس فهم ما يقوله، والحدس القائل بأن الموقف صحيح ثم ليس صحيح أو إذا كان شخص ما يعرف الهدف ثم يعتقد أن الهدف والموقف صحيحة.

على عكس تفسير الحدس الفكري العقلاني فإن حساب الحدس هذا لا يتطلب أن تكون الافتراضات التي هي أهداف الحدس مشروطة، والذي يوفر طريقة للتمييز بين الافتراضات الضرورية المبررة مسبقًا؛ لأن الحدس القائل بأن الاقتراح الأول صحيح يمكن أن يعتمد فقط على فهم الشخص له، لكن الحدس بأن هذا الأخير صحيح يجب أن يعتمد جزئيًا على فهم كيفية وجود الأشياء في العالم الخارجي، ومنها يسمح تفسير الحدس الفكري هذا أيضًا بأن ما يسمى اقتراحًا بديهيًا اصطناعيًا ويمكن أن يكون أهدافًا للحدس المسبق نظرًا لأنها يمكن أن تبدو صحيحة بالنسبة إلى الشخص فقط على أساس فهمه لها.

يلجأ العديد من علماء النفس إلى الفهم في حساباتهم للتبرير المسبق فعلى الرغم من أن يعتقد أن بعض التبرير المسبق ينبع من مصدر محدد، إلا أنه يعتقد أن البديهيات المسبقة حول الافتراضات المعيارية الموضوعية يمكن أن توفر تبريرًا لكنها لا تستند إلى فهمنا لتلك الافتراضات ويترتب على أن الحدس الفكري المعياري المسبق من هذا النوع لا يعتمد على فهم المفاهيم المعيارية ذات الصلة، يبدو أنه يُعتقد أن هذه الحجة تعمم لتطبق على جميع البديهيات المسبقة التي تكون أهدافها افتراضات تركيبية، وليس فقط على الحدس حول الافتراضات المعيارية الموضوعية.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: