اقرأ في هذا المقال
هل تتغير لغة الجسد بمرور العمر؟
لغة الجسد صالحة لكلّ زمان ومكان وهي ليست حكراً على جنس دون أخر أو ثقافة دون أخرى، ولا يمكن تحديدها بعمر أو فترة زمنية معيّنة، فالطفل الرضيع يقوم على استخدام لغة الجسد بطريقة فطرية تختلف عن طفل في سن النشأة، ولغة الجسد لدى الشباب تختلف عنها لدى كبار السن، والنظرة التحليلية التي يمتلكها الشباب للغة الجسد تختلف عن تلك لدى كبار السن أو الأطفال، وهكذا هو الأمر ولكن هذا الاختلاف يبقى نسبياً وفي أطر محدّدة.
لغة الجسد لدى الأطفال:
عندما يولد الطفل في مرحلة النشأة الأولى يحاول أن يظهر لغة جسد فطرية، إضافة إلى لغة الجسد التي يكتسبها من أبويه وأشقاءه والأشخاص الذين يحبّهم، وفي هذه الحالة تكون لغة جسده ذات استخدامات بسيطة يمكن قراءتها بسهولة، ولا يملك الأطفال في هذه السن القدرة على قراءة لغة الجسد بالطريقة المثلى، فهم يستطيعون أن يكتسبوا الخبرة في معرفة لغة جسد الخاصة بالأبوين فقط من خلال تعابير الوجه، فلغة الجسد في هذا العمر تكون محدودة ومبنيّة على أساس متواضع من الاستخدامات.
لغة الجسد لدى الشباب:
في مرحلة الشباب تصل لغة الجسد إلى مراحل تتخطّى الجانب الغريزي، وتصل إلى مرحلة الإشباع المكتسب؛ من خلال اكتساب مهارات إضافية تعطي الشباب القدرة على النجاح والتقدّم في محاولة كشف حقيقة الآخرين وقراءة مشاعرهم، وتفنيد الأكاذيب ووسائل الخداع التي يستخدمها البعض من خلال لغة جسد تمثيلية ضلالية، وفي هذه المرحلة تبدأ الفروقات بالظهور ما بين الشباب، وتبدأ مراحل الثقة بالنفس والقدرة على اكتساب العلاقات في البروز والتباين ما بين شاب وآخر.
لغة الجسد لدى كبار السن:
مع مرور الأيام يكتسب الشباب قدرات هائلة في كيفية قراءة لغة جسد الآخرين، وتمثّل لغة جسد تتكيّف مع شخصيتهم، وهذا الأمر التكتيكي الرائع سيصل في مرحلة ما إلى حدّ النضوج والوصول إلى ذروة استخدام لغة الجسد وقراءتها، ولكن أعمارنا ستنتهي أمر لا شكّ فيه، وسنصل في مرحلة ما إلى مرحلة الشيخوخة.
وفي تلك المرحلة يفقد الكثير منّا المهارة الكافية على قراءة لغة الجسد وتفسيرها بشكل صحيح، بسبب اختلاف الأجيال، وتغيّر معاني الحركات واستخداماتها، وتغيّر طبيعة الناس وثقافتهم، ولكن هذا لا يعني أنّ البعض منهم يصل إلى درجة المهارة العالية بما يسمّى بالحكمة والخبرة في قراءة لغة جسد الآخرين.