يعتبر علم النفس من أهم المواضيع التي أبهرت الأكاديميين وعلماء المفس والجمهور على حد سواء، يبدو أنه يقوم بسد الفجوات بين العلم والروح البشرية؛ عند مناقشة تطبيقات علم النفس؛ وصف البروفيسور يوهان لو علم النفس بأنه محور العلم الذي يربط تقريباً جميع العلوم البيولوجية والاجتماعية والرياضية والسلوكية، مما يجعله أحد المجالات الكبيرة والمتنوعة بشكل لا يصدق، لفهم مدى اتساع وعمق علم نفس الموضوع حقاً، دعنا نلقي نظرة فاحصة على بعض وجهات النظر في مجالات علم النفس.
وجهات نظر نفسية في مجالات علم النفس:
هناك العديد من وجهات النظر أو وجهات النظر المختلفة حول كيفية التفكير في السلوك البشري وتفسيره، سواء كنا تتحدث عن سيغموند فرويد أو أبراهام ماسلو، فقد كان هناك العديد من الآراء المختلفة حول سبب تصرف البشر بالطريقة التي يتصرفون بها، في هذه المرحلة من علم النفس الحديث، تم تقسيم وجهات النظر المختلفة حول السلوك البشري إلى ثمانية وجهات نظر مختلفة؛ بيولوجية وسلوكية ومعرفية وإنسانية وديناميكية نفسية واجتماعية ثقافية وتطورية وحيوية نفسية.
المنظور البيولوجي:
لفهم ما يدور حوله المنظور البيولوجي (المعروف أيضاً باسم منظور علم الأعصاب)، علينا ببساطة إلقاء نظرة على الاسم؛ يبني علماء النفس الحيوي تفسيراتهم للسلوك البشري فقط فيما يتعلق بالعمليات البيولوجية للفرد، الأسباب الثلاثة الرئيسية لأفكارنا وسلوكياتنا من منظور بيولوجي هي جيناتنا وهرموناتنا وناقلاتنا العصبية، هذا يعني أن سلوكياتنا ليست خيارنا، لكنها نتيجة لخلفيتنا الجينية ونظامنا العصبي ونظام المناعة.
يشرح عالم النفس الذي يبحث من خلال المنظور البيولوجي سلوك الفرد المنفتح نتيجة لتركيبه الجيني من والديه، والتأثير اللاحق لتلك الجينات على بعض النواقل العصبية في دماغهم.
المنظور السلوكي:
يعتمد السلوكيون والمنظور السلوكي بشكل عام على السلوكيات والأفعال التي يمكن ملاحظتها؛ على عكس بعض وجهات النظر الأخرى، فإن المنظور السلوكي لا يهتم بالعمليات المعرفية لأنها لا يمكن ملاحظتها، يشرح المنظور السلوكي السلوك من خلال التكييف (مثل التكييف الكلاسيكي)؛ في الأساس سيقول عالم النفس السلوكي أن كل السلوك قد تم تعلمه.
كما يشرح عالم النفس السلوكي السلوك الانطوائي للفرد من خلال ما كافأه أو عاقب عليه في الماضي ربما تمت معاقبة الفرد في الماضي لمحاولته توسيع دائرته الاجتماعية أو تمت مكافأته بطريقة ما على الانسحاب من التفاعل الاجتماعي.
المنظور المعرفي:
على عكس المنظور السلوكي فإن المنظور المعرفي يدور حول عملياتنا المعرفية، ينظر عالم النفس المعرفي إلى سلوك الفرد كنتيجة للطريقة التي يفسر بها الفرد الأحداث والأحداث التي تدور حوله ويدركها ويتذكرها، بشكل أساسي لفهم سلوك الفرد وأفعاله، علينا أن نفهم كيف يتعاملون مع العالم من حولهم وأيضاً لماذا يعالجونه بالطريقة التي هم عليها، تعتمد هذه النظرية بشكل كبير على الذاكرة والإدراك أيضاً.
بالنسبة للفرد ذو السلوك الانطوائي، فإن عالم النفس المعرفي ينظر إليه على أنه كيف يفسر الفرد المواقف الاجتماعية التي يتم وضعها فيها؛ ربما يفسر الفرد الأشخاص الذين يطرحون أسئلة حول حياتهم على أنها تصدر أحكام، لذلك ينسحبون من التفاعل الاجتماعي.
منظور إنساني:
كان المنظور الإنساني مستوحى في الغالب من أبراهام ماسلو وكارل روجرز، اللذين شددا على وجهة نظرهما النفسية حول الإرادة الحرة والاختيار الفردي، يعتمد المنظور الإنساني العام أيضًاً بشكل كبير على التسلسل الهرمي للاحتياجات لماسلو؛ يعد التسلسل الهرمي للاحتياجات لماسلو نظرية مهمة جداً في علم النفس، تنص هذه النظرية بشكل أساسي على أنه لكي يصل الشخص إلى إمكاناته الكاملة، يحتاج إلى اكتساب كل خطوة من الخطوات أو الاحتياجات الخمس، إنها بالترتيب الاحتياجات الفسيولوجية واحتياجات السلامة واحتياجات الحب والانتماء واحتياجات التقدير واحتياجات تحقيق الذات.
بشكل عام ينظر المنظور الإنساني إلى السلوك البشري ككل وأننا نتحكم فيه ونختار غالبية سلوكياتنا، مثال على كيفية تعامل عالم النفس الإنساني مع شيء ما هو أنه قد يقول إن الشخص المنطوي قد يختار الحد من دائرته الاجتماعية؛ لأنهم يجدون أن احتياجاتهم يتم تلبيتها بشكل أفضل مع مجموعة أصغر من الأصدقاء، نقد لهذا المنظور هو أنه من الصعب اختباره بالتجارب ومن خلال المنهج العلمي.
المنظور النفسي الديناميكي:
يعتمد منظور الديناميكا النفسية أو التحليل النفسي بشكل كبير على كيفية تأثير الماضي على الحالات النفسية للفرد، يعتقد علماء النفس الذين يستخدمون هذا المنظور أن عقلنا اللاواعي على غرار فرويد؛ هو الذي يتحكم في غالبية إدراكنا وسلوكنا، هناك طريقة أخرى لشرح هذا المنظور وهي أن علماء النفس الديناميكي يعتقدون أن سبب أي شيء يفعله الفرد له علاقة بشيء ما في الماضي.
للتغلب على شيء ما في الوقت الحاضر، على الفرد ببساطة أن يفهم ما حدث له في الماضي، هذه واحدة من أبسط وجهات النظر ولكنها من أكثر وجهات النظر إثارة للجدل، باستخدام نفس المثال سيشرح عالم النفس الديناميكي النفسي أن الشخص الانطوائي الذي يحد من تفاعلاته الاجتماعية يرجع إلى إحراج الطفولة أو القلق من التفاعلات الاجتماعية.
المنظور الاجتماعي والثقافي:
بالنسبة للمنظور الاجتماعي والثقافي ينظر علماء النفس إلى سلوك الفرد بناءً على تأثير ثقافة الفرد، بشكل أساسي ينظر هذا المنظور في كيفية تفاعل الأفراد مع مجموعاتهم الاجتماعية والثقافية، كذلك كيفية تأثير هذه المجموعات على سلوك الفرد، سيبحث عالم النفس الاجتماعي الثقافي في سلوك الفرد الانطوائي أو المنفتح نتيجة للقواعد الثقافية للتفاعل الاجتماعي، قد يبدو الشخص انطوائي ولكنه في الواقع يتبع المعايير الاجتماعية التي تعلموها من ثقافتهم.
المنظور التطوري:
يعتمد المنظور التطوري على نظرية تشارلز داروين في الانتقاء الطبيعي، لذا فإن أفكار الفرد وسلوكياته تستند إلى ما يمنحه أفضل فرصة للبقاء؛ بالتالي فإن السلوكيات التي تعطي أفضل فرصة للبقاء تنتقل إلى أجيال أخرى، يشرح عالم النفس التطوري السمة السلوكية المنفتحة على أنها ميزة تطورية، إذا كان شخص ما منفتح فيمكنه تكوين صداقات وحلفاء يمكنهم حمايته وزيادة فرصهم في البقاء على قيد الحياة.
المنظور البيولوجي النفسي الاجتماعي:
المنظور البيولوجي النفسي الاجتماعي هو بالضبط ما يبدو عليه؛ إنه نهج متكامل يستخدم المنظور البيولوجي والنفسي والاجتماعي والثقافي لتحديد أسباب السلوك والعمليات المعرفية، هذا المنظور هو نهج أكثر شمولية لفهم السلوك وينسبه إلى أسباب متعددة بدلاً من نهج محدد مثل وجهات النظر الأخرى، سيبحث عالم النفس الذي يتبع هذا المنظور في السلوك الانطوائي نتيجة لعلم الوراثة والعمليات البيولوجية أو التجارب السابقة غير المحققة أو الأعراف الاجتماعية الثقافية أو مزيج من الثلاثة.