يظن بعضهم أن مواجهة الفزع والضغوط النفسية، قد يتسبب في ظهور الشيب على الشعر، وبالرغم من توفر دلائل علمية تنفي هذا التصور، إلا أن هناك دراسات لعلماء ربطت بين الحالة النفسية والإصابة بالشيب، وتم إثبات أنه من أسباب ظهور الشيب قبل أوانه هي تكرر حالات الخوف والأزمات النفسية والمصائب التي يمر بها الشخص، وذلك نتيجة إنتاج مادة الأدرينالين وهي من المواد القاتلة لخلايا التلوين.
العلاقة بين الحالة النفسية والإصابة بالشيب
أكد العلماء عن ارتباط ظهور الشيب بالحالة النفسية، إذ أنه عندما يمر الشخص بحالة نفسية صعبة، فإن الخلايا الجذرية التي تعمل على منح بصيلات الشعر اللون الطبيعي تصبح تالفة.
وأكدت العديد من الدراسات أن للجانب النفسي تأثير على الشيب، فإن حالة الفزع قد تتسبب في إيقاف تكوين مادة الميلانين نتيجة تدني قدرتها على القيام بدورها المطلوب.
وفي بعض الحالات يكون ظهور الشيب مؤقت، إذ قد ترجع الخلايا الملونة إلى كفاءتها بعد اختفاء المثير، وبعدها يعود الشعر إلى لونه الطبيعي، أما كان التأثير على الخلايا الأم التي تنتج الخلايا، فإن فرصة رجوع تلون الشعر تكاد مستحيلة.
بالرغم من عدم اتفاق بعض العلماء في الماضي لموضوع ظهور الشيب، كاستجابة للتعرض للضغوط النفسية، قدم علماء حديثاً أدلة علمية تربط الضغط النفسي بالشيب.
وعلى عكس دراسة قديمة على فئران التجارب، أكدت أن الشعر الذي أصبح لونه أبيض لا يرجع بصورة طبيعية للونه السابق مرة ثانية، وفوجئ الخبراء بأن عند اختفاء مسببات الأزمات النفسية يمكن للون الأبيض أن يزول ليرجع لون الشعر كما كان.
وبمشاركة 14 مشترك، قام الباحثون بتتبع التغيير في لون شعر كل مشترك، ومستوى ما يواجه بشكل أسبوعي من ضغوط، ليتتبع الباحثين تغير الشعر الأبيض لدى بعض المشتركين للونه السابق بصورة تدريجية، وذلك بالتزامن مع تراجع ما واجهوا من ضغوط نفسية.
كما أن الشعر خلال وجوده في البصيلات تحت الجلد يكون ذو استعداد للتأثر بالحالة الجسدية والمزاجية، والهرمونات التي يفرزها الجسم بدافع الضغط العصبي.
إن فهم الطريقة التي تسمح للشعر الأبيض بالرجوع إلى لونه الطبيعي، يمكن أن يقدم أدلة بخصوص قابلية الإنسان للتقدم بالعمر بصورة عامة وتغير لون شعره، وطريقة التأثر بالضغط العصبي والتأثير على لون الشعر.