هل يمكن لأحداث الماضي أن تؤثر على لغة الجسد في الحاضر؟

اقرأ في هذا المقال


هل يمكن لأحداث الماضي أن تؤثر على إشارات لغة جسدنا الحالية؟ أجل، بالطبع يمكنها ذلك، فنحن عبارة عن كائنات تمشي وتتنفّس وتعبّر عن خبراتها ومعتقداتها الماضية، والتي بدورها تتداخل في الطرق التي نعبّر بها عن أنفسنا شفهياً أو عن طريق لغة جسدنا على السواء بوعي منّا أو بدون وعي، فأحداث الماضي تكسبنا الخبرة والأسلوب الذي تستقرّ عليه عقولنا والتي بدورها تعطي الإشارات اللازمة للجسد لتساندنا في إفهام الآخرين لغتنا المنطوقة على شكل لغة جسد.

هل تتشكل لغة الجسد بالتأثر بأحداث الماضي لتصبح عادة؟

ماذا لو كان هناك شيء في الماضي لا نتذكّره كحياة كاملة على سبيل المثال؟، إنّ معالجو العصر الحديث الذين قاموا بإجراء تجارب تجسيد باستخدام التنويم المغناطيسي على أشخاص يريدون استرجاع ذكريات حياة ماضية قد عاشوها، يقومون أحياناً بشرح الأمور التي نقوم بها، بما فيها الطريقة التي نستخدم فيها لغة أجسادنا بوسائط اتصال على أنها أمور قد عشناها في الزمن الماضي وأنّه من الممكن أن تؤثر الحياة الماضية على مشاعرنا الحالية، والتي يمكنها أن تؤثر بشكل مباشر على لغة جسدنا وفقاً لبعض فلسفات العصر الحديث لتصبح عادة لا يمكن التنازل عنها.

الماضي تجربة وخبرة مكتسبة يصعب تغييرها أحيانا في دلالات لغة الجسد:

نحن كثيراً ما نتخيّل أنفسنا من عائلات وكأننا ذوو سلطان أو جاه وأنّ هذا الأمر يجب أن يتجسّد في لغة جسدنا الحاضرة، حيث ستكون لغة الجسد دالّة على الثقة الشديدة بالنفس مثل الوقفة المستقيمة وطريقة المشي المتوازنة المنتظمة والرأس المرفوع لأعلى والذقن الذي يميل أيضاً لأعلى، والتواصل البصري المباشر في كلّ الأوقات، وكلّ هذه الأمور نتجت بسبب اعتبارات نعتقد أنه يتوجّب علينا أن نطلبقها على أرض الواقع لتثبت صحّة اعتقادنا عن الماضي.

بعض الأشخاص يخرجون من أرحام أمهاتهم وهم يتمتعون بلغة جسد تدلّ على ثقة فائقة بالنفس، وآخرون يولدون بلغة جسد تظهرهم خانعين، وعلى الرغم من محاولة الأباء والمعلمين والزملاء للتغيير من حدّة ذلك التطرّف في لغة الجسد كنمط سلوك مغاير، فإنّه في كثير من الأحيان لا يمكن تغيير تلك السلوكيات الدالّة على لغة جسد مختلفة، وهنا يكون هؤلاء قد ورثوا واكتسبوا عادات سلوكية ولغة جسد يصعب التنازل عنها وتبقى رفقتهم حتى نهاية الأمر.


شارك المقالة: