الالتهاب الرئوي الجنبي في الخيول

اقرأ في هذا المقال


الالتهاب الرئوي الجنبي (Pleuropneumonia)، المعروف أيضًا باسم حمى الشحن (shipping fever) هو عدوى تصيب الرئتين والتجويف الجنبي، وبشكل عام يتطور الالتهاب الرئوي الجنبي كعدوى ثانوية عندما يكون الالتهاب الرئوي الجرثومي قد تطور بالفعل، ومن غير المألوف أن يصاب الحصان بالالتهاب الرئوي الجنبي دون سبب أساسي، وتكون الخيول المحصورة في مقطورة الشحن لفترات طويلة أكثر عرضة لتطوير هذه الحالة، فعندما يسافر الخيل لمسافات طويلة يجب التأكد من التوقف بشكل متكرر حتى يتمكن من المشي وتناول الطعام والشراب؛ حيث أنّ هذا يسمح للرئتين بالتمدد الكامل ويمنعها من تطوير أي شكل من أشكال الالتهاب الرئوي.

الالتهاب الرئوي الجنبي في الخيول

الالتهاب الرئوي الجنبي هو عدوى تصيب الرئتين والكيس المحيط بها (الحيز الجنبي)، وفي معظم الحالات يتطور نتيجة عدوى بكتيرية أو جروح مخترقة في الصدر، ومن المرجح أن يحدث الالتهاب الرئوي الجنبي في الخيول التي أضعفت بالفعل بسبب عدوى الجهاز التنفسي الفيروسية السابقة أو النقل لمسافات طويلة مع تقييد الرأس أو التخدير العام أو التمارين الشاقة، ويمكن أن تضعف هذه العوامل آليات الدفاع عن الرئة؛ مما يسمح للبكتيريا بالغزو، كما تتعرض خيول السباق والرياضة للخطر بشكل خاص وغالبية الخيول المصابة بالالتهاب الرئوي الجنبي هي خيول رياضية تقل أعمارها عن 5 سنوات.

قد يكون لدى الخيول المصابة بالالتهاب الرئوي الجنبي تعبيرات وجهية قلقة وتحجم عن الحركة أو السعال أو الاستلقاء، كما قد تكون مشيتهم متيبسة أو مائلة وبعض الخيول ستنخر استجابة لضغط الصدر أو الفحص، كما تشير رائحة الفم الكريهة أو إفرازات الأنف الكريهة إلى عدوى بكتيرية، ويرجع التنفس الضحل السريع إلى ألم هذا الالتهاب وقدرة الرئتين المحدودة على التوسع بسبب الإفرازات المتراكمة في التجويف الجنبي.

أعراض الالتهاب الرئوي الجنبي في الخيول

بعد أن يقوم الخيل برحلة طويلة يجب التأكد من مراقبته عن كثب بحثًا عن أي من هذه الأعراض، كما أنّ الخيول التي خضعت للتخدير العام أو شاركت في تمارين شاقة هي أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي الجنبي، لذلك يجب الاتصال بالطبيب البيطري على الفور من أجل التشخيص، وقد تشمل أعراض هذه الحالة ما يلي:

  • قلة الشهية (Lack of appetite).
  • خطوات قصيرة أو مشية متقنة (Shortened strides or stilted gait).
  • التنفس الضحل (Shallow breathing).
  • لا يرغب الحصان في التحرك (The horse is Unwilling to move).
  • التسمم الداخلي (Endotoxemia).
  • تعابير الوجه القلق (Anxious facial expression).
  • إفرازات أنف كريهة الرائحة (Foul smelling nasal discharge).
  • رائحة نفس كريهة (Foul smelling breath).

أسباب الالتهاب الرئوي الجنبي في الخيول

هناك عدة أسباب للالتهاب الرئوي الجنبي في الخيول، والسبب الأكثر شيوعًا هو النقل لمسافات طويلة؛ حيث أنه عندما يكون الخيل مقيدًا بمقطورة سفر فلن يتمكن من توسيع رئتيه بشكل كامل ويمكن أن يتسبب ذلك في بدء امتلاء الرئتين بالسوائل، وهذا هو الوقت الذي يبدأ فيه الالتهاب الرئوي في الظهور، كما يبدأ التجويف الجنبي بالملء بالسوائل أيضًا وذلك عندما يبدأ الالتهاب الرئوي الجنبي، وتشمل الأسباب الأخرى للالتهاب الرئوي الجنبي التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية والتمارين الرياضية الشاقة والخضوع للتخدير العام، ويمكن أن تحد هذه من وظيفة الرئة أو توسعها مما يسمح لعدوى بكتيرية ثانوية بالظهور.

غالبية الخيول المصابة بالالتهاب الرئوي هي أقل من خمس سنوات وهي في حالة بدنية ممتازة وتكون معظمها من الخيول الرياضية، كما تستخدم هذه الخيول في مستويات عالية من النشاط الذي يساعد في الحفاظ على الرئتين متسعتين وخالية من تراكم السوائل.

كيفية تشخيص الالتهاب الرئوي الجنبي في الخيول

في كثير من الحالات، سيكون الطبيب البيطري قادرًا على تشخيص الالتهاب الرئوي الجنبي بناءً على الأعراض التي ظهرت، لذلك يجب التأكد من إخبار الطبيب البيطري إذا كان الخيل قد سافر مؤخرًا لمسافة طويلة أو أصيب بعدوى أو كان تحت التخدير مؤخرًا، كما سيقوم الطبيب البيطري أولاً بإجراء فحص جسدي شامل للخيل لتحديد عدم وجود أمراض جسدية أخرى تساهم في ظهور هذه الأعراض، ويمكن جمع عينات من أي إفرازات أنفية للاختبار، كما ستظهر الموجات فوق الصوتية للصدر أي تراكم للسوائل داخل التجويف الجنبي، وتستخدم الصور الشعاعية للصدر لتحديد أي آفات داخل الرئتين والتجويف الجنبي.

سيساعد فحص الدم وتحليل البول وخزعة السائل داخل التجويف الجنبي في تحديد ما إذا كان هناك أي بكتيريا موجودة وإذا كان الأمر كذلك فما هي البكتيريا، كما يمكن أيضًا إجراء خزعة من الأنسجة داخل التجويف لتحديد مدى الإصابة.

كيفية علاج الالتهاب الرئوي الجنبي في الخيول

بعد تحديد تشخيص الالتهاب الرئوي الجنبي، سيضع الطبيب البيطري خطة علاج قوية للحصان، لذلك يجب التأكد من اتباع جميع التعليمات وفقًا للتوجيهات للتأكد من أن الحصان لديه أفضل فرصة للتعافي من الالتهاب الرئوي الجنبي، وإذا كان هناك أي أسئلة أو مخاوف أثناء العلاج يجب استشارة الطبيب البيطري، كما قد تكون هناك حاجة لغسل الجنب لطرد السائل المصاب من التجويف الجنبي، وسيتم ذلك عن طريق إدخال مصرف صدري وحقن محلول معقم لطرد البكتيريا من التجويف، كما يمكن إعطاء الأدوية المضادة للالتهابات لتقليل أي تورم داخل الصدر لمساعدة الحصان على التنفس بشكل أفضل.

سيتم أيضًا وصف المضادات الحيوية القوية وواسعة النطاق لقتل البكتيريا داخل الجسم، ومن المحتمل أن يحتاج الخيل إلى تناول المضادات الحيوية لعدة أسابيع للتأكد من إزالة العدوى تمامًا، وقد يكون العلاج في المستشفى ضروريًا إذا كان الخيل مريضًا للغاية، كما قد تكون السوائل الوريدية ضرورية بالإضافة إلى تدابير الرعاية الداعمة الأخرى والعناية الطبية المستمرة حتى يكتسب الحصان قوة كافية للحفاظ على الترطيب المناسب والدعم الغذائي دون تدخل طبي.

الشفاء التام من الالتهاب الرئوي الجنبي في الخيول

اعتمادًا على شدة الالتهاب الرئوي الجنبي سيتم تشخيص الخيل حتى يرى الطبيب البيطري مدى استجابته للعلاجات، ويجب إعطاء جميع الأدوية حسب التوجيهات لضمان أفضل النتائج، فإذا تُرك الالتهاب الرئوي الجنبي دون علاج سيكون قاتلًا للحصان لأن السائل يتراكم داخل الرئتين والتجويف الجنبي، كما يمكن الوقاية من الالتهاب الرئوي الجنبي عندما يتم اصطحاب الخيل في رحلات طويلة، عن طريق منحه متسعًا من الوقت لتفريغ حمولته والتجول فيه طوال الرحلة، كما يجب الحفاظ على المقطورة نظيفة من جميع البراز والبول مع تقديم الماء العذب والطعام في كل محطة.


شارك المقالة: