اقرأ في هذا المقال
- ما هو اختبار الصواب والخطأ الذي يمكننا أن نقيس عليه أفعالنا
- معايير اختبار الصواب والخطأ
- كيف يساعدنا اختبار الصواب والخطأ في النمو الشخصي
- النتائج المترتبة على اختبار الصواب والخطأ
نحن نقوم بالكثير من الأمور المهمة وغير المهمّة في حياتنا، ولا نتوقّف كثيراً عند محطات الخطأ والصواب، إلّا عندما نضطر إلى ذلك لوجود ألم مادي أو معنوي كبير تسبّب لنا جرّاء ذلك، ولكن هناك اختبار رائع يمكننا أن نجريه على أنفسنا بوتيرة منتظمة، لنقيس ما إذا كان أحد أفعالنا خيراً أم شراً، صواب أم خطأ.
ما هو اختبار الصواب والخطأ الذي يمكننا أن نقيس عليه أفعالنا
الاختبار بسيط، ويمكننا استخدامه على مدار حياتنا ويعتمد على المثل العالمي الذي وضعه الفيلسوف الألماني “إيمانويل كانط” والذي قال فيه “يجب أن تحيا حياتك، كما لو أنَّ كلّ فعل تقدم عليه، سيتحوّل إلى قانون عالمي”.
وبتعبير آخر، علينا قبل أن نتخذ أي قرار، أو الإقدام على أي فعل، أن نتخيّل كل شخص سوانا سوف يقوم بالأمر نفسه تماماً، فعلينا أن نتخيّل أنَّ قرارنا سيتحوّل إلى قانون بالنسبة لنا، وبالنسبة للآخرين.
إنّه اختبار حقيقي إذا ما كان قرارنا صائباً أم لا، إنّه اختبار حقيقي لقيمنا وسلوكنا، وأي نوع من المجتمعات سنرى، إذا ما تصرّف الجميع بناءً على أسلوبنا تماماً، هل سيكون ذلك صواباً أم خطأ، وما كان لمشكلة في مجتمعنا أن تتواجد أساساً، إذا تمَّ تطبيق هذا الاختبار بانتظام على السياسة الاجتماعية، أو جميع جوانب الحياة العامة.
معايير اختبار الصواب والخطأ
هناك العديد من المعايير التي يمكن أن تساعد في إجراء اختبار صادق ودقيق لأفعالنا، ومن أبرز هذه المعايير:
الضمير الداخلي: يُعد الضمير الداخلي هو المعيار الأول الذي يجب أن ننظر إليه عند اتخاذ قرار. فالضمير هو الذي يمنحنا الراحة أو الشعور بالتوتر تجاه أفعالنا، واتباعه عادة ما يكون بداية جيدة لاتخاذ القرارات الصحيحة.
القيم الأخلاقية والمجتمعية: القيم الأخلاقية التي يتفق عليها المجتمع تساعدنا في فهم ما هو مقبول أو غير مقبول. على سبيل المثال، الصدق والنزاهة تعدان من القيم الأساسية في معظم الثقافات، وتعتبر أفعال الغش أو الكذب غالبًا خاطئة وفقًا لهذه القيم.
التأثير على الآخرين: يجب أن نسأل أنفسنا عن الأثر الذي ستتركه أفعالنا على الآخرين. فإذا كان تأثير الفعل إيجابيًا وسيساهم في إسعاد الآخرين أو مساعدتهم، فمن المرجح أن يكون هذا الفعل صائبًا. بينما إذا كان سيؤذي الآخرين أو يؤدي إلى مشكلات، فيجب علينا إعادة التفكير فيه.
التأثير طويل الأمد: أحيانًا قد تبدو القرارات صحيحة في الوقت الحالي، لكن يجب أيضًا النظر إلى التأثير المستقبلي لأفعالنا. فاختبار الصواب والخطأ يشمل التفكير في الآثار طويلة الأمد لأفعالنا، سواء على مستوى الشخصي أو المهني.
كيف يساعدنا اختبار الصواب والخطأ في النمو الشخصي
عندما نستخدم اختبار الصواب والخطأ بشكل منتظم، فإنه يساعدنا على تطوير ذاتنا والنمو كشخصيات أكثر وعيًا ومسؤولية. يصبح لدينا القدرة على التفكير بشكل أعمق والتعامل مع مشكلاتنا وتحدياتنا بحكمة. كما يساهم في تعزيز قوة الإرادة وضبط النفس، حيث يساعدنا على اتخاذ قرارات صائبة حتى وإن كانت تتطلب منا التضحية بمصالح شخصية قصيرة المدى.
النتائج المترتبة على اختبار الصواب والخطأ
يساهم اختبار الصواب والخطأ في تحقيق الانسجام النفسي والسلام الداخلي. فالشعور بأن قراراتنا متسقة مع قيمنا يجعلنا نشعر بالرضا والطمأنينة، كما يعزز من احترامنا لذاتنا وللآخرين. بالإضافة إلى ذلك، تصبح علاقاتنا الاجتماعية والمهنية أكثر استقرارًا وثقة.
اختبار الصواب والخطأ ليس مجرد عملية تأملية، بل هو بوصلتنا التي تساعدنا في توجيه حياتنا نحو الأفعال الصائبة. يمدنا بالشجاعة لاتخاذ القرارات الصحيحة حتى وإن كانت صعبة، ويعزز من مسؤوليتنا تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين. اختبار الصواب والخطأ ليس دائمًا سهلاً، لكنه يُعتبر أداة فعّالة تقودنا نحو النجاح والتوازن في حياتنا.