تتغير العديد من الأشياء في الحياة عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب، برغم أنَّهم قد لا يلاحظون التغيرات، إلّا أنَّ الاكتئاب قد يؤثر على دماغهم بأشكال مختلفة، هذه التغيرات التي يتعرض لها الجسم تنتج عن اختلالات كيميائية، فأحياناً يظن الفرد أنّها حالة عاطفية تؤثر على المشاعر والمزاج فقط، لكن من يعاني من حالة اكتئاب يتعرض لعدد من التغيرات الفسيولوجية والكيميائية، التي تؤثر على الدماغ بشكل كبير، كذلك على الصحة النفسية.
كيف يؤثر الاكتئاب على الدماغ:
تقلص الحصين:
يعد الحصين الجزء المركزي للمخ، فهو مسؤول عنحفظ الذكريات وتنظيم إنتاج الكورتيزول، يسمى أيضاً بهرمون القلق والسعادة، فعندما يعاني المصاب من ضغط جسدي أو نفسي، بما في ذلك الاكتئاب، يقوم الجسم بإفراز الكورتيزول ليحاول تقليل تأثير هذا الضغط، لكن عندما تزداد مستويات الكورتيزول بشكل مفرط، تسبب اختلالات كيميائية، فيقل إنتاج الخلايا العصبية ويتقلص الحصين.
تقلص القشرة الجبهية:
توجد القشرة الجبهية في الجزء الخارجي من المخ، فهي مسؤولة عن تنظيم مشاعر الفرد وخلق الذكريات، كما يمكن أن يتقلص حجم القشرة الجبهية بسبب ارتفاع مستوى الكورتيزول، حيث أشار المتخصصون بأنّ ذلك هو ما يسبب اكتئاب مع بعد الولادة للعديد من النساء.
التهاب لوزة المخيخ:
توجد لوزة المخيخ في جزء الدماغ السفلي، تعمل لوزة المخيخ على تنظيم المشاعر، مثل الاستمتاع والفرح والخوف وغيرها، حيث يمكن أن يؤدّي ارتفاع مستوى الكورتيزول إلى التهابها، فيجلعها أكثر نشاط، فتؤدي إلى صعوبة الفرد على النوم، كذلك يظهر أنماط سلوكية غير طبيعية، إلى جانب ذلك، عندما تتنشط اللوزة المخيخية بشكل مبالغ فيه، تفرز أجزاء الجسم الأخرى هرمونات أكثر من المعتاد، ممّا يؤدي إلى العديد من المضاعفات الصحية.
نقص الأكسجة:
يوجد الكثير من المؤثرات المباشرة على الدماغ التي تؤدي إلى الاكتئاب، يوجد كذلك العديد من التغييرات غير المباشرة، فقد أشارت العديد من الأبحاث أنّ الكفاءة الخاصة بعملية الأكسجة تنخفض عندما يعاني الفرد من حالة اكتئاب، لكن لا تعمل إلا إذا كان ذلك نتيجة التغيرات في أنماط التنفس أو حدوث شيء آخر، فانخفاض مستوى الأكسجين يؤثر على الخلايا في جميع أجزاء الجسم، فخلايا المخ بشكل خاص من الممكن أن تعاني من تلف كبير أو تموت.
