اقرأ في هذا المقال
إن ضعف الشخصية عقبة تمنع الشخص من ممارسة حياته بأسلوب جيد، وتحقيق نفسه، إذ تُفقد الثقة في كل قرار مصيري، ويعجز الشخص عن صنع القرارات أو تحديد الأهداف التي يسعى إليها، وفي كل الأوقات يلجأ إلى المحيطين به حتي يستعين بهم في أتفه الأمور، من المحتمل أن تسبب هذه الشخصية الإصابة باضطرابات نفسية أخرى مثل القلق والاكتئاب، بسبب الضغوطات التي يتحملها الشخص من الآخرين، والنقد السلبي المستمر، والانحياز إلى الانطواء.
تعريف ضعف الشخصية
هو اضطراب له تأثير على مدى ثقة الفرد بذاته، وفيه تسيطر الأفكار السلبية على ذهنه، ولا يتمكن أن يفكر بأسلوب جيد، ويعجز عن اتخاذ القرارات، ودائمًا يستعين الشخص في الآخرين لترتيب حياته، ثم يخسر قدرته في مواجهة الآخرين حتى وإن تعرض للنقد أو التأنيب.
أعراض ضعف الشخصية
في بعض الأوقات صاحب هذه الشخصية قد لا يدرك المشكلة التي يعاني منها، ولا يتمكن من صنع القرارات أو تطبيقها، لهذا على الفرد أن يدرك ما يعاني منه وتتضمن العلامات ما يلي:
1- عدم تنفيذ القرارات، أي عدم فعل الفرد ما يقوله، فقد يتخذ العديد من القرارات لكنه لا يقوم بتنفيذها، مثلاً، أبسط قرار، الذهاب إلى النادي الرياضي قد يبقى الفرد لعدة سنوات عاجز عن تنفيذه.
2- الخوف من المواجهة، ليس من السهل على صاحب هذه الشخصية أن يواجه الآخرين أو يدافع عن ذاته، وإنما دائمًا ما يبتعد عن المواجهة، وقد يرضى بأمور لا يستحقها لمجرد أنها تُشعره بالراحة ولا يأمن لأي خطوات أو قرارات جديدة.
3- صعوبة التخطيط، لهذا لا يتمكن الفرد من وضع خطة تمكنه من تحقيق أهدافه.
4- عدم تقدير الآخرين، التواضع والتقدير من أبرز السمات التي ينبغي أن يتصف بها الشخص، لكن ينبغي أن يبدي هذا بأسلوب صحيح، وأن يكون ممتن وصادق في مشاعره، وعدم إبراز التقدير للآخرين.
5- رفض النقد، أن يتقبل الفرد النقد ويعمل على تنمية نفسه فهو شخص قوي، أما الشخص الذي لا يتمكن من تقبل حالته وشخصيته وإمكانياته فهو شخص ضعيف، ولا يتقبل التطور.
6- الحساسية ضد الرفض، من أهم علامات هذه الشخصية أن يقضي الشخص يومه في حزن وقلق وغضب نتيجة اعتقاد فرد ما تجاهه، على أن يكون هذا الاعتقاد سيء او مضاد لرؤيته لذاته، ويتحول هذا مع مرور الوقت إلى نمط حياة.
7- الشكوى المتواصلة، الفرد الذين يشتكي، دائمًا مما يتعرض له من عقبات هو ضعيف شخصية؛ لأنهم حتى أثناء الأوقات المرحة لا يعيش حياته بشكل جيد.
8- الرضوخ للآخرين، صاحب هذه الشخصية لا يعرف كيفية قول لا أو الاعتراض على أمر لا يناسبه؛ لأنه لا يريد الإحساس بالسوء، وهو ما يحفزه إلى الموافقة على كل ما يُعرض عليه من غير تفكير.
9- الاستسلام بسهولة، من أبرز العلامات وضوح سرعة الاستسلام وانعدام المثابرة، وعدم الاجتهاد من أجل تحقيق الأهداف المحددة، بل قد يستسلم الفرد قبل أن يبدأ حتى معركته مع الآخرين.
10- سرعة الغضب، إذا كان الفرد يغضب سريعًا من الآخرين، نتيجة الإحساس بالإحباط واليأس الذي يتملكه فهو ضعيف عقلياً، ولن يستطيع مواصلة حياته الشخصية والمهنية كما ينبغي.
11- الدرامية المبالغة، من أهم العلامات أن يعيش الفرد دور الضحية بكل الأوقات، ويسعى دائماً أن يتحدث للآخرين انه يواجه ضغوط نفسية شديدة، ويمر بتحديات لا تحتمل.
أسباب الشخصية الضعيفة
1- أسلوب التربية، الأسلوب الذي يتبعه الأهل في تربية أبنائهم يؤثر عليهم بشكل كبير، وإذا كان الطفل ليس له استقلالية بارزة، فهو ينشأ على الاعتمادية، ولا يتمكن من اتخاذ أي قرار.
2- النقد السلبي، إذا واجه الطفل للتنمر أو النقد السلبي لسنوات فإنه يشتكي من الضعف والحزن طوال حياته، بالتحديد إذا كان النقد يرتبط باللون أو الوزن أو وجود إعاقة.
3- نقص احترام الذات، إذا كان الشخص لا يثق بذاته، ولا يمنحها الاحترام الذي تستحقه، فلن يلقى التقدير من الآخرين، ولن يتمكن من فرض رأيه، أو اتخاذ قرار مصيري.
4- الاستهزاء والتوبيخ، إذ تعرض الفرد للاستهزاء والتوبيخ بشكل مستمر، فهو لا يثق في ذاته، ويشعر بشكل مستمر بالضعف، وينحاز إلى تجنب أي أنشطة اجتماعية قد تُشعره بالخوف أو عدم الأمان.
نصائح لتقوية الشخصية
1- التفكير بإيجابية، على الفرد أن يحاول دائمًا أن يفكر بإيجابية، وأن يبتعد عن جميع التصورات السلبية التي من شأنها التأثير على ثقته بنفسه أو الآخرين، وتمنع الفرد بقضاء وقت طويل في لوم ذاته.
2- تحفيز الذات، يساعد التحفيز في تزويد ذهن الشخص بالطاقة والنشاط، ومساعدته في تحقيق أهدافه، بالإضافة إلى تطوير ثقته بالذات.
3- طلب المساعدة، إذا كان الفرد يواجه أي مشكلات ولا يُشعر بالراحة، فعليه أن يطلب المساعدة من الآخرين؛ لأنهم قد يقدمون له بعض الحلول التي تساعد الفرد على تجاوز لحظات الفشل أو الندم، وهو ما يقوي من شخصية الفرد ويدفعه نحو الأمام.
4- اكتساب أشخاص ومهارات جديدة، الخروج من دائرة الحياة النمطية يساعد على التفكير بأسلوب مختلف، على الفرد دائمًا أن يتعرف على أشخاص جدد، وممارسة هوايات جديدة تقوي شخصية الفرد.
هل ضعف الشخصية مرض نفسي
ضعف الشخصية من الاضطرابات النفسية التي تؤثر بشكل سلبي على أسلوب حياة الشخص، لكن بإمكانه التخلص من هذا الاضطراب وهذا عن طريق المعالج النفسي، الذي يقوي من ثقتة الفرد بذاته، ويساعده على التخلص من كافة مخاوفه، كما يقوم بتدريبه على آليات اتخاذ القرار.
