الأميبا النسيجية والأميبا القولونية

اقرأ في هذا المقال


تعد كلا من الأميبا النسيجية (Entamoeba histolytica) والأميبا القولونية (Entamoeba coli) من الكائنات الحية المجهرية التي تنتمي للكائنات الأولية في علم الطفيليات.

والبروتوزوا (الأوليات) هي كائنات حية مجهرية تتكون من خلية واحدة ومحبة للأوساط المائية مثل المياه المالحة أو العذبة أو سوائل جسم الإنسان كالدم والبول، وتم تقسيمها إلى أربعة أقسام بناء على حركتها وتقسم إلى الأميبات (تتحرك بالأقدام الكاذبة) والسوطيات (تتحرك بالأسواط) والهدبيات (تتحرك بالأهداب) والبوغيات (ليس لها وسيلة حركة).

الأمراض التي تسببها الأميبا النسيجية والأميبا القولونية

تعتبر الأميبا النسيجية(Entamoeba histolytica) كائن طفيلي يسبب الأمراض كالزحار الأميبي والخراج الكبدي  بينما الأميبا القولونية (Entamoeba coli) هي ساكن طبيعي (Normal Flora) في الأمعاء الغليظة للإنسان لا تسبب الأمراض ولكن إذا حدث تغير في الظروف الطبيعية بإصابتها ببعض الميكروبات مثل فطر اسفيرتا (Sphaerita) الذي يعيش في سيتوبلازم هذه الأميبا فيجعلها تتكاثر وتتزايد بشكل كبير فتتحول لكائن ممرض للإنسان حيث تسبب له المغص والإسهال.

طرق انتقال الأميبا النسيجية والأميبا القولونية

تنتقل الأميبا النسيجية عن طريق الطعام والماء الملوث بهما ومن شخص لآخر بينما يتم اكتساب الأميبا القولونية من خلال البيئة أو من الأم لجنينها أو من خلال الماء و الطعام دون أن تسبب الأمراض للإنسان. كما تتكاثر كلا من الأميبا النسيجية والقولونية بالانشطار الثنائي.

دورة حياة الأميبا النسيجية والأميبا القولونية

إن دورات الحياة لكل من الأميبا النسيجية والأميبا القولونية متشابهة ولكن هناك بعض الاختلافات البسيطة بينهما:

1- دورة حياة الأميبا النسيجية

  • يتم تمرير طور الكيس (Cyst) في البراز العادي أما طور التروفوزويت (Trophozoite) فيتم تمرير في البراز المصاب في الإسهال.
  • تناول طور الكيس الناضج (Mature Cyst) من الطعام أو الماء  أو اليدين الملوثة بالبراز المصاب.
  • يمر طور الكيس الناضج بمرحلة خروج الكيس  (Excystation) ثم يصل لمرحلة التروفوزويت (Trophozoite) في الأمعاء الدقيقة في جسم الإنسان.
  • يمكن أن يتنقل طور الكيس (Cyst) وطور التروفوزويت (Trophozoite) من خلال الاتصال الجنسي.
  • يزداد طور التروفوزويت (Trophozoite)  ويهاجر إلى الأمعاء الغليظة ويبقى محصوراً في تجويف الأمعاء إلا أن يهاجم الأغشية المخاطية المعوية ويسبب أمراض معوية (intestinal disease) أو ينتقل عبر الأوعية الدموية حتى يصل الكبد أو الرئتين أو الدماغ مسبباً أمراضاً خارج الأمعاء (extraintestinal disease) وتعتمد هذه الأمراض على اعداد طور التروفوزويت (Trophozoite) وعلى العمر والقوة المناعية لدى الإنسان.
  • يتكاثر طور التورفوزويت (Trophozoite) بالانشطار الثنائي وينتج طور الكيس (Cyst) ويتم تمريرهما في البراز، حيث يمكن لطور الكيس أن يعيش من أيام لأسابيع في البيئة الخارجية بسبب الحماية التي توفرها جدرانها في حين يتدمر طور التروفوزويت (Trophozoite) بمجرد خروجه من الجسم أو إذا تم تناوله فإنه يتدمر من المعدة.

2- دورة حياة الأميبا القولونية

  • توجد الأميبا القولونية في تجويف الأمعاء الغليظة في المضيف البشري من خلال اكتسابها من البيئة أو من الأم لجنينها أو من خلال الماء و الطعام.
  • يتم تمرير طور الكيس (Cyst) وطور التروفوزويت (Trophozoite) في البراز العادي في الوضع الطبيعي.
  • تناول طور الكيس الناضج (Mature Cyst).
  • يمر طور الكيس الناضج بمرحلة خروج الكيس (Excystation) ثم يصل لمرحلة التروفوزويت (Trophozoite) في الأمعاء الدقيقة في جسم الإنسان وينتقل لتجويف الأمعاء الغليظة.
  • يزداد طور التروفوزويت (Trophozoite) ويهاجر إلى الأمعاء الغليظة ويبقى محصوراً في تجويف الأمعاء ويتكاثر هناك بالانشطار الثنائي دون أن ينتقل إلى مكان آخر أو يهاجم الأمعاء، ويعيش ضمن علاقة طبيعية دون تسبب الأمراض في حال لم يتعرض لفطر أسفيرتا، ويزداد عدده عن الوضع الطبيعي وينتج طور الكيس (Cyst) بأعداد طبيعية ويتم تمريرهما في البراز، حيث يمكن لطور الكيس أن يعيش من أيام لأسابيع في البيئة الخارجية بسبب الحماية التي توفرها جدرانها في حين يتدمر طور التروفوزويت (Trophozoite) بمجرد خروجه من الجسم أو إذا تم تناوله فإنه يتدمر من المعدة.

أعراض الإصابة بالأميبا النسيجية

تختلف الأعراض اعتماداً على وقت دخول هذه الأميبا وعلى مكان الجسم الذي استقرت فيه فمن هذه الأعراض:

  • قد لا تسبب الأميبا النسيجية أية أعراض إذا دخلت أول مرة للجسم أو قد تسبب أعراضاً بعد شهور.
  • قد تسبب الأميبا أعراضاً خفيفة  مثل المغص وليونة في البراز وتغير لونه وقد تكون هذه أعراضاً للأميبيا القولونية وليس الأميبا النسيجية.
  • قد تسبب هذه الأميبا أعراضاً شديدة مثل الحمى الشديدة والإسهال المتكرر الذي يكون مائياً ويحتوي على المخاط والدم وهذا ما يحدث في الزحار الأميبي (Amoebic dysentery).
  • قد تسبب هذه الأميبا أعراضاً شديدة وخطيرة عندما تنتقل من الأمعاء الغليظة إلى الكبد وتسبب خراج الكبد (liver abscess) ومن أعراضه الحمى والألم في مكان الكبد وفقدان الوزن وتضخم الكبد.
  • قد تهاجم هذه الأميبا الدماغ والجهاز العصبي المركزي وتسبب مرض التهاب السحايا  الأميبي الأولي وتسبب اعراضاً مثل تغيرات في الشم والتذوق والصداع والحمى والغثيان والتقيؤ وتصلب الرقبة ثم يتطور المرض خلال 3-7 أيام وتصبح الأعراض أخطر مثل الهلوسة والارتباك وعدم التركيز والترنخ وربما تحدث الوفاة خلال 7-14 يوم.

تشخيص الأميبا النسيجية و الأميبا القولونية

يتم التفريق بين الأميبا النسيجية والقولونية من خلال الفحوصات المخبرية وتشمل:

1. الكشف المجهري

  • إن الكشف المجهري هو من أهم الفحوصات التي يتم عملها للكشف عن الأنواع الأميبية المختلفة والتفريق بينها اعتماداً على شكلها.
  • يتم أخذ عينات براز وتحضيرها ومشاهدة شكل الأميبا تحت المجهر مباشرةَ أو تحضيرها بصبغتها بواسطة صبغة اليود (Iodine) أو صبغة ثلاثي الكروم(Trichrome) لمشاهدة طور التروفوزويت (Trophozoites) أو طور الكيسات (Cyst) لأنه عند تحضيرها دون صبغتها يمكننا رؤية فقط طور الكيسات.
  • الأميبا النسيجية: يظهر طور الكيس (Cyst) تحت المجهر بشكل دائري وفي داخله  أربعة نوى تكون مركزية ومنتشرة في السيتوبلازم ويتراوح حجمها من 12-15 ميكروميتر بينما يظهر طور  التروفوزويت (Trophozoite) يظهر بشكل غير منتظم وفي داخله نواة كبيرة مركزية ويتراوح حجمه من 15-20 ميكروميتر، ويميل للاستطالة من 10-60 ميكروميتر في حالة البراز الإسهالي ويظهر السيتوبلازم بشكل زجاجي لامع.

InShot_20210917_185552508_resized_20210917_072843107-300x300

  • الأميبا القولونية: يظهر طور الكيس (Cyst) تحت المجهر بشكل دائري وفي داخله من 8-16 نوى تكون غير مركزية ومنتشرة في السيتوبلازم ويتراوح حجمها من 10-35 ميكروميتر بينما يظهر طور  التروفوزويت (Trophozoite) بشكل غير منتظم وفي داخله نواة كبيرة ويتراوح حجمه من 15-50 ميكروميتر.

InShot_20210917_192759770_resized_20210917_072843282-300x300

2. الفحوصات المناعية

  • تتم الفحوصات المناعية لكشف الأميبا النسيجية فقط (EIA test kits) من خلال عينة دم للكشف عن الجسم المضاد (Antibody detection) أو من خلال عينة براز للكشف عن الجسم المستضد (Antigen Detection) .

3. الفحوصات الجزيئية

  • عن طريق فحص PCR إما بفحص (Conventional PCR) أو فحص (Real-Time PCR).

شارك المقالة: