النوم المتناقض عند الخيول

اقرأ في هذا المقال


النوم المتناقض عند الخيول (Paradoxical sleep) هي حالة تحدث عندما يستلقي الخيل على الأرض، ونظرًا لتاريخ الخيول التطوري حيث أنها كانت تهاجر، فقد تأثر نوم الخيول بالبيئة والعوامل الفيزيائية، مثلاً مع وجود الحيوانات المفترسة مثل الذئاب أو غيرها من الحيوانات التي تتجول حول الخيول، كان على الخيل أن يكون حذرًا عندما ينام لحماية نفسه ولتجنب مهاجمته من قبل هذه الحيوانات المفترسة؛ ولهذا ظهرت حالة النوم المتناقض عند الخيول.

نبذة عن النوم عند الخيول

النوم حالة تحدث بشكل طبيعي تشمل كلا من الجسم والعقل، ومن الناحية الفسيولوجية أثناء النوم، يدخل الحصان في حالة من اللاوعي المؤقت وتصبح عضلاته غير نشطة ومرتاحة، وبالمعنى السلوكي، سيبحث الحصان عن بيئة محمية، ويتخذ وضعية معينة ويتوقف عن الاستجابة للمنبهات الخارجية، هناك ثلاث مراحل من النوم الفسيولوجي ويمكن للخيول أن تحقق المراحل الأولى (النوم الخفيف) والمرحلة الثانية (الموجة البطيئة أو النوم العميق) أثناء الوقوف، ومع ذلك، فإن المرحلة الثالثة، هي نوم حركة العين السريعة، وتحدث فقط أثناء استلقاء الحصان بسبب استرخاء العضلات الكامل المطلوب.

.

أعراض النوم المتناقض عند الخيول

يمكن أن تستمر الخيول عادةً لعدة أيام دون نوم متناقض (عميق) ولكن عندما يمر على الخيل عدة أيام، يبدأ الحرمان من النوم، وقد لا يستلقي الخيل على الإطلاق، وهذه علامة منبهة على الحرمان من النوم؛ لأن الخيول تحتاج إلى الاستلقاء لتجربة نوم مريح، وقد تظهر عدة أعراض على الخيول التي تعاني من هذه الحالة، وتشمل ما يلي:

  • قد يبدو الحصان شديد النعاس أثناء النهار.
  • قد يتعثر أداء الحصان.
  • قد ينام الحصان أثناء وقوفه وينهار أثناء نومه بحركة العين السريعة.
  • قد تحدث كدمات وسحجات على ركبتي الحصان عندما يسقط.

أنواع النوم المتناقض

  • الإزاحة المهيمنة (Dominance displacement): تكون هذه الحالة عندما يحاول حصان خصي عدواني السيطرة على قطيع بدون فرس قيادية، وهذا يسبب القلق وعدم الأمان.
  • النعاس الناجم عن الملل (Monotony induced sleepiness): حالة الاقتراب من الانهيار هذه تأتي من الملل ويكون الحصان مرتاحًا للغاية ويكاد ينام على قدميه.
  • الألم المرتبط بالخمول (Pain associated sluggishness): إذا ربط الحصان الألم بالاستلقاء والنهوض مرة أخرى، فسوف يتجنب النوم.
  • انعدام الأمن البيئي يسبب النعاس المفرط (Environment insecurity causing excessive drowsiness): إذا كان الخيل غير آمن سوف يكون حذر؛ لذا لن يستلقي للراحة.

أسباب الحرمان من النوم عند الخيول

قد تكون هذه الحالة بسبب ما يلي:

  • أن يكون الحصان وحيدًا؛ حيث أنّ الحصان هو حيوان قطيع وقد يشعر بالضعف بمفرده.
  • التواجد في بيئة جديدة، على سبيل المثال التنقل كثيرًا بين العروض.
  • موقع صاخب في الليل؛ حيث تكون الأصوات غريبة على الخيل.
  • الفراش غير الكافي يجعل الكشك غير مريح للحصان.
  • بيئة خارجية جديدة لم يعتاد عليها الحصان.
  • كشك صغير جدًا يجعل الاستلقاء فيه مستحيلًا.
  • غالبًا ما يمنع الألم الحصان من الاستلقاء.

تشخيص النوم المتناقض عند الخيول

إذا ظهر على الخيل علامات الحرمان من النوم، فقد يحتاج إلى متخصص في الخيول لتشخيص هذه الحالة، ويعتمد التشخيص على الفحص البدني، ومراقبة سلوك الخيل، وفحص الدم من أجل استبعاد السبب الجسدي الذي قد يمنع الحصان من الاستلقاء بشكل مريح، وبالإضافة إلى ذلك، إذا شعر الطبيب البيطري بأن ذلك مطلوب، فقد يقترح إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي أو إجراء فحص عصبي، ويمكن فعل الكثير لمساعدة الخيل على الشعور بالأمان والراحة للسماح له بالاسترخاء والاستلقاء للحصول على النوم الذي يحتاجه وتقييم ما إذا كانت التغييرات قد ساعدته.

يجب على مالك الخيل مراقبة ما إذا كانت قد تغيرت بيئة الخيل، أو ربما تمت إضافة حصان جديد إلى القطيع وهو شديد العدوانية، أما إذا كان الحصان مستلقي ويتدحرج مؤخرًا، فهذه ليست مشكلة جسدية تمنعه ​​من الاستلقاء، كما يجب مراقبة إذا كانت بيئة الخيل هادئة وسلمية أم أنه تم نقله إلى مرعى بالقرب من طريق سريع أو مشروع سكني؛ حيث يمكن لهذه الأشياء أن تزعج الحصان، وتمنعه ​​من السماح لنفسه بالراحة الكاملة، كما أنه يكون دائمًا في حالة تأهب، لذلك يجب تغيير هذه الأشياء وقد يتمكن الحصان من الاسترخاء والحصول على نوم جيد.

علاج النوم المتناقض عند الخيول

تحتاج العديد من الخيول إلى فرس مهيمنة قوية في القطيع من أجل الشعور بالراحة الكافية للاسترخاء والنوم، والأفراس هم الحراس الذين يراقبون الخيول الأخرى ويسمحون لهم بالراحة، وإذا كان الحصان وحيدًا، فقد يشعر بالضعف ويقضي معظم وقته في الحراسة، والمراقبة هي أفضل مفتاح لفهم حالة الخيل، وإذا كان بمفرده فقد يحتاج إلى حصان آخر ليشعر بالراحة، وإذا كان من الواضح أن الحصان يمكنه الاستلقاء والنهوض مرة أخرى بعد التدحرج، فإن شيئًا آخر غير الألم أو الحالة الجسدية يمنعه من الاستلقاء للحصول على نوم عميق.

ستسمح مراقبة الخيل معرفة كيف يتفاعل الخيل مع البيئة الجديدة أو الحي الصاخب بالعثور على سبب عدم ارتياحه، وربما يؤدي الانتقال إلى مرعى هادئ ليلًا إلى التغلب على حالة الضوضاء، وعلى الرغم من أن الخيول يمكن أن تمضي وقتًا أطول مقارنة مع البشر دون نوم لائق، إلا أنه سيغلبها النوم في النهاية، ويمكن أن يكون الحرمان من النوم ناتجًا عن مشكلة طبية وبمجرد تشخيص المشكلة ومعالجتها وفقًا لذلك، ويجب أن يتمكن الحصان مرة أخرى من الاستلقاء بشكل مريح والحصول على النوم الذي يحتاجه، وإذا لم يجد الطبيب البيطري سببًا جسديًا، فيمكن إجراء ملاحظات حول البيئة التي يقضي فيها الخيل أيامه ولياليه وإدخال التغييرات اللازمة.

الشفاء التام من النوم المتناقض عند الخيول

عادةً بمجرد أن يتم تحديد ما يزعج الخيل واتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيحه، سوف يرتاح الخيل في النهاية ويستسلم للحصول على قسط من النوم الذي تشتد الحاجة إليه، وعادةً ما يكون التعافي سريعًا جدًا، لكن يجب معرفة السبب، كما ستساعد استراتيجيات العلاج الفعال مثل إبعاد الحصان عن الحصان العدواني أو إبعاده عن بيئة صاخبة أو نباح الكلاب، وإذا كان الخيل ثابتًا في الإسطبل، فإن التأكد من أن لديه مساحة للاستلقاء على فراش مريح جيد سيساعده.

وعادةً ما يكون الحرمان من النوم بسبب انعدام الأمن البيئي؛ لذا إذا تم التمكن من معرفته وإصلاحه، فسوف يساعد ذلك الحصان على علاج المشكلة، وإذا فشل كل شيء وكان الخيل يواجه مشكلة حقيقية في الاسترخاء، يمكن للطبيب البيطري العودة وتقديم بعض المساعدة للتخفيف من هذه الحالة عن الحصان.

المصدر: أمراض الحيوان/ التعليم الفني والتدريب المهني السعودية/ قسم: الإنتاج الزراعي/ تاريخ الإصدار/ 10 أغسطس 2005العلاج التطبيقي لأمراض حيوانات المزرعة/ محمد محمد هاشم/ قسم/ الاخصاء التطبيقي/ تاريخ الإصدار: 01 يناير 2009 الحيوانات عندما تمرض/ حازم عوض/ قسم: وقاية النباتات/ تاريخ الإصدار:01 يناير 2018تربية وأمراض الخيول، طبعة رقم 1، الدكتورة كريمة عاكول منخي الصالحي


شارك المقالة: