هل يمكن التواصل دون الحاجة إلى أساسيات لغة الجسد؟
قد نتمكّن من التواصل الفظي عبر الكلام وحده، ولكنّ هذا التواصل منقوص ولا يحمل أي قيمة ولا يوجد له قيمة جمالية، فلغة الجسد تمكنّنا من أن نضفي جمالية لا يمكن وصفها على الكلام المنطوق وخصوصاً إذا توافقت معه لغة الجسد، فلغة الجسد تمكّننا من القدرة على فرز الكلام الصحيح من الكلام الكاذب، ونستطيع من خلال قراءة لغة جسد الآخرين أن نحصل على سماتهم النفسية والفكرية، وأن نعرف الحالة التي تمثّلهم في ذلك الوقت من حزن أو خوف أو قلق أو غضب إلى غير ذلك، فلغة الجسد حاجة لا يمكن الاستغناء عنها.
ما الغاية من استخدام لغة الجسد؟
نحن نتواصل عن طريق الكلام المنطوق وغير المنطوق المتمثّل بلغة الجسد بكلّ ذاتنا، وفي جميع أنشطتنا، بكلّ الوسائل المتاحة لتبادل المنفعة وتحقيق الأهداف، حيث يعدّ الاتصال الإنساني جانباً مهمّاً في الحياة وأداة فعّالة من أدوات التغيير والتطوير والتفاعل بين الأفراد والجماعات، ويلعب دوراً مهمّاً في التطوّر والتغيّر الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، فكلّما اتسعت وتنامت خطوات التغيير والتطوّر، اتسعت وازدادت الحاجة إلى المعلومات والأفكار والخبرات، وبالتالي إلى قنوات الاتصال لنقلها وإيصالها إلى الأفراد والجماعات على شكل لغة منطوقة ولغة جسد غير منطوقة.
الحياة كلّها اتصال لفظي منطوق وغير منطوق عبر لغة الجسد، فمجالات مختلفة مختلفة من أحداث الاتصال تغطّي مدى واسع منها، وتُنقل خلال الاتصال رسائل مختلفة وشديدة التنوّع، قد تكون قصيرة جدّاً، وأخرى طويلة جدّاً قد تغطي سنوات، فالاتصال بشقيه اللفظي وغير اللفظي عبر لغة الجسد حاجة نفسية واجتماعية أساسية لا غنى عنها للإنسان، إنها تبدأ منذ اللحظات الأولى في حياة الإنسان وتستمر مع استمرار الحياة، مما يعني توافر إمكانيات الحياة والنماء والارتقاء والتقارب والتفاعل مع الآخرين والعيش معهم بانسجام ، ومشاركتهم الآمال والأفكار والأحاسيس.
أمّا الإخفاق في الاتصال اللفظي وغير اللفظي المتمثّل بلغة الجسد؛ فيعني القهر والقلق والكبت والانعزال والانفصال عن الآخرين والابتعاد عنهم، بحيث يصبح الشخص منعزلاً أشبه ما يكون بالميت، كونه غير قادر على الاتصال الحقيقي الإيجابي عبر لغة جسد واقعية تفاعلية مع الآخرين.