لا يعني الإصابة بمرض الزهايمر أنّ العالم قد انتهى أو أن المريض اقترب من الموت، فالكثير من الأشخاص قد أصيبوا بالمرض ومارسوا حياتهم بشكل قريب جداً من العادي، لكن مهم جداً أن نسرع في تشخيص الزهايمر، بالرغم من أنّ الطب لم يتوصل حتى اليوم لأسباب الزهايمر الحقيقية، مما يعني أنّه لا يوجد عقار أو مجموعة عقاقير يمكن أن تعالجه، فالأطباء يؤكدون أنّ مريض الزهايمر يحتاج لتفهّم من حوله لحالته.
علامات تدل على وجود مرض الزهايمر:
- فقدان الذاكرة: مهم جداً أن نقول بداية أنّ فقدان الذاكرة والحيرة التي تعتري البعض ليست جزء عادي من مرحلة الشيخوخة، فالنسيان مسألة طبيعية عند البشر لكن أن ينسى المرء أمر حدث للتو أو حديث سمعه قبل دقائق، كذلك شيئ قاله قبل دقائق وصار يكرره وكأنه يقوله للمرة الأولى.
- الانفعال وتقلب المزاج: طبيعي جداً أن ينفعل مرضى الزهايمر ويتقلب مزاجهم، فقد يتحركون باستمرار وينزعجون من أماكن معينة أو من مشاهدة أشخاص معينين، فقد يركزون حديثهم على تفاصيل غير مهمة، إنّ الأسباب كثيرة من بينها الخوف أو الحيرة والارتباك أو الضعف أو الشعور بالغضب، بسبب العجز عن فهم ما يدور حولهم، في ظروف معينة يمكن أن تزداد حالة الانفعال نتيجة لنقلهم مثلاً إلى دار العجزة.
- لا يمكن الحكم على الأشياء: يتخذ المصاب بالزهايمر قرارات سخيفة وليست مسؤولة أو مناسبة، حيث تعتبر خروج عمّا كان متعاد عليه، مثل أن يرتدي ملابس الصيف في فصل الشتاء أو ملابس الشتاء في فصل الصيف.
- صعوبة الأعمال العادية: يحتاج مرضى الزهايمر لوقت أطول من السابق في إنجاز المهام، فقد يجد صعوبات في إنجاز أعمال بسيطة سبق له أن أنجزها، حيث ينسى كيف يقلي البيض مثلاً أو كيفية إعداد القهوة أو الشاي، فقد يتطور الأمر لنسيان أماكن مألوفة أو أشخاص يعرفهم أو لعبة محببة كان يمارسها في السابق.
- التخطيط وحل المشاكل: مع تقدم الحالة يمكن أن يجد مرضى الزهايمر صعوبات في التركيز أو صعوبات في ممارسة نشاطات عادية، كما قد يجدو صعوبات في التخطيط أو تنفيذ خطة كان قد وضعها في السابق، مثل وضع قائمة بالمشتريات أو إعداد وجبة، بالرغم من وجود الوصفة والتفاصيل أمامه وبالرّغم من أنّ هذه الوجبة بالذات سبق له أن أعدها مئات المرات.
- المفاتيح والنظارات: يضع مريض الزهايمر مفاتيح السيارة أو مفاتيح البيت في الثلاجة، كذلك قد يضع ريموت التلفزيون في الحمام أو ينسى النظارات في المكان الخاطئ ، كما قد يكتشف أنَّ الأشياء الضائعة موجودة في أماكن غريبة، جميع هذه الأمور دليل قطعي على أنّ المرض قد وصل الى مراحل متقدمة.
- مهارات اللغة: مع تفاقم المرض تنخفض مهارات اللغة والتواصل مع الآخرين، فقد يتوقف المرضى عن الحديث قبل أن يكملو ما يريدون قوله ولا يعرفون كيف يكملونه؛ لأنَّهم نسيو ما كانوا يتحدثون عنه، فقد يجد المريض أثناء الحديث صعوبة في اختيار الكلمات المناسبة أو تسمية الأشياء بأسماء مختلفة، فقد يسمَّي السيارة تلفزيون أو يسمَّي غرفة النوم حمام أو مطبخ، كذلك قد ينادي أفراد عائلته بأسماء مختلفة؛ مثلاً الزوجة تصبح تلك السيدة أو هي.
- الضياع: تصل نسبة ضياع المصابين بمرض الزهايمر أو بالخرف خارج المنزل إلى 60%، فقد يتكرر الأمر، حيث أكدّ المتخصصون أنّ كل من القلق والخوف والحيرة والملل في فهم كل ما يرتبط بالزمان والمكان، هي السبب الأساسي في التجوال على غير هدى ومن ثمَّ الضياع.
- الترديد والتكرار: يردد المريض الكلمات نفسها أو يطرح الأسئلة نفسها، كما يكرر غسل الوجه والأيدي كل بضع دقائق؛ حيث أنّ كل هذه التصرفات تعتبر عادية عند مريض الزهايمر، قال الأطباء أنّ مثل هذه التصرفات قد تكون بسبب القلق أو الخوف أو الملل أو ربما لضمان الراحة والأمان.
- النظر في المرآة: تعتبر الرؤية من المشاكل المصاحبة لمريض الزهايمر، فقد يقف المرضى أمام المرآة مثلاً فيتصورون أنّ هناك شخص أو أشخاص آخرين يشاركونهم الغرفة بالرَّغم من أنَّهم يجلسون فيها وحيدين.
- أعمال بلا معنى: عندما يبدأ المرضى القيام بأعمال ليس لها أي معنى؛ مثل كأن فتح الجوارير وإغلاقها أو حزم الأمتعة ومن ثم إفراغها، كذلك المشي في الغرفة إياب وذهاب وكأنه يقيس الخطوات، كما يكرر طرح الأسئلة ذاتها أو تقديم الطلبات ذاتها؛ فهذه الأمور كلها دليل على أنّ الزهايمر قد تجاوز مرحلة البدايات، مثل هذه التصرفات قد تبدو سخيفة، لكنَّ الخبراء يقولون أنَّها تعبِّر عن حاجة المريض لأن يشعر بأنّه قادر على العمل والإنتاج وأنَّه مشغول دائماً.
- النشاطات الاجتماعية: طبيعي جداً أن يفقد مرضى الزهايمر اهتمامهم بكل من حولهم من أقارب وأصدقاء؛ فينسحبون من النشاطات الاجتماعية ومن الهوايات التي اعتادو ممارستها؛ لأنَّهم بكل بساطة يشعرون بالخجل والحيرة بسبب نسيانهم أسماء هؤلاء وأولئك، أو لأنَّهم نسو كيف مارسوا النشاطات التي كانوا يعرفونها.
- فقدان المبادرة: عندما يصبح مريض الزهايمر لا مُبالي ويفقد اهتمامه بالأنشطة والهوايات الاجتماعية، كما أنَّه ينسحب اجتماعياً؛ فكل هذه الأمور تدل على أنه يعاني من الاكتئاب كذلك، حيث انّ %40 تقريباً من مرضى الزهايمر مصابون بالاكتئاب، لسوء الحظ فتشخيص الاكتئاب في هذه الحالة غالباً ما يكون صعب جداً، إذ انّ ضعف إدراك المريض يجعل من الصعب عليه التعبير عن مشاعره.
- تمييز الأقارب والأصدقاء: مع تفاقم الحالة في الغالب يصبحون مرضى الزهايمر عاجزين عن تمييز أو التعرف على الأقارب والأصدقاء، من الممكن أن يميزوهم بشكل قليل ولكنهم يعاودون نساينهم بعد دقائق، بشكل عام ينسى المريض ما تعلمه وفي مرحلة تالية يعجز عن التعرف على الأقارب والأصدقاء.
- المهارات الحركية وحاسة اللمس: يقوم مرض الخرف بالتأثير على المهارات الحركية لمرضى الزهايمر وفي قدرتهم على ارتداء ملابسهم أو استخدام الملعقة أو الشوكة، لكن المشاكل الحركية مثل ظهور ضعف أو ارتجاف اليدين أو تنميل الأطراف أو فقدان الإحساس فيها، كلها قد تكون دليل على مرض آخر هو الشلل الرعاش.
- الملابس: إنّ مشكلة ارتداء وخلع الملابس يعاني منها جميع مرضى الزهايمر، حيث أكدّ المتخصصون في تفسيرها أنها تنجم عن شعور المريض بأنه يمتلك الكثير من الخيارات، أو أنّه نسي كيف يرتدي ملابسه، كذلك نسي كيف يثبّت الحزام حول خصره أو كيف يربط شريط حذائه، من أجل ذلك قد يرتدي الملابس ذاتها يومياً ناسياً أنّه ارتداها في اليوم السابق وما قبله أيضاً.
- النظافة الشخصية: من الممكن أن ينسوا مرضى الزهايمر أنّ عليهم الاهتمام بأنفسهم وبنظافتهم الشخصية، حيث ينسى مريض الزهايمر كيف يستحم أو يغسل وجهه أو كيفية تمشيط الشعر، كذلك قد ينسى كيفية استخدام الحمام فلا يعود يتذكر أنّه في حاجة لكل ذلك.
- الطعام والشراب: غالباً ما ينسى مرضى الخرف و الزهايمر أنه يجب عليهم أن يأكلوا ويشربوا؛ ذلك لأنّهم في الغالب ما يفقدون الشهية ويفقدون الرّغبة في الطعام والشراب، من الممكن أن ينسى مريض الزهايمر أنّه أكل أو شرب للتو فيعود للأكل مرات ومرات في اليوم الواحد، الغريب أنّ مريض الزهايمر قد يكره فجأة صنف من الطعام كان يفضله على غيره.
- كلمات غير مناسبة: مع وصول المريض لمراحل متقدمة، يفقد المريض سيطرته على لسانه، فيقول كلمات غير مناسبة أو في غير محلها، فقد ينسى أنّه متزوج ولديه أبناء وبنات أيضاً، كذلك يقوم بتصرفات غير لائقة كأن ينزع ملابسه في الأماكن الخاطئة، في الأسواق كثيراً ما يقوم مريض الزهايمر بتصرفات غير مقبولة، فيضع أغراض في جيوبه وينسى أنّه يتوجب دفع أثمانها.
- أوهام العظمة وجنونها: إنّ صفة الشك مسألة طبيعية جداً عند مرضى الزهايمر، حيث يشك المريض أنّ الآخرين يقومون بإخفاء أغراضه أو أنهم يقومون بسرقتها، فقد يتطور الأمر للشك في أنّ الآخرين يحاولون قتله أو إيذاءه لأنّه من الشخصيات المهمة، أمّا الهلوسة فهي من المسائل الشائعة عند مرضى الزهايمر، حيث يتوهمون أنّهم يرون أشياء أو يسمعون أصوات أو يشمون روائح معينة ليس لها وجود.
- عدوانية لفظية وجسدية: طبيعي جداً أن يصبح مريض الزهايمر عدواني فجأة في أقواله أفعاله، حيث أنّه يقوم بشتم من حوله ويصرخ عليهم، كذلك قد يتطور الأمر ويصل إلى التهجُّم والاعتداء الجسدي، يقول الأخصائيون في تفسير ذلك أنّ المريض يشعر بالإحباط والانزعاج بسبب عجزه عن التواصل مع الآخرين.
- مشاكل النوم: مثل ظهور بعض العلامات كالأرق والقلق والشرود الذهني، في الغالب تتفاقم مع انقضاء ساعات النهار، فقد يستمر مع مريض الزهايمر ليلاً فتظهر صعوبات في النوم، قال المختصّون في تفسير هذه الحالة، أنّ الإرهاق أو التغيرات التي تطرأ على الساعة البيولوجية، مع عدم القدرة على التمييز بين الحقائق والأحلام، إضافة إلى نقص الحاجة للنوم والتي تحدث مع التقدم في السن.