نقد التحليل النفسي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


الهدف من التحليل النفسي:

التحليل النفسي هو الأنسب لبعض الأفراد أكثر من غيرهم، حيث أنه يعتبر مفيد بشكل خاص لأولئك الأفراد الذين يرغبون في تطوير فهم متعمق لدوافعهم الداخلية، ويعمل هذا التحليل أيضًا بشكل جيد لأولئك الذين يرغبون في فهم تجاربهم والتعامل مع السبب قبل النتيجة، مما يشير إلى كل من الرغبة والالتزام في تحقيق الصحة النفسية للفرد.

يهدف التحليل النفسي إلى مساعدة الفرد على تحديد الأفكار والسلوكيات والرغبات الخفية التي تخلق مشاكل في حياته اليومية، ومن ثم مساعدة هؤلاء الأفراد على فهم القضايا التي تسببت في مشاكل قديمة عميقة الجذور أدى إلى عدم القدرة على التكيف في الحياة، والمساعدة في تبني وجهة نظر جديدة.

نقد التحليل النفسي في علم النفس:

يتعرض منهج التحليل النفسي للعديد من الانتقادات سواء من علماء النفس أو غيرهم من المهتمين بالمجالات النفسية التوجيهية والتشخيصية، حيث كان بعضهم ذو انتقادات إيجابية تذكر مزايا وأهمية التحليل النفسي، والبعض كان ذو انتقادات سلبية تذكر عيوب وقصور هذ المنهج التحليلي في علم النفس.

الانتقادات الإيجابية في التحليل النفسي:

1- منهج يعتمد على فتح الباب أمام الفرد للتحدث، ويعتبر التحدث في حد ذاته مفيدًا، بالنسبة لبعض البالغين الذين يفتقرون إلى منافذ آمنة أخرى للانفتاح وإخراج شجاعتهم إليها، وبالتحديد عندما يكون الشخص المحلل النفسي ذو كفاءة عالية.

2- يعتبر ممارسو التحليل النفسي هم عمومًا أطباء في المجال النفسي، يمتلكون الشهادات الخاصة به، مما يخول لهم التعامل مع المشاكل النفسية الكبيرة مثل الاضطرابات النفسية.

3- يعتمد منهج التحليل النفسي على المبادئ النفسية الموثوقة والتي يمكن الدفاع عنها علمياً، وتبتعد عن أساليب القمع أو تفسيرات الأحلام.

4- المحلل النفسي ذو الأسس المتينة وذات الميول الإيجابية مع التعليم بطرق أخرى من شأنها موازنة الهراء ويمكن أن يصنع معالجًا نفسيًا موهوبًا.

5- يصل منهج التحليل النفسي إلى السبب الأساسي للمشكلة بدلاً من مجرد معالجة أعراضها ونتائجها، ويكون منهج قامع للعوامل المثيرة للمشاكل النفسية.

6- يناسب الأفراد الذين لا يتوافقون مع العلاج التقليدي أو الأدوية أحيانًا للتحليل النفسي، أي أنه منهج إيجابي في التعامل مع الاضطرابات النفسية التي تطورت لتصبح عبارة عن مرض.

7- يوفر التحليل النفسي نظرة متعمقة حول أصول أفكار ومشاعر وسلوكيات معينة وخاصة عند القيام بالجلسات الإرشادية العلاجية.

8- يدعم البحث النفسي البيولوجي وخاصة جهود فرويد في التحليل النفسي.

9- يمكن أن يؤدي إلى نمو إيجابي بمرور الوقت، وذلك من خلال الفحص الواسع للذات، مثل ذلك الذي يقدمه التحليل النفسي.

الانتقادات السلبية في التحليل النفسي:

1- يعتبر منهج التحليل النفسي مكلف بشكل عام، بحكم طبيعته، فإنه يتطلب جلسات مستمرة، غالبًا تمتد لسنوات، يطلب بعض المحللين النفسيين من الأفراد الالتزام بما يصل إلى أربع أو خمس جلسات في الأسبوع في المستقبل الاحق، بحيث تعبر هذه الجلسات عن طريقة للتعارف بين كل من المحلل النفسي والعميل.

2- غالبًا ما يكون منهج التحليل النفسي مليئًا بالافتراضات غير المختبرة والمجربة، والفرضيات، والتخمينات، والاستنتاجات العامة، وغير ذلك من الأمور التي ليس لها مصداقية تامة.

3- هذا المنهج لا يمنع المعالجين النفسيين والمحللين من غرس الأفكار المتعددة، والتي قد يكون الكثير منها ضارًا، وعلى هذا النحو، يعتبر هذا المنهج التحليلي أحد أكثر أنواع العلاج النفسي خطورة، فقد يزرع المعالج النفسي اقتراحات بناءً على تحيزاتهم أو معتقداتهم أو تحيزاتهم الشخصية.

4- لا يناسب الأطفال الصغار جدًا أن يكونوا منفتحين على اقتراح أن التحليل النفسي يستحق المخاطرة، علاوة على ذلك، فإن مقدماته الأساسية أصبحت عتيقة إلى حد ما في الشباب الذي لا يزال في طور النمو النفسي، حيث يركز الكثير منه على استئصال أنماط اللاوعي التي لا تزال قيد التطوير.

5- يعد التحليل النفسي أمرًا رائعًا للأشخاص الذين يبحثون عن عذر لإلقاء اللوم على مشاكلهم الحالية في مظالم الماضي، وهذا أيضًا سبب كونه أحد أكثر أشكال العلاج شيوعًا، حيث يساعد الناس على تجنب التعامل مع عدم الراحة من المسؤولية الشخصية عن حالتهم الحالية.

6- بعض الأفكار التي يتباهى منهج التحليل النفسي تعتبر قديمة ولا يمكن لجميع المهتمين في علم النفس والبحث النفسي استخدامها مثل الأفكار الفرويدية التي تركز دائماً على اللذة والحاجات.

7- هذا المنهج التحليلي يبحث في جميع التجارب الماضية وخاصة التجارب التعيسة، وقد يجد بعض الأفراد أنه من المؤلم وغير السار أن يكتشفوا الذكريات التي قمعوها وتركوها، أحيانًا لسنوات عديدة.


شارك المقالة: