حيوان نمر فلوريدا وصغاره

اقرأ في هذا المقال


لم يتبق سوى حوالي 150 من هذه الحيوانات في البرية ويحذر المسؤولون من أنّه يجب أن يكون هناك 240 حيوانًا على الأقل حتى لا تنقرض، فالنمر فلوريدا المدبوغ (Florida Panther) لديه قناع أبيض ومعدة وصدر، ويلدون مولودًا من واحد إلى ثلاثة قطط صغيرة في الربيع ويقيمون مع أمهاتهم لمدة تصل إلى ستة أشهر، ويعد تجزئة الغابات مشكلة كبيرة لهذه القطة، حيث يتجول الذكور غالبًا على مساحة 500 ميل مربع بينما تتجول الإناث غالبًا على مساحة 75 ميلًا مربعًا.

مظهر نمر فلوريدا

يبلغ طول ذكور الفهود في فلوريدا حوالي 7 أقدام من طرف ذيلهم إلى طرف أنفهم، ويبلغ ارتفاعها حوالي 28 بوصة، ويبلغ طول الإناث حوالي 6 أقدام ويبلغ طولها حوالي 24 بوصة، ويمكن أن يصل وزن الذكور إلى 160 رطلاً بينما تزن الإناث عمومًا ما بين 60 و 100 رطلاً، وبالمقارنة يعد هذا العضو من عائلة بوما أقصر من طراز كوغار، ويبلغ طول الكوجر الذكور حوالي 1 قدم بينما تكون الإناث أقصر بحوالي 7 بوصات، بالإضافة إلى ذلك يزن كل من الكوجر من الذكور والإناث أكثر بكثير من نمر فلوريدا، والفهود في فلوريدا لونهم أسمر أغمق على ظهورهم ويصبح أفتح من الجانبين، ولديهم كمامة بيضاء وصدر وبطن.

إذا كان المرء ينظر إلى نمر في فلوريدا فإنّه سيرى أنّه يحتوي على كتلة من الشعر على ظهره تقف بشكل مستقيم مثل بقرة البقر البشرية، ويمكن أن يصل طول ذيل نمر فلوريدا المطبوخ إلى 33٪ من طول جسمه، كما أنّ لديها مخالب حادة تستخدمها للقبض على الفريسة وتمزيقها، ولا تبدو قطط الصغيرة لنمر فلوريدا مثل والديها في الأشهر الستة الأولى من حياتها، فلونها رمادي مع بني غامق أو بقع سوداء، والقطط التي يقل عمرها عن 6 أشهر لديها خمس حلقات سوداء حول ذيولها، ويتحولون إلى لون أكثر سمرة مع تلاشي البقع السوداء، وعادة في عمر 6 أشهر يصعب رؤية البقع والحلقات.

الخصائص السلوكية لنمر فلوريدا

يعيش النمر مع صغاره في فلوريدا حياة منعزلة طوال حياته، ويصطادون في الليل ويمكنهم السفر لمسافة تصل إلى 20 ميلاً في ليلة واحدة، ويمكن للذكور تغطية ما يصل إلى 500 ميل في شهر واحد ويتقاتلون من أجل الأرض وتغطي الإناث مساحة أصغر، وبينما تبذل الإناث جهودًا كبيرة لإزالة الرائحة من منطقة ما يترك الذكور الخدوش في أراضيهم، وتتكون هذه الخدوش من أكوام من أوراق الشجر وإبر الصنوبر والتربة التي يتبول عليها الذكر ليترك رائحته، وغالبًا ما تكون هذه الخدوش بحجم الكرة اللينة، وقد يكونون بالقرب من شجرة تبدو وكأنها ممزقة لأنّ نمر فلوريدا الذكر استخدمها كنقطة خدش.

يعتبر كل من الذكور والإناث صيادين متخفيين ولكنهم يصدرون أصواتًا مختلفة، وتتواصل القطط مع أمهاتها من خلال النقيق، وأيضا صفير أنين زقزقة وهدير، وصراخهم يصم الآذان، فيصرخ الذكور لتحذير الذكور الآخرين من أنّ المنطقة جزء من أراضيهم، وفي هذه الأثناء تصرخ الإناث لتخبر الذكور أنّهم قد بدأوا دورة الحرارة.

موطن نمر فلوريدا

هناك أقل من 150 نمرًا من فلوريدا متبقين في البرية، وتم رصد الفهود الذكور في فلوريدا في جميع أنحاء فلوريدا وحتى في جنوب جورجيا، ومع ذلك لم يتم رصد الإناث إلا مؤخرًا في إيفرجليدز، وغالبًا ما تصنع الإناث أوكارًا في منشار بالميتو الكثيف، ويطارد كل من الذكور والإناث فريسة في مروج سوجراس والعلف من خلال خيوط السرو الرطبة، وقد تراهم أيضًا يتشمسون في أراجيح خشبية صلبة.

حمية نمر فلوريدا

نمور فلوريدا لديهم شهية كبيرة، ويحتاجون إلى ما يعادل 40 غزالًا أبيض الذيل سنويًا، وغالبًا ما يقتلون حيوانات أكبر من أنفسهم لتلبية متطلبات نظامهم الغذائي، ثم يغطون اللحم الذي لا يأكلونه بالتراب ليعودوا إليه فيما بعد، وتشبه هذه العملية الطريقة التي تدفن بها السناجب المكسرات أو الكلاب تدفن العظام، ويأكل الفهود في فلوريدا مجموعة متنوعة من الأطعمة، فغزال الذيل الأبيض هو المطبخ المفضل لفهود فلوريدا، وإذا لم يتمكنوا من الحصول على ما يكفي من الغزلان لتلبية متطلباتهم الغذائية فسوف يأكلون على الخنازير البرية والراكون والأرانب والمدرع والطيور.

بينما يستطيع النمر الركض لمسافة تصل إلى 35 ميلاً في الساعة إلّا أنّهم يفضلون الانتظار بصبر حتى تأتي فريستهم ثم ينقضون عليهم، ويمكن أن يقفز النمر حتى 15 قدمًا في الهواء ليهبط فوق فريسته، وبمجرد الاستيلاء عليه يستخدمون مخالبهم القوية لتمزيق الحيوان حتى يتمكنوا من تناول الطعام عليه.

التكاثر والصغار

الفهود أو نمور فلوريدا هم إقليميون وانفراديون ما لم يتزاوج الزوج أو تربي الأنثى القطط الصغيرة، ويستخدمون الفيرومونات والعلامات الجسدية (مثل علامات المخالب أو البراز) لتحديد منطقتهم، ويتجول الذكور في مناطق أكبر بكثير من الإناث، ويمكن للذكر أن يجعل مساحة أكبر من 200 إلى 250 ميلاً مربعًا.

يمتد موسم التزاوج من أكتوبر حتى مارس، وتكون الأنثى مستعدة للتزاوج عندما يكون عمرها بين سنتين وثلاث سنوات، وعندما تكون الأنثى مستعدة للتزاوج فإنّها تترك علامات الرائحة للذكر ليجدها، وتولد القطط بعد حوالي ثلاثة أشهر، ولن تعيش كل القطط الصغيرة حتى مرحلة البلوغ، وتحضر الأم عرينًا في مكان جاف ومحمي مثل الغابة، وتلد ما بين واحدة وثلاث قطط.

عند الولادة تولد القطط وهي مغطاة بالبقع الداكنة، وتساعد البقع في تمويه القطط تحت حطام الغابة، والقطط معرضة للحيوانات المفترسة خاصة بعد الولادة مباشرة عندما تكون عمياء، ومع تطورها تتلاشى البقع وتبدو أكثر فأكثر مثل الفهود البالغين، وتبقى القطط مع والدتها لمدة عام ونصف تقريبًا قبل مغادرتها لتشكيل أراضيها الخاصة، وهذه القطط العمياء لديها معاطف مرقطة وعيون زرقاء، وفي حوالي أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع تفتح عيونهم ويبدأون في المشي.

القطط تبقى في أو بالقرب من العرين لمدة شهرين تقريبًا، ويتم فطامهم ويبدأون في أكل اللحوم عندما يبلغون من العمر حوالي شهرين، وتبدأ البقع الموجودة على معاطفهم في التلاشي بعد أربعة إلى ستة أشهر، ويتركون والدتهم عندما يبلغون من العمر حوالي عام ونصف، وبمجرد مغادرة والدتهم سوف يؤسسون أراضيهم الخاصة.

يأمل علماء الأحياء ألّا يكون الوقت قد فات لإنقاذ النمر في فلوريدا، ويوجد أقل من 200 من هذه الحيوانات في العالم، وتحظر العديد من المجموعات معًا شراء الأراضي التي يمكن للفهود العيش فيها، والعديد من الأفدنة التي يحتاجون إليها تظل تحت الملكية الخاصة لذلك قد يكون النجاح محدودًا بسبب التجزئة، ويعيش الفهود في فلوريدا حوالي 12 عامًا في البرية ولكن مع وجود مثل هذا العدد القليل من الفهود في فلوريدا، فإنّهم معرضون جدًا للأمراض والاضطرابات الوراثية وحوادث السيارات.

المفترسون والتهديدات

الحقائق هي أنّ نمر فلوريدا قد ينقرض، وقد بنى الإنسان مشاريع تطوير في العديد من المناطق التي كان يعيش فيها نمر فلوريدا، وأصبح موطن الفهود في فلوريدا مجزأً لدرجة أنّه يصعب عليهم التكاثر ورعاية صغارهم.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: