ثنائي القطب هو اضطراب نفسي يتميز بتقلبات مزاجية حادة بين فترات من الهم والاكتئاب وفترات من الهيمنة والانفعالات المرتفعة، يعاني الأشخاص الذين يعانون من ثنائي القطب من تغييرات في مزاجهم وسلوكهم تتراوح من الحالة القمة إلى الحالة القاع والعكس في فترات قصيرة، وفيما يتعلق بسؤال إذا ما كانوا يشعرون بالتعاطف أو لا، يمكننا أن نقول أن هذا السؤال يعتمد على السياق والحالة النفسية للشخص المصاب بثنائي القطب.
التعاطف عن مرضى ثنائي القطب
أولاً وقبل كل شيء، يجب أن نفهم أن الأشخاص الذين يعانون من ثنائي القطب يمرون بتجارب نفسية شديدة وتقلبات في مزاجهم تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية. في الفترات الانفعالية القمة (المعروفة باسم الانفعالات الكبرى)، قد يكون الشخص أكثر عرضة للعدوانية أو التصرفات الجارحة نتيجة لارتفاع مستويات الطاقة والتفاؤل الزائد. وفي الفترات القاعية، قد يشعر بالحزن الشديد والتعب العميق.
عندما يكون الشخص في فترة انتكاسية (حالة قاعية)، قد يكون من الصعب عليه التعبير عن التعاطف أو فهم مشاعر الآخرين بشكل جيد. قد يكون مرتبكًا أو منغلقًا نفسياً وغير قادر على تقديم الدعم العاطفي للآخرين. ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه لا يشعر بالتعاطف، بل يمكن أن يكون ذلك صعبًا في تلك اللحظات.
من الجدير بالذكر أن ثنائي القطب قد يتطلب علاجًا مناسبًا، بما في ذلك العلاج الدوائي والدعم النفسي. عندما يتلقى الشخص العلاج اللازم ويكون في حالة ثابتة أو في فترة من الاستقرار، يمكن أن يشعر بالتعاطف ويقدم الدعم العاطفي للآخرين بشكل أفضل.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نفهم أن الأشخاص ثنائيي القطب هم أفراد معقدين يمرون بتجارب مختلفة، وبالتالي يمكن أن يختلف تصرفهم ومشاعرهم تبعًا للظروف والعوامل البيئية والعلاج التي يتلقونه. لذلك، يجب على المجتمع توفير الدعم والتفهم لهؤلاء الأشخاص وعدم الحكم عليهم بسرعة.
في الختام، يمكن لأشخاص ثنائيي القطب أن يشعروا بالتعاطف، ولكن ذلك يعتمد على الحالة النفسية والعلاج الذي يتلقونه في الوقت الحالي. تقدم الدعم والتفهم لهؤلاء الأفراد يلعب دورًا مهمًا في تحسين جودة حياتهم وتقليل العواقب السلبية لاضطرابهم النفسي.
