وسائط التعلم في رياض الأطفال لصعوبات التعلم

اقرأ في هذا المقال


تتنوع الوسائل والوسائط التي تستخدم في رياض الأطفال للأطفال ذوي صعوبات التعلم، منها ما له علاقة بإدارة الوقت والاكتشاف والتعلم من خلال اللعب والتعلم بالملاحظة والاستنتاج والتعلم بالحوار والمناقشة والتواصل اللغوي وتنظيم مصادر التعلم ووسائطه وغيرها.

وسائط التعلم في رياض الأطفال لصعوبات التعلم

1- التعلم من خلال اللعب

لقد كثر الحديث عن ضرورة اللعب مثل أسلوب للتعلم على اعتبار أن جميع ما يقوم به الطالب في الروضة، هو عبارة عن لعب يؤدي إلى الملاحظة ويؤدي إلى الاستنتاج، وكذلك الاكتشاف والابتكار إضافة إلى حل المشكلات، ويقصد باتخاذ اللعب أسلوب للتعلم والتعليم هو أن يتم استغلال النشاط الفطري للطالب، إن للعب دور هام في تحقيق أهداف المنهج في مختلف جوانب النمو، فعن طريق اللعب يجمع التلميذ معلوماته ويقوم بمعالجتها ويكتسب مهارات عقلية حديثة وهو يمارس مهارات قد سبق له اكتسابها.

وفي جانب اللعب تتطور قدرة التلميذ على استيعاب الرموز وتوظيفها في ابتكار رموز، وفي ابتكار علاقات يقوم بتوظيفها في فهمه المتنامي لطبيعة الأشياء، ويعني أن للعب وظيفة ضرورية في تطوير الابتكارية وتنمية المرونة، أما من الجانب الاجتماعي فإن اللعب يقوم بمساعدة الطفل على استيعاب وفهم وتجريب أدوار اجتماعية متنوعة، ويوجد اللعب الحركي الذي يؤدي دور ضروري في تطوير مهارات الطالب الجسمية ومهاراته الحركية.

وأيضاً عدا ما يقدمه من فرص بهدف التخلص من القلق والتخلص من التوتر، وإضافة إلى التعبير عن المشاعر بأنواعها المختلفة، ونجد أن الروضة كانت قائمة على اللعب وقائمة كذلك على الجولات في الطبيعة ومع صدور حركة التربية التعويضية انقلب الوضع إلى تعليم مباشر؛ يهدف إلى استغلال السنوات الأولى في تطوير القدرات العقلية قبل فوات الأوان، وقبل فشل الأفراد في التعليم الابتدائي ورفع شعار اللعب لا يكفي، ولكن بعد صدور النتائج غير المشجعة للتعليم المباشر، وبعد أن تبين عدم تحقيق أي تقدم في إبعاد الفشل عن التلاميذ عاد الأفراد التربويون إلى رياض الأطفال التقليدية ولكن عادوا بشكل حديث.

2- التعلم بالملاحظة والاستنتاج

يتعلم التلاميذ الصغار الملاحظة ويعمل هذا على التحسين من إمكانياتهم على جمع المعلومات عن بيئتهم، وتعد هذه خطوة أولية تجاه تحليل المعلومات، وتجاه معالجتها حتى تتوصل إلى بناء محكم من المعرفة؛ وهدفه تسهيل استيعاب وفهم العالم الذي يحيط بهم والتفاعل معه، وكلما كانت الملاحظات دقيقة أدى إلى أن تكون  الاستنتاجات المبنية عليها أكثر دقة، وتعتمد الاستنتاجات التي تم بنائها على الخبرة الحسية المباشرة مع الأشياء في الطبيعة على التفكير الاستقرائي الذي يؤدي في أغلب الأحيان إلى أن يتم تكوين المصطلحات والمفاهيم وحل المشكلات.

3- التعلم بالاكتشاف

يؤكد بعض العلماء على أن الإنسان يوجد لديه دافع داخلي حتى يتعلم، وذلك لأنه يريد أن يجعل لما يلاحظه وان يجعل لما يجربه في بيئته معنى، وتبعاً لذلك يكون للتعلم مكافأته الشخصية، فلا يكون الأشخاص بحاجة إلى تعزيز خارجي كما هو موجود في المدرسية السلوكية، ويحتاج التلميذ إلى المساعدة حتى يصل إلى الاكتشاف ولمساعدة الفرد المتعلم على الاكتشاف يوجد قواعد رئيسية.

يرى بعض العلماء أنه لابد من أن يتم مراعاتها العديد من الأمور ومنها، أن يحتوي المنهاج على مجموعة أفكار أساسية، وأن يحتوي كذلك على القواعد العامة يمكن تقديم أي موضوع للتلميذ، ولكن بشرط أن يعرض عليه بأسلوب يراعي درجة نموه الفكري، ويحتاج تلميذ الروضة إلى المحسوسات، ويحتاج كذلك إلى الخبرات الحسية المباشرة، وأهمية أتباع طريقة المنهج اللولبي أو المنهج الحلزوني، ولتحقيق أحسن النتائج في عملية الاكتشاف يتم تشجيع التلاميذ على عقد المقارنات وتشجيعهم على إعادة تنظيم المعلومات حتى يتم الوصول إلى تخمينيات ذكية تكون أقرب إلى الاستبصار.

4- التعلم بالحوار والمناقشة والتواصل اللغوي

ويعتبر من أنسب استراتيجيات التفاعل اللفظي مع التلاميذ خلال  السنوات الأولى، وذلك لمجموعة أسباب وهي يتمكن التلاميذ قبل سن السادسة أن يتلقوا المعلومات بشكل أدق، إذا كانت موجهة إليهم بصورة شخصية وتستعمل المدرسة في الحوار لغة يستوعبها التلميذ الذي تحاوره، ويلعبه الحوار دوراً ضرورياً في تنمية وتطوير التفكير والارتقاء بتفكير التلاميذ وبلغتهم وتعويدهم على أسلوب التفكير المنطقي.

وتعويد التلاميذ كذلك على  أساليب وطرق الحوار والنقاش وكذلك على طرح الأسئلة، وتقبل وجهات النظر المتنوعة إضافة إلى عدم الاستهزاء بأي منها، وتشجيع الأطفال الخجولين والقيام بدور القائد خلال الحوار وإنهائه بصورة ملائمة.

5- تنظيم بيئة التعلم

وهو ما يطلق عليه بمراكز الاهتمام أو ما يعرف بالأركان التي يجب تواجدها في غرفة النشاط، ويجب أن تكون الأركان عبارة عن وسيط للتعلم وليس عبارة عن هدف في حد ذاته، کما تتعلق فكرة وجود الأركان أو فكرة وجود مراكز التعلم بمبدأ التعلم الذاتي وإعطاء الفرصة للتلميذ لعمل اختبارات في جانب تعلم شامل، باستعمال نظام اليوم المتكامل، ولا نقصد بالبيئة التعليمية غرفة النشاط لوحدها بل كل مرافق الروضة، مثال على ذلك ساحات اللعب أو الحدائق إضافة إلى مكتبة الروضة وقاعة الموسيقى أو المرسم، ويفترض أن تكون كل همه المرافق متاحة للتلاميذ لاستعمالها في أنشطتهم المختلفة.

6 – تنظيم الوقت

من المتعارف أن الروضة تعمل بنظام اليوم المتكامل، ولكن يفترض ان يتم وضع نظام البداية اليوم ووضع نظام لوسطه إضافة إلى نظام لنهايته يعرف معه التلميذ ما هو المتوقع منه فيحس بالأمان، وفي ذات الوقت يساعد المدرسة على حسن توزيع البرنامج اليومي، وذلك عن طريق وضع نموذج مثل من (15-10) دقيقة لاستقبال الأطفال واستقرارهم في أماكنهم (25-15) دقيقة يتم فيها التجمع إضافة إلى التهيئة النفسية والتهيئة العقلية للتلاميذ.

(40-30) دقيقة عبارة عن فترة أنشطة موجهة فردية أو موجة جماعية، تركز على المهارات اللغوية وعلى المهارات الرياضية، وكذلك المهارات العلمية (15-10) دقيقة يعيد فيها التلاميذ الأشياء التي استعملوها إلى أماكنها، ويذهبون إلى المرحاض (25-20) دقيقة يقوموا فيها باللعب في الهواء الطلق الحر، وباستعمال أجهزة الساحة الملائمة (25- 30) دقيقة فترة نشاط حر للأنشطة الفنية وللأنشطة الموسيقية، إضافة إلى اللعب الدرامي وكذلك الفك والتركيب.

و(20-15) دقيقة يتم فيها أنشطة جماعية أو مسابقات أو نشيد (15-10) دقيقة يتم فيها إعادة ترتيب غرفة النشاط، ويتم فيها التجمع حلق حول المدرسة في نهاية اليوم بالتأكيد أن التوقيت وأن الدقائق التي ذكرت ليست جامدة، بل تخضع لاهتمامات التلاميذ وامكانياتهم على الاستمرار في أنشطة بعينها.

7- تنظيم مصادر التعلم ووسائطه

يتعلق اختيارها بالمرحلة النهائية ولا يمكن أن يتم تقديم جميع الأنشطة بطريقة واحدة، ومن الممكن أن تكون تلك المصادر عبارة عن كتب مصورة أو عبارة عن موسوعات أو عن مراجع ومواد مبرمجة والأفلام بأنواعها، إضافة إلى الشرائح والشفافيات، کما تعمل فكرة تعدد مصادر المعلومات على عدد من المبادئ هي، التأكيد على التعلم الذاتي بدلاً من التأكيد على التعليم المباشر والتربية المتكررة وكذلك التعليم المفرد أو تفريد التعليم والاستعمال التكاملي لوسائط التواصل.

ومراعاة رغبات الأفراد ومراعات ميولهم في المشاركة، ولذلك لابد من توافر محتوى علمي ثرى ومحتوى علمي مختلف ومتنوع في مجالات المعرفة المتنوعة فمن دونه تصبح البرامج التي يتم تقديمها للتلاميذ سطحية، إن لم تكن مليئة بالأخطاء العلمية والأخطاء المنهجية، وهذا الأمر ذا ضرورة خاصة مع تلاميذ ما قبل المدرسة.

المصدر: 1- هدى سلام. صعوبات التعلم الشائعة برياض الأطفال. دار امجد للطباعة والنشر.الطبعة الأولى 2015.2- فاروق الروسان. مقدمة الاضطرابات الللغوية.دار الزهراء. الرياض. الطبعة الأولى. 3- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد. رقم الطبعة الأولى 2015. 4- خولا يحيى وماجدة عبيد. أنشطة للأطفال العاديين لذوي الاحتياجات الخاصة. دار المسيرة: عمان. الطبعة الأولى 2007.


شارك المقالة: