الضفادع الأمريكية وصغارها

اقرأ في هذا المقال


توجد الضفادع الأمريكية (Bullfrog) في كل من كندا والولايات المتحدة وهي أكبر الضفادع الموجودة بشكل طبيعي في أمريكا الشمالية، وبفضل الهجرة البشرية لهذه الضفادع يمكن الآن العثور على الضفادع الأمريكية في أمريكا الجنوبية، وتوسع تعريف الضفدع الأمريكي خلال العقود القليلة الماضية ويستخدم المصطلح الآن للإشارة إلى الضفادع العملاقة الموجودة في الهند وأفريقيا.

مظهر الضفادع الأمريكية

تأتي الضفادع التي يطلق عليها الاسم العلمي (Lithobates catesbeianus) في مجموعة متنوعة من الألوان بما في ذلك الأخضر إلى البني الزيتوني، وغالبًا ما تتميز ببطن أبيض إلى أصفر على الرغم من أنّ أرجلهم عادة ما تكون أغمق، ويمكن أن تبدو مكالماتهم الصاخبة مثل البوق، وهذا هو سبب حصولهم على أسمائهم، وإذا لم تكن متأكدًا مما إذا كنت تنظر إلى الضفدع الأمريكي فتحقق من الأذنين حيث تم العثور على طبلة الأذن (طبلة الأذن الدائرية) على جانبي الرأس، على الرغم من أنّ الحجم سيختلف من الذكور إلى الإناث، وبشكل عام تكون طبلة الأذن للإناث بنفس حجم عينها على الرغم من أنّ طبلة الأذن للذكر أكبر بكثير من عينها.

ليس هذا هو الاختلاف الوحيد بينهما بل إنّ إناث الضفادع الأمريكية أكبر قليلاً من ذكور الضفادع بشكل عام، ولكن لونها مؤشر آخر على جنسها، وفي حين أنّ الأنثى لها حناجر بيضاء فإنّ الذكور لها حناجر صفراء مقترنة برأس أضيق بكثير، وعندما يصلون إلى حجمهم البالغ يبلغ طول معظم الضفادع الأمريكية حوالي 8 بوصات ويزن حوالي رطل واحد، ومع ذلك يمكن أن تكون بعض الأنواع أكبر بما في ذلك الضفدع الأفريقي الذي يبلغ طوله 9.5 بوصات، وبوصفهم بالغين فإنّهم يطورون أقدامًا مكشوفة على أرجلهم الخلفية مما يمنحهم منصة صلبة يقفزون منها.

موطن الضفادع الأمريكية

تعود أصول الضفادع الأمريكية وصغارها إلى أمريكا الشمالية، ولكن البشر نقلوها إلى مناطق أخرى حول العالم لتكون موطنًا لها، حيث توجد أيضًا في أمريكا الوسطى وكندا والمكسيك ونوفا سكوشا، وفي عشرينيات القرن الماضي تم إدخال الضفادع الأمريكية إلى شمال غرب المحيط الهادئ لتزويدها بموائل جديدة، وعلى الرغم من أنّه كان من المفترض استخدامها كمصدر غذاء للحياة البرية المحلية، إلّا أنّ تكاثرها ساعدهم في النهاية على توسيع منازلهم، وتوجد هذه الضفادع عادة في عدة بحيرات في واشنطن، وقد تم العثور عليها في العديد من المنحدرات والخزانات كذلك، وعادة توجد هذه الضفادع وتبقى بشكل مريح عند حدود البحيرات والمستنقعات والبرك.

تكاثر الضفادع الأمريكية وصغارها

عادة ما تكون الضفادع الأمريكية حيوانات منعزلة ولا تحب التواجد في مجموعات، والوقت الوحيد الذي يتواجدون فيه في مجموعات هو موسم التكاثر عندما يحتاجون إلى العثور على شريك التزاوج والتكاثر، ويحدث التكاثر في مايو ويوليو في الشمال ومن فبراير إلى أكتوبر في الجنوب، وبشكل عام يمتد موسم التكاثر في هذه الضفادع عادة من مايو إلى يوليو، وخلال هذا الوقت يحدد الذكور مناطقهم في المناطق التي يعتقدون أنّه يمكن وضع البيض فيها بأمان حتى يفقس في النهاية، وحتى أنّهم بدأوا في حراسة المنطقة وفي النهاية حماية البيض عند وضعه.

كوسيلة لجذب الشريك يبدأ الذكر في إجراء مكالمات بصوت عالٍ يمكن أن تسمعه الإناث، وتعمل الدعوات أيضًا كطريقة لتحذير الذكور المتنافسين الآخرين من أنّهم يبحثون عن شريكهم مما يمنعهم من التنافس على نفس الإناث، وبعد التزاوج تضع الإناث كتلًا من البيض وتطلق عناقيدًا تصل إلى 20000 بيضة في المرة الواحدة، وعادة ما يتم وضع هذا البيض على سطح الماء ولكنه لا يبقى بيضًا لفترة طويلة، وفي غضون أربعة إلى خمسة أيام تفقس.

يطلق على صغار هذه الضفادع شرغوف أو فرخ الضفدع، حيث تسبح في الماء عندما تنضج، وعندما يولدون لأول مرة يبلغ طولهم أربع بوصات تقريبًا، وقد تظل هذه الضفادع الصغيرة في مرحلة الشرغوف لمدة 3 سنوات تقريبًا قبل أن تتحول إلى ضفادع، ويصل البالغون إلى مرحلة النضج الجنسي بعد 3 إلى 5 سنوات، ونظرًا لكونها من البرمائيات فإنّها تنمو ببطء أرجل تسمح لها بالسير على الأرض (والذي يحدث في عمر 14 شهرًا تقريبًا).

ومع ذلك فإنّهم لا يصلون إلى حجمهم البالغ حتى يبلغوا عامين أو ثلاثة أعوام، كما تمد الإناث البيض بالصفار قبل وضعه، ولا يوجد دور للوالدين في النسل بعد وضع البيض، كما يمكن للضفادع الصغيرة حديثة الفقس أن تعتني بنفسها على الفور، ويبلغ العمر المعتاد للضفدع الأمريكي من 8 إلى 10 سنوات، وقد عاشت بعض هذه الضفادع أثناء وجودها في الأسر حتى تجاوز عمرها 16 عامًا، ولا يعرف بالضبط عدد هذه الضفادع ومع ذلك يبدو أنّ الرقم ثابت لأنّ حالة الحفظ تندرج تحت الفئة الأقل اهتمامًا، وحاليًا لا توجد جهود للحفاظ على السكان.

حمية الضفادع الأمريكية

تأكل الضفادع الأمريكية وصغارها مجموعة متنوعة من الكائنات الحية للبقاء على قيد الحياة، كما إنّها آكلة للحوم وغالبًا ما تتغذى على القواقع وجراد البحر وخنافس الماء ويرقات اليعسوب وبيض الضفدع والأسماك والطيور المائية الصغيرة، وفي بعض الأحيان سوف يأكل هذا الحيوان الضخم الضفادع الأخرى أيضًا.

تتغذى الضفادع الأمريكية مع صغارها على مجموعة متنوعة من الكائنات الحية، ويتكون نظامهم الغذائي بشكل أساسي من جراد البحر والقواقع وخنافس الماء والسلاحف الصغيرة، وفي بعض الأحيان تتغذى أيضًا على يرقات اليعسوب والأسماك والضفادع الأخرى والطيور المائية الصغيرة، وبعض الضفادع الأمريكية لها أسنان على سقف فمها، ولديهم لسان قوي يساعدهم على الإمساك بفرائسهم وإدخالها في أفواههم.

الخصائص السلوكية للضفادع الأمريكية

يمكن للضفادع الأمريكية وصغارها -الشرغوف- أن تأكل أي شيء يناسب أفواهها، وللقبض على فرائسهم عليهم فقط الانتظار بهدوء حتى تمر فريستهم المحتملة، وبسبب يقظتهم يشار إليهم أحيانًا على أنّهم كائنات حية لا تنام أبدًا، وبمجرد أن يكتشفوا فريستهم يندفعون بسرعة بأرجلهم الخلفية بكل قوتهم ويلتقطون الفريسة في أفواههم المفتوحة على مصراعيها قبل إغلاقها.

من المعروف أنّ ذكور الضفادع ذات طابع إقليمي للغاية وعادة ما توجد تحرس أراضيها، وحتى أنّهم سيحددون أراضيهم برائحتهم لمنع الحيوانات الأخرى من الاستيلاء عليها، الضفادع الأمريكية وصغارها هي سباح جيد وتستفيد بقوة من أرجلها الخلفية، وتدخل الضفادع الأمريكية في فترة السبات الشتوي بدفنها في أكوام ضخمة من الطين، وهم أكثر نشاطًا أثناء الليل عندما يمكن رصدهم وهم يقفزون في المناطق الخضراء، على الرغم من أنّهم يفضلون البيئات الرطبة ذات المياه الدائمة مثل البحيرات أو المستنقعات، وخلال النهار يبقون بالقرب من حافة الماء.

في حين أنّه يمكنهم لدغ الحشرات والفرائس الصغيرة الأخرى إلّا أنّهم لا يمتلكون قوة فك كافية لإيذاء الإنسان، ولا يزال بإمكانهم الإمساك بأي طرف بالقرب من أفواههم من خلال ردود أفعالهم السريعة ولكن لا يعتبرون خطرًا بشكل عام.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: