حمامة الحداد وصغارها

اقرأ في هذا المقال


حمامة الحداد (Mourning Dove) ويُطلق عليها أيضًا اسم حمامة الحداد الأمريكية أو الحمامة الرمادية أو حمامة المطر أو حمامة السلحفاة، وكان يُطلق عليها ذات مرة حمامة كارولينا أو حمامة سلحفاة كارولينا أو حمامة سلحفاة أو حمامة سلحفاة غربية، والاسم الشائع هو حمامة الحداد الأمريكية، والتي يميزها عن الحمامة ذات الياقات الحداد لأفريقيا وهي قريبة بعيدة، وهي عضو في عائلة الحمامة، كواحد من أكثر الطيور شيوعًا في أمريكا الشمالية فهي مشهورة بصورتها الظلية التي يسهل التعرف عليها، وصوت الحداد لدعوته بالإضافة إلى رمزه للسلام والحزن والأحباء والصداقة والرفقة وغيرها من الموضوعات، وعلى الرغم من أنّ أكبر تهديد لها هو الافتراس من قبل القطط إلا أن عدد السكان في ازدياد.

موطن حمامة الحداد

تعود أصول حمامات الحداد إلى أمريكا الشمالية حيث يبلغ مدى انتشارها ما يقرب من 11.000.000 كم 2 (4200.000 ميل مربع)، وهم يعيشون في جنوب كندا وجنوب غرب الولايات المتحدة وجزر الأنتيل الكبرى وأرخبيل برمودا الأطلسي وجنوب وسط المكسيك وبنما، وتم إدخالها إلى هاواي في عام 1963، وتعيش الطيور في موائل مفتوحة وشبه مفتوحة بما في ذلك الأحياء الحضرية والضواحي والبراري والأراضي العشبية والمزارع والأخشاب الخفيفة، ومن الممكن أن يجدهم المرء في بلاد مفتوحة على جوانب الطرق ويقفون على أعمدة الهاتف.

تتميز حمامات الحداد بأنّها قابلة للتكيف بدرجة كبيرة ويمكن أن تجعل أعشاشها في أي مكان تقريبًا، وعلى الرغم من أنّ خيارهم الأول هو الأشجار الصنوبرية المتساقطة الكثيفة، إلّا أنّهم يصنعون أعشاشهم أيضًا في الشجيرات والكروم والمباني وأواني الزهور المعلقة وكملاذ أخير الأرض.

كما يبدأون بناء العش في مارس مع ذروة موسم تكاثرهم في أبريل ويوليو، وتقوم الإناث بمساعدة الذكور وببناء أعشاش فضفاضة من الأغصان والإبر الصنوبرية وشفرات العشب أو تستخدم الأعشاش غير المستخدمة لحمامات الحداد الأخرى أو الطيور الأخرى أو الحيوانات التي تعيش على الأشجار مثل السناجب، وتعيش حمامات الحداد على مدار العام في الولايات المتحدة، ويقضون الصيف في جنوب كندا ويهاجرون إلى جنوب أمريكا الوسطى لفصل الشتاء.

مظهر حمامة الحداد

حمامة الحداد هي طائر متوسط ​​الحجم ونحيف ورشيق يبلغ طوله 22.5-36 سم (8.9-14.2 بوصة) بمتوسط ​​30.5 سم (12 بوصة) ووزنه 96-170 جم (3.4-6.0 أونصة) مع بمعدل 128 جم (4.5 أونصة)، وطول جناحيها 37-45 سم (14.6-17.7 بوصة)، وريشها بني فاتح رمادي مع بني رمادي وردي من الأسفل مع بقع سوداء على الأجنحة الواسعة البيضاوية، والذيل الطويل المدبب له ريش خارجي أبيض وريش أسود داخلي، ولها أرجل قصيرة ضاربة إلى الحمرة ورأس مستدير ومنقار قصير بني غامق أسود، والعيون الداكنة محاطة بالجلد الفاتح وتحتها منطقة على شكل هلال من الريش الداكن.

الذكور البالغون لديهم بقع زهرية زهرية أو قزحية اللون على جانبي الرقبة مع لون وردي فاتح حتى الثدي وتاج رمادي مزرق، والإناث أكثر بُنية بشكل عام وتكون أصغر قليلاً من الذكور، والإناث أيضا بالكاد لديها بقع الريش الزاهية، وتبدو طيور الأحداث -الصغار- متقشرة وتكون أكثر قتامة حتى تصل إلى عمر 3 أشهر وعند هذه النقطة لا يمكن تمييزها في الريش عن البالغين، وتبدو الأنواع الخمسة من حمامة الحداد متشابهة مع بعضها البعض مع اختلافات طفيفة في اللون والمنقار وطول الساق.

تواصل وإدراك حمامة الحداد

نداء حمامة الحداد هو صوت: “cooOOoo-woo-woo-woooo” ويكون ناعم وطويل وحزين والذي غالبًا ما يتم الخلط بينه وبين صوت البومة، ووالذكر هو الذي يلفظها نداء غناء، ويقوم الأعضاء الثنائيون بتنظيف بعضهم البعض عن طريق القضم برفق حول الرقبة كطقوس من الترابط الزوجي ويتقدمون إلى إمساك المنقار والتمايل برؤوسهم لأعلى ولأسفل في انسجام تام.

حمية حمامة الحداد

يتبع حمام الحداد نظامًا غذائيًا آكلًا للأعشاب، حيث يأكلون في الغالب مجموعة متنوعة من بذور العشب والحبوب والتي تشكل 99 ٪ من نظامهم الغذائي وفي بعض الأحيان القواقع والحشرات، وغالبًا ما تبتلع الحبيبات على شكل حصى ناعم أو رمل للمساعدة في الهضم لاحقًا وتطير بعيدًا بعد ملء محصولها، ونظرًا لكونهم علفًا على الأرض فإنّهم يفضلون تناول ما يمكن رؤيته بسهولة على الأرض أو على النباتات، وتعد بذور اللفت والذرة والدخن والقرطم وعباد الشمس والصنوبر وبذور الصنوبر والبوكيبيري والقطيفة وعشب الكناري والسمسم وبذور القمح والحنطة السوداء والجاودار وعشب الباز وبذور الأعشاب الذكية من أكثر ما تفضله في نظامها الغذائي ولكنهم يستمتعون بالذرة أكثر.

حمامة الحداد والتهديدات

تعد القطط هي أكبر تهديد للحمامة الحداد، ويعتبر أيضًا طائرًا للعبة ويتم اصطياده في 40 ولاية، وغالبًا ما يتم افتراسهم وخاصة صغارهم من قبل الطيور الجارحة النهارية مثل الصقور والصقور جنبًا إلى جنب مع الغرابيات والأغراش وثعابين الفئران، ويعتبر التسمم بالرصاص الناتج عن تناول الرصاص في حقول الصيد تهديدًا آخر ويقوم بعض الصيادين بزراعة نباتات البذور المفضلة لديهم لجذبهم إلى المواقع.

تكاثر حمامة الحداد والصغار

يبدأون بناء العش في مارس مع ذروة موسم تكاثرهم في أبريل ويوليو، وفي بعض المناطق يكون الوقت متأخرًا في بعض الأحيان حتى أكتوبر، وحمامات الحداد هي أحادي الزواج وتبقى مع نفس الشريك في مواسم التكاثر المستقبلية، وهم مربيون غزير الإنتاج ويمكن أن يصل عددهم إلى 6 حاضنات في الموسم، وهو أمر ضروري بسبب معدلات الوفيات السنوية البالغة 58٪ للبالغين و 69٪ للصغار.

تعيد حمامات الحداد أحيانًا استخدام أعشاشها أو أعشاش الأنواع الأخرى، ويقدم الذكور مواقع تعشيش للإناث للاختيار من بينها، وبعد ذلك تبني الأنثى العش بمساعدة الذكر من الأغصان والإبر الصنوبرية وشفرات العشب في الأشجار المتساقطة أو الصنوبرية الكثيفة، وتضع الإناث 1-2 بيضة يتم تحضينها لمدة أسبوعين قبل الفقس.

يُطلق على الأطفال اسم الخربان ويتم إطعامهم الحليب لمدة 3-4 أيام وبعد ذلك يأكلون البذور أيضًا، ويبدأون في التكاثر في 11-15 يومًا ولا يزال والدهم يطعمهم لمدة تصل إلى أسبوعين، وعمر أول تساقط هو 3 أشهر مع حدوث تساقط للكبار مرة واحدة كل 14 يومًا. في 85 يومًا يمكنهم التكاثر، وإذا نجا الصغار من عامهم الأول فيمكنهم العيش لمدة 4-5 سنوات في البرية، وفي الأسر يمكنهم العيش لمدة تصل إلى 19 عامًا.

تعد حالة الحفاظ على حمامة الحداد هي الأقل إثارة للقلق وفقًا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (International Union for Conservation of Nature – IUCN)، كما يقدر حجم سكانها بـ 475 مليون نسمة ويتزايد، ففي الولايات الأربعين يتم اصطياده حيث يتم إطلاق النار على أكثر من 20 مليون وما يصل إلى 40-70 مليونًا من قبل الصيادين كل عام، وقد شهدت الولايات المتحدة الغربية انخفاضًا في عدد السكان بسبب التسمم بالرصاص من تناول الرصاص المستهلك.

المصدر: ادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: