نقد الأساليب الكلاسيكية للذات في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


لطالما كان موضوع الذات بارزًا في علم النفس؛ لأنه موضوع محوري للأسئلة حول الهوية الشخصية والجسد والاجتماعية والفاعلية التي يجب على علماء النفس معالجتها، ولقد تم إخضاع الذات بشكل منهجي أو حتى إنكارها بشكل صريح بموجب بعض الممارسات والصور النمطية على مرّ التاريخ، حيث تم تحديدها على أنها أيضًا قضية أخلاقية ومعرفية واجتماعية.

نقد الأساليب الكلاسيكية للذات في علم النفس

دافع علم النفس المعاصر والحديث عن الفرد، حيث يمتد إلى الفكر الأخلاقي والسياسي المعاصر فكرة أن الذات هي منتقي وممثل حر وعقلاني أو فاعل مستقل، ومنها تهيمن نظرتان عن الذات لنقد الأساليب الكلاسيكية للذات في علم النفس على هذه البيئة وهي الذات الأخلاقية الكانطية للعالم إيمانويل كانط والنفعية في الإنسان الاقتصادي، ومع ذلك فإن هذين الرأيين يختلفان في تأكيدهما.

يستخدم الموضوع الأخلاقي الكانطي في نقد الأساليب الكلاسيكية للذات في علم النفس العقل لتجاوز المعايير الثقافية والتفضيلات الشخصية من أجل اكتشاف الحقيقة المطلقة، في حين يستخدم الإنسان الاقتصادي العقل لتصنيف الرغبات بترتيب متماسك ومعرفة كيفية تعظيم الرضا بالرغبة بالعقلانية الأدائية لعلم النفس التنظيمي.

كل من هذين المفهومين عن الذات يقللان من الأهمية الشخصية والأخلاقية للظروف غير المختارة، والعلاقات الشخصية، والقوى البيولوجية الاجتماعية كأساليب قديمة لتوضيح الذات، حيث إنهم يعزلون الفرد عن علاقاته وبيئته فضلاً عن تعزيز ثنائي حديث يقسم المجال الاجتماعي إلى وكلاء ومستقلين، فبالنسبة للذات الأخلاقية الكانطية فإن الروابط العاطفية والاجتماعية تعرض الموضوعية للخطر وتقوض الالتزام العقلاني بالواجب.

أما بالنسبة إلى الإنسان الاقتصادي في نقد الأساليب الكلاسيكية للذات في علم النفس لا يوجد فرق بين القوى التي تشكل رغبات المرء، بشرط ألا تكون ناتجة عن سلوكيات سلبية، ويجب أن تؤخذ روابط المرء مع الآخرين في الاعتبار في حسابات المرء مع بقية رغبات المرء، بالنسبة لهذه المفاهيم السائدة عن الذات يُعتقد أن الهيمنة والتبعية البنيوية لا تخترق الدوافع الداخلية للذات.

وبالمثل تنكر هذه المفاهيم تعقيد العالم داخل النفس من التخيلات والمخاوف والرغبات اللاواعية، وتتغاضى عن الطرق التي تتطفل بها هذه الديناميكيات على الحياة الواعية، حيث يعرض البناء النفسي الحديث للذات العقلانية الذات التي ليست مفتوحة للتناقض أو القلق والاكتئاب، فالعقل هو مصدر لرغبات الإنسان الاقتصادي مشتتًا للموضوع الأخلاقي الكانطي.

التحليل العقلاني ونقد الأساليب الكلاسيكية للذات في علم النفس

على الرغم من أهمية التحليل العقلاني والاختيار الحر بلا شك، فإن بعض علماء النفس يجادلون بأن هذه القدرات لا تعمل بمعزل عن الظاهرة التي نسميها الذات، على هذا النحو اتهم علماء النفس بأن وجهات النظر السائدة عن الذات على أنها عقلانية ومستقلة مضللة بشكل أساسي، على الرغم من أن بعض علماء النفس يتم تمثيلهم على أنهم تابعين للعالم إيمانويل كانط.

من وجهة النظر الكانطية تعتبر طرق نقد الأساليب الكلاسيكية للذات في علم النفس محايدة يتم تداولها حول تطبيق المبادئ العالمية، بينما من وجهة النظر النفعية فهو مساوم ذو مصلحة ذاتية يتحرك ويتعامل في علم النفس التنظيمي.

يقوم بعض علماء النفس العقلانيين بتعديل بعض المفاهيم عن الذات والدفاع عنها، مع الأخذ في الاعتبار استبعاد العواطف التاريخي منها فقط وادعاء أنه يجب توسيعها لتشمل الجميع، ومع ذلك فإن الفردية المنزوعة السياق وتجريد العقل من القدرات الأخرى المتأصلة في النظرية العقلانية تزعج العديد من علماء النفس ودفعتهم إلى البحث عن وجهات نظر بديلة عن الذات.

يدعي الكثيرين في العقلانية للذات الكانطية والشخص الاقتصادي في علم النفس التنظيمي لا يمكن معالجته ببساطة عن طريق الدفاع عن الذات المتساوية والمرتبطة بالعاطفة، بدلاً من ذلك فإن هذه المفاهيم عن الذات هي مفاهيم غريبة وبعيدة عن العقل، من حيث أن تحديد الذات بالعقل العقلاني لتعريف الذات وفقًا للقوالب النمطية الراسخة.

يرتكز التفوق العقلاني على افتراضات لا يمكن الدفاع عنها حول شفافية الذات، وحصانة الذات من التأثيرات الاجتماعية، وموثوقية العقل لتصحيح الحكم الأخلاقي المهم، حيث ينشأ الناس في بيئات اجتماعية مشبعة بالتحيز المعياري الثقافي والتحيز الضمني، حتى في المجتمعات التي تُحظر فيها جميع أشكال السلوكيات الإنسانية من حيث الأعراف الاجتماعية والرسمية التي تدعم قيم المساواة والتسامح.

تحديات نقد الأساليب الكلاسيكية للذات في علم النفس

استكمالاً للجدل في نقد الأساليب الكلاسيكية للذات في علم النفس يجادل عدد من علماء النفس بأن المثل الأعلى للذات المستقلة والعقلانية له عواقب اجتماعية كبيرة، لتحقيق هذا المثل الأعلى من الضروري التخلص من الصراع الداخلي ومراقبة الحدود الصارمة للذات، حيث أن الرغبات تُعزى إلى اللاوعي لكن هذه المادة اللاواعية تتطفل حتمًا على الحياة الواعية وتؤثر على مواقف الناس ورغباتهم.

وبالتالي فإن استبعاد أشكال التعاطف والنظريات العاطفية من الأساليب الكلاسيكية للذات في علم النفس يتحملها المطالبة بأن تكون الذات حاسمة وغير معرضة للخطر وموحدة مع استحالة تلبية هذا المطلب، والأسوأ من ذلك لا يمكن معالجة هذا الاستبعاد من حيث اللاعقلانية ما لم يتم السيطرة على الذات، ولكن السيطرة منه يعني الاستسلام للذات التي لا تؤخذ مخاوفها على محمل الجد.

هناك تحديات أخرى مع وجهات النظر التقليدية الحديثة من وجهة نظر نقد الأساليب الكلاسيكية للذات في علم النفس وهي أنها فشلت في تقديم وصف للقمع الداخلي وعملية التغلب عليه، ومن الشائع أن يتصرف بعض الأفراد بطريقة غريبة لتقليل تطلعاتهم واحتضان الأهداف المتوافقة مع النوع الاجتماعي، ومنها يفسر علماء النفس هذه الظاهرة من خلال توضيح أن بعض الأفراد يستوعبون المعايير الاجتماعية، حيث يتم دمج هذه المعايير في البنية المعرفية والعاطفية والمرتبطة بالذات.

في بعض الأحيان قد تدفع الأعراف الاجتماعية إلى التشكيك في سلامة النظريات العقلية من خلال عملية نقد الأساليب الكلاسيكية للذات في علم النفس، وقد يفقد الفرد إحساسه بنفسه لدرجة أن الاكتئاب والحزن مناسبان، بمجرد دمجها في الاقتصاد النفسي للمجالات التنظيمية، فإن الدافع الجوهري يحد من رغباته الأساسية.

في مفاهيم التحديات السائدة عن الذات في نقد الأساليب الكلاسيكية للذات في علم النفس، لا يبدو أن أي شخص يولد وينشأ بالنسبة لمقدمي الرعاية والأمهات المواليد يتم دفعهم خارج المسرح، حيث يبدو أن الذات تتجسد من تلقاء نفسها من خلال مجموعة من الرغبات الجسدية الأساسية والمهارات العقلانية، ولا يبدو أن سلطات أي شخص تتدهور أو تتغير في سياقات مختلفة.

نظرًا لرفض التبعية والضعف يُفترض أن يتم اختيار جميع الانتماءات بحرية ويتم التفاوض على جميع المعاملات بحرية، حيث إن نبذ تقديم الرعاية يضمن الوهم الطوعي بالاستقلال الذي يميز الذات الأخلاقية الكانطية والشخص التنظيمي، وليس من قبيل المصادفة هنا أن تقديم الرعاية كان تقليديًا من عمل الفرد.

في النهاية نجد أن:

1- نقد الأساليب الكلاسيكية للذات في علم النفس تتمثل في نقد إخضاع الذات بشكل منهجي أو حتى إنكارها بشكل صريح بموجب بعض الممارسات والصور النمطية على مر التاريخ.

2- تهيمن نظريتان عن الذات لنقد الأساليب الكلاسيكية للذات في علم النفس على هذه البيئة وهي الذات الأخلاقية الكانطية للعالم إيمانويل كانط والنفعية في الإنسان الاقتصادي.

المصدر: علم النفس و الأخلاق، ج أ جيمس آرثر هادفيلد، 2017تحولات السببية دراسة في فلسفة العلم، أفراح لطفي عبد اللهظواهرية الإدراك، موريس مرلوبونتي، 2011الوعي والإدراك، البحث في آلية عمل الدماغ البشري، عمر اسبيتان، 2009


شارك المقالة: