هل التفكير الزائد مرض نفسي؟

اقرأ في هذا المقال


هل التفكير الزائد مرض نفسي؟

ليس هناك ما يُعرف باضطراب التفكير الزائد، ولكنه عَرض لبعض الاضطرابات النفسية والعقلية الأخرى، مثل اضطراب ما بعد الصدمة رهاب الخلاء واضطراب الهلع والخرس الانتقائي واضطراب قلق الانفصال والرهاب الاجتماعي، ويأتي اضطراب القلق على رأس أسباب هذه الحالة، وحينها يخوض الشخص في الاجترار النفسي والتفكير الوسواسي.

حقائق حول التفكير الزائد:

1- وهو التفكير العميق والهوس بأمور من غير هدف معين، أو التركيز على المشاعر السلبية من غير السعي للبحث عن حلول واقعية لها، وتوقع نتائج سلبية وكارثية دائمًا للأمور المستقبلية.

ومن الأمثلة والمواقف التي توضح ذلك:

أ- ما كان علي أن أتكلم في الاجتماع اليوم، فقد نظر إلي الموجودين وكأنني أحمق.

2- يا ليتني ما استقلت من عملي القديم، ربما كان أفضل.

3- أنا لا أنفع لفعل أي شيء هام في الحياة.

4- لا فائدة مما أحققه في العمل، فلن أحصل على ترقية أبدًا.

5- سوف أحرج نفسي عندما أقدم هذا العرض التقديمي، سترتجف يدي وتضرب الحمرة وجهي، وسأبدو أحمقًا.

6- كذلك ربما يتخيل بعض المواقف الكارثية، كأن يتخيل الشخص أن سيارته تخرج عن الطريق وتنقلب، أو يتستحضر حدث محزن في ذهنه، مثل مشهد مؤلم من فيلم ما.

2-  التفكير الزائد قد يكون صفة شخصية؛ فقد ينتاب الشخص قلق متواصل تجاه عمله أو دراسته أو مستقبله، أو يفكر كثيرًا في قرار يجب أن يتخذه، أو في علاقته بعائلته وأصدقائه.

3-التفكير الزائد في الحالات الطبيعية، مهما كان ما يفكر فيه الشخص من مخاوف، إذا كان يمتد مدة قصيرة ثم يستعيد نشاطاته ويستكمل يومه، ولا تهيمن عليه أفكاره بسببه طيلة الوقت؛ فهو أمر طبيعي. وهي حالة الانغماس لفترة معينة في التفكير الزائد والمبالغ للتعرض لأفكار حصرية أو حاسمة أو قرارات ذو قيمة وعادةً ما تتلاشى دوامة الإفراط بالتفكير عند العثور على حل أو اتخاذ قرار، أو حتى فوات الأوان على اتخاذ القرار والتصرف.

4- أما في حال كان التفكير الزائد ناجم عن اضطراب القلق، فقد لا يتوقف الأمر على التفكير كثيراً في شيء ما فحسب؛ بل سوف يصبح الشخص مهووس به لدرجة تؤثر على أدائه في العمل وقدرته على الإنتاج، وتُعيق مهامه اليومية.

5- المبالغة بالتفكير في كل شيء وبصورة غير طبيعية، ويسمى كذلك اجترار الأفكار، وهنا يجب علاج هذه الحالة حيث يكون الإفراط بالتفكير طبع ثابت لا يرتبط بخصائص الموضوع، وتأخذ الأفكار المتنوعة حيز كبير من تفكير الشخص دون أن يتمكن من رسم حد لها أو الحصول على حل، والخطر في هذا النوع من التفكير المبالغ أنه يتراكم، بمعنى أن الأفكار السابقة التي تسيطر على الفرد تضل موجودة مع دخوله خبرات جديدة تشغله أيضاً، ويختلط في تفكيره المهم وغير المهم بدائرة لا نهائية من تفكير غير مجد.

6- يتلخص التفكير المبالغ غير الطبيعي بحالتين كذلك، التفكير المبالغ في الماضي والتفكير المبالغ في المستقبل.

7- التفكير الزائد قبل النوم، يمكن أن يظهر الأرق لأي شخص، وبالتحديد خلال فترات الإجهاد والقلق والتوتر، مثل: فقدان وظيفة أو شخص عزيز، أو المرور بصعوبات مالية أو صحية أو اجتماعية، وغيرها من الضغوطات؛ فقد يجد الشخص صعوبة في نومه أو البقاء نائمًا،  عندما يواجه الشخص صعوبه في النوم في ليلة بسبب تسارع أفكاره وشعوره بالتعب والإجهاد وعدم التركيز في اليوم التالي؛ تسيطر عليه هذه الفكرة السلبية بأنك غير قادر على النوم مطلقًا، ولا يستطيع أداء عمله جيدًا.

التفكير الزائد بسبب القلق:

قد تكون هذه الحالة ناجمة عن اضطراب القلق، وبالأخص في حال كان الشخص قد واجه موقف أو أكثر من المواقف التالية:

1- عدم القدرة على متابعة محادثة ما أو نقاش والمساهمة فيها؛ لأن الشخص يفكر كثيرًا في الردود وكل العبارات المحتملة مرارًا وتكرارًا حتى تنتهي المحادثة، وتضيع فرصة التحدث.

2- مقارنة الشخص ذاته باستمرار مع الأشخاص من حوله، والتفكير في كيفية الارتقاء إليهم.

3- التوقع الدائم بسيناريوهات سيئة للحياة، إمَا لنفسه أو لِمن يحب.

4- استرجاع الفشل أو الأخطاء السابقة مرارًا وتكرارًا، وتفكير الشخص في أنه عاجز عن تجاوزها.

5-القلق المستمر فيما يخص المهام و الأهداف المستقبلية، والشعور باستحالة تحقيقها.

6- استرجاع خبرة صادمة سابقة باستمرار مثل الإساءة، أو فقدان شخص عزيز، مما يجعل الشخص غير قادر على التعامل معها.

7- عدم إمكانية الشخص على إبطاء سباق الأفكار أو المخاوف أو المشاعر الغامضة.


شارك المقالة: