أهمية الطفيليات للإنسان

اقرأ في هذا المقال


تُسبب الطفيليات العديد من الأمراض للإنسان والكائنات الحية الأخرى، وعلى الرغم من أن هذه الطفيليات التي تضم الأوليات والديدان وبعض مفصليات الأرجل قد تكون ضارة أو قاتلة إذا لم يتم عالجها، إلا أن هناك العديد من الفوائد التي قد تجنيها الكائنات الحية الأخرى من تطفلها عليها، ولعل من أهم هذه الفوائد هو وجود طفيليات ساكنة طبيعياً في أجسام الكائنات الحية الأخرى بما فيها الإنسان، وتسمى طفيليات النورمال فلورا التي تضم بعض من الأميبات والسوطيات وغيرها.

أهمية الطفيليات للإنسان

يمكن أن يكون للطفيليات بعض التأثيرات المفيدة على العائل البشري، وهذه التأثيرات هي:

1- تخفف الطفيليات من حساسية الربيع

  • يجلب فصل الربيع لبعض الناس الحساسية من حبوب اللقاح، والتي ينتج عنها العطاس والحكة وسيلان الأنف واحمرار العيون وغيرها من الأعراض.
  • بسبب تلك الحساسية والتي كان يعاني منها الباحث جون تورتون قام بإصابة نفسه عن عمد بالديدان الخطافية الطفيلية، وقام بعلاج نفسه، وذكر بعد ذلك في أن ردود أفعاله التحسسية قد انخفضت خلال العامين اللذين عاش فيهما هذه الديدان الطفيلية بداخل جسمه.

2- تقلل الطفيليات من أعراض بعض الأمراض

  • أفاد باحثون في مجلة العلوم (Science) إلى أن الديدان الطفيلية تقلل من أعراض مرض القولون العصبي (IBS) لدى الفئران، فقد ساعدت الأمعاء في جسم الفئران على الحفاظ  على البكتيريا المهيجة عند مستويات يمكن التحكم فيها.
  • كما وجد هؤلاء الباحثون أن العدوى المزمنة بطفيل مشابه للديدان المستديرة قد أعاد تكوين المخاط والخلايا داخل الأمعاء.
  • أشاروا أيضاً إلى أن مرض التهاب الأمعاء أصبح أكثر شيوعاً مع تراجع الالتهابات الطفيلية في العالم المتقدم؛ أي أن التقليل من العدوى بهذه الديدان قد ساهم في نشر التهاب الأمعاء بشكل أكبر.
  • كما تم إجراء تجربة سريرية في أوروبا للتحقق فيما إذا كانت بعض أنواع العدوى الطفيلية يمكن أن تحمي من مرض التصلب المتعدد (MS)، وكانت التجربة مستوحاة من دراسة سابقة في الأرجنتين، فقد وجدت هذه الدراسة أن الأشخاص المصابون بمرض التصلب المتعدد والذين قد أصيبوا بطفيليات الأمعاء، يعانون من أعراض أقل وأكثر اعتدالًا لهذا المرض.
  • تقول إحدى النظريات أن الديدان الخطافية تحفز الخلايا التائية في جسم الإنسان، والتي تبقي الالتهاب تحت السيطرة، أو من الممكن أن تسبب الطفيليات تغييرات في الفلورا المعوية التي تخفف بطريقة ما أعراض التصلب المتعدد.
  • تشير نتائج أخرى إلى أن بعض الأنواع الطفيلية يمكن أن تقلل من مرض كرون ومرض السكري من النوع الأول وحتى التهاب المفاصل.

3- تساعد الطفيليات في التئام الجروح

  • تنتج ديدان المتورقات الكبدية نوعاً من البروتين يسمى الجرانولين، وهو بروتين يعمل على تكاثر الخلايا بشكل سريع والذي يمكن أن يتسبب في سرطان القناة الصفراوية، ولكن الخلايا التي تتكاثر بسرعة يمكن أن تسد الجروح، لذا فإن هذه الديدان عندما تأكل داخل العائل، فإنها تقوم بإنتاج هذا البروتين مما يؤدي إلى شفاء الجروح.
  • لقد وجد العلماء أن عامل النمو الجرانولين يسرع من التئام الجروح، ويبدو أنه يساعد في نمو الأوعية الدموية، ويمكن استخدامه لعلاج قرح مرض السكري والشقوق الجراحية.

4- تقوي الطفيليات جسم الإنسان

  • عندما تقيم ديدان السيستودا أو التريماتودا أو النيماتودا  معسكراً في الجسم، فإنها تمنح جهاز المناعة لدى العائل دفعة قوية، حيث يهاجم الجسم هذه الديدان بينما يصدر أوامر في نفس الوقت لضمان عدم خروج الاستجابة المناعية عن السيطرة.
  • هذا يعني أنه عند إصابتك الإنسان بعدوى الطفيليات فإن جهازه المناعي يكون أكثر نشاطاً من المعتاد، ويكون أكثر قدرة على التعامل مع الأجسام الغريبة الأخرى مثل حبوب اللقاح أو البكتيريا أو غيرها.

5- تزيد الطفيليات من خصوبة الإنسان

  • اقترحت دراسة نُشرت في مجلة العلوم (Science) أن الإصابة بالديدان المستديرة قد تجعل المرأة أكثر خصوبة.
  •  قام  عالم الأحياء آرون بلاكويل بدراسة بيانات ما يقرب 1000 امرأة في احدى القرى مع معدل إصابة طفيلية لهن بنسبة 70 في المائة، ونتج عن هذه الدراسة أن النساء في هذه القرية اللواتي لم يستخدمن وسائل منع الحمل، كان لديهن في المتوسط ​​تسعة أطفال، واتضح أن المصابات بنوع من الديدان الطفيلية المستديرة قد حملن في وقت مبكر.
  • يعتقد الباحثون أن الطفيليات تثير استجابات مناعية يمكن أن تؤثر على مدى احتمالية نجاح المرأة في حمل جنينها.

استخدامات الطفيليات

يمكن استخدام الطفيليات في:

1- المكافحة البيولوجية

  • تشق بعض الحشرات طريقها عبر محاصيل قد تبلغ قيمتها ملايين الدولارات في كل عام، وبدلاً من رش مبيدات باهظة الثمن ومدمرة في الحقول، يلجأ بعض المزارعين إلى الطفيليات والتي عادة ما تكون مفصليات الأرجل وحشرات لقتل هذه الحشرات وهذا ما يسمى المكافحة البيولوجية.
  • يتم استخدام حشرة أفيديوس إرفي (Aphidius ervi) لقتل حشرات المن، حيث تضع هذه الحشرة بيضها داخل حشرات المن، وعندما يفقس هذا البيض وتخرج اليرقات منه، فإنها تأكل حشرة المن من الداخل إلى الخارج، وهكذا يتم حل مشكلة آفة المن، ويستخدم ذلك على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.

2- الطب الشرعي

  • قد تكون الطفيليات مفيدة في تقديم المجرمين للعدالة، فمثلا يمكن استخدام يرقات داء النغف في تقديم المسؤولين عن ارتكاب جريمة قتل أو إهمال لإنسان أو حيوان وأدى إلى وفاته، حيث تتغذى هذه اليرقات على الأنسجة الميتة، ومن خلال معرفة سرعة نمو هذه اليرقات ووصولها إلى مرحلة الشيخوخة قد يتم تحديد وقت وفاة الإنسان أو الحيوان، ومن ثم المقدرة على تحديد الجاني.

3- عملية التعقب

  • تعتبر تجارة أنواع الكائنات الحية المهددة بالانقراض مشكلة عالمية، وهناك العديد من الأنواع محمية بموجب اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية (CITES).
  • عندما تصادر السلطات الحيوانات المدرجة في قائمة حماية CITES، يبدأ التحقيق في المكان الذي تم شراؤها فيه للكشف عن الجاني، لذلك يمكن استخدام الطفيليات في هذا الأمر؛ لأن بعض الطفيليات تعيش فقط في مناطق محددة جداً، فيمكنها مساعدة السلطات في تعقب مصدر الحيوان وما إذا كانت المعاملة غير قانونية.
  • فمثلاً تم إرسال دودة طفيلية تم العثور عليها داخل حرباء ميتة إلى CITES، وتم تحديد أن هذه الدودة موجودة فقط في مدغشقر، وقد ساعدت هذه الدودة في إثبات أن هذه الحرباء قد تم أخذها من البرية بشكل غير قانوني، على الرغم من بيعها كحيوان تربية أسيرة، وهذا لا يتطابق مع مزاعم التاجر حول من أين حصل عليه، وقد تم استخدام الدودة نفسها كدليل لإدانة البائعين.

الطفيليات والنظام البيئي

تلعب الطفيليات دوراً هاماً في النظام البيئي، وتكمن أهميتها في:

  • تساعد الطفيليات على تنظيم انتشار البكتيريا والأحياء الدقيقة الأخرى، التي قد تكون مضرة في البيئة وبالكائنات الحية الأخرى فيها.
  • تُعتبر بعض أنواع الطفيليات مهمة جداً في إعادة تدوير المواد المغذي للبيئة والتربة مثل النتروجين وغيرها من العناصر المهمة، والتي تساعد على نمو وزيادة الغطاء النباتي.
  • تُسهم الطفيليات في إحداث التوازن البيئي.

شارك المقالة: