زواحف السمندل وصغارها

اقرأ في هذا المقال


كلمة السمندل أو زواحف ذات الذيل (salamander) هي اسم لمجموعة كاملة أو نظام علمي من البرمائيات التي لها ذيول مثل البالغين، وهذا يشمل البرمائيات المعروفة باسم نيوت والسمندر، كما تبدو معظم السمندل وكأنها صليب بين سحلية وضفدع، ولديهم بشرة رطبة وناعمة مثل الضفادع وذيول طويلة مثل السحالي، ويستخدم مصطلح نيوت (newt) أحيانًا للإشارة إلى السمندل الذي يقضي معظم العام في العيش على الأرض، ويطلق اسم السمندر (siren) عمومًا على السمندل الذي له رئتان وخياشيم ولا يتطوران أبدًا إلى ما بعد مرحلة اليرقات، وتشمل الأسماء الأخرى التي يطلق عليها السلمندر أولم (olm) وإبسولوتل (axolotl) وسحلية الربيع (Spring lizard) والكلاب المائي (water dog) وجرو الطين (mud puppy) وهلبندر (hellbender) وتريتون (triton) وثعبان البحر (Congo eel).

مظهر السمندل

معظم السمندل صغير الحجم وقليل من الأنواع يزيد طوله عن 6 بوصات (15 سم)، وصفارات الإنذار لها ساقان فقط ولكن الأنواع الأخرى من السمندل تطور أربع أرجل عند البالغين مع أصابع سمين في نهاية كل قدم، وبعض الأنواع مثل نيوت ذيل المجذاف لها أقدام مكشوفة بالكامل وأصابع قصيرة جدًا لنمط حياتها المائي، وأولئك الذين يحبون الحفر وأقل مائية مثل السمندل النمر ليس لديهم حزام على الإطلاق على أقدامهم، وتنمو رجلي السمندل الخلفيتين بشكل أبطأ من رجليه الأماميتين، أمّا الضفادع والعلاجيم هي عكس ذلك تمامًا، فتنمو أرجلها الخلفية بسرعة أكبر من أرجلها الأمامية، وإبسولوتل والذي يُنطق باسم (AX oh la tul) وهو سمندل فريد من المكسيك لديه القدرة على تجديد الأطراف المفقودة وأصبح مهمًا جدًا للدراسة العلمية.

كما تم العثور على استثناء من وجود أرجل مع السمندر وليس لديهم أرجل خلفية على الإطلاق، وذيولها الطويلة القوية مسطحة لمساعدة السمندر على السباحة مثل السمكة مع الذيل يرفرف من جانب إلى آخر، وقد طور أعضاء مختلفون من رتبة السمندل طرقًا مختلفة للتنفس، وتحافظ السمندر على خياشيمها طوال حياتها مما يسمح لها بالتنفس تحت الماء، وبينما يفقد البعض الآخر مثل السمندل النمر خياشيمهم مع تقدمهم في السن وتطور الرئتين لاستنشاق الهواء، ولكن معظمها مثل السمندل الشجري وسمندل كاليفورنيا النحيل لا تحتوي على رئتين أو خياشيم مثل البالغين، ويطلق عليها عادة السمندل عديم الرئة وهي تتنفس من خلال الجلد والأغشية الرقيقة في الفم والحلق.

عادة ما يكون للسمندل بشرة جافة وثؤلولية ولسمندل بشرة ناعمة وملساء، ولكن بالطبع هناك استثناءات، ومع ذلك بغض النظر عن الشكل الذي قد يبدو عليه أو يشعر به يحتاج السمندل وسمندل الماء إلى الحفاظ على بشرتهم رطبة، وإذا أصبحوا حارين وجافين فقد يموتون.

موطن السمندل

نظرًا لأنّ السمندل يحتاج إلى البقاء باردًا ورطبًا للبقاء على قيد الحياة فإنّ أولئك الذين يعيشون على الأرض يتواجدون في مناطق مظللة وغابات، ويقضون معظم وقتهم في البقاء بعيدًا عن الشمس تحت الصخور وجذوع الأشجار أو فوق الأشجار أو في الجحور التي حفروها في الأرض الرطبة، ويبحث البعض عن بركة من الماء، حيث يمكنهم التكاثر ووضع بيضهم قبل العودة إلى الأرض، وآخرون مثل السمندر وقنفذ البحر يقضون حياتهم بأكملها في الماء، وهناك 16 سمندلًا تعيش في الكهوف، ولديهم بشرة شاحبة للغاية وعيون منخفضة بشكل كبير وقد تكيفوا على العيش في ظلام دامس في برك المياه الجوفية، ويتحدى نيوت القيصر المرقط موطن البرمائيات النموذجية.

كما تعيش هذه الأنواع المهددة بالانقراض والمعروفة أيضًا باسم الإمبراطور الذي رصد نيوت أو الإيراني المهرج نيوت في جبال زاغروس في غرب إيران، وتوجد في مجاري مائية وبرك محاطة بأراضي شجيرات قاحلة، حيث تتواجد المياه فقط لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر في السنة، وليس بالضبط المكان الرطب المظلل الذي تتوقع أن تجد فيه سمندل الماء.

وفي أواخر آذار (مارس) وأوائل نيسان (أبريل) عندما بدأ هطول الأمطار وامتلأت الجداول والأحواض تظهر نيوت القيصر لتتغذى بشغف ثم تجد رفيقًا لها، وبعد موجة النشاط هذه يحل الصيف ويتجهون تحت الأرض يختبئون في التربة الرملية ويدخلون في حالة من السبات، حيث يتباطأ معدل ضربات القلب والتنفس ولا يأكلون، وقد لا يبدو النشاط لمدة أربعة أشهر في السنة كثيرًا ولكن نيوت القيصر يعرف بالتأكيد كيفية تحقيق أقصى استفادة منه.

السمندل والنظام الغذائي

سمك السلمندر لديه بعض الطرق الخاصة التي يجب تجنبها من أن تصبح الوجبة التالية للحيوان المفترس، ومعظم السمندل مثل سمندل الماء ذو ​​البقعة الحمراء لها بشرة سامة ذات ألوان زاهية، ويخبر اللون الغامق الحيوانات المفترسة أنّ النيوت ليس آمنًا للأكل، ويوجد لدى العديد من السمندل غدد في مؤخرة العنق أو على الذيل، ويمكن أن تفرز هذه الغدد سائلًا سامًا أو سيئ المذاق، ويمكن لبعض السمندر أن يتخلص من ذيله أثناء الهجوم وينمو ذيلًا جديدًا لاحقًا.

جميع أنواع السمندل من آكلات اللحوم ولكنها نادرًا ما تكون في عجلة من أمرها لتناول وجباتها، ونظرًا لأنّها تتحرك ببطء أكثر من غيرهم من آكلي اللحوم يميل السلمندر إلى أكل المخلوقات الرخوة بطيئة الحركة مثل ديدان الأرض والرخويات والقواقع، وقد يأكل السمندل الأكبر حجمًا الأسماك وجراد البحر والثدييات الصغيرة مثل الفئران والذبابة، وقد يقتربون من هدفهم ببطء ثم يقومون بالإمساك سريعًا بأسنانهم الحادة، أو قد يختبئون وينتظرون حتى تمر وجبة لذيذة قريبة بما يكفي لانتزاعها، ويمكن للعديد من السمندر أن نفض الغبار عن ألسنتهم لالتقاط الطعام أثناء مروره.

تكاثر السمندل والصغار

يفقس معظم السلمندر من البيض، وتضع إناث السمندل التي تعيش بالكامل في الماء بيضة -تصل إلى 450- أكثر من تلك التي تقضي بعض الوقت على الأرض، ويضع نيوت كاليفورنيا كتلة من 7 إلى 30 بيضة على النباتات الموجودة تحت الماء أو الجذور المكشوفة، والبيض محمي بغشاء سام شبيه بالهلام، والسمندر عديم الرئة مثل السمندل الشوكي هم آباء مخلصون يتشاركون في واجبات حراسة البيض، ويلفون أجسادهم حول البيض ويقلبونه من وقت لآخر، وهذا يحمي البيض من الحيوانات المفترسة والالتهابات الفطرية، وتحافظ بعض الأمهات على بيضها آمنًا عن طريق لف الأوراق حول كل واحدة عند وضعها حتى 400 بيضة، وتسمى السلمندر في المرحلة اليرقية من تطورها (efts).

أنواع السمندل المختلفة لها دورات حياة مختلفة أيضًا، حيث يتكاثر البعض ويضع بيضه ويفقس على الأرض، بينما يتكاثر البعض الآخر مثل بعض أسماك النيوت ويضع البيض في الماء، وعندما يفقس البيض تنمو اليرقات في الماء قبل أن تتجه إلى الأرض وهي ناضجة، ولا يزال البعض الآخر مثل السمندل العملاق والهلبندر (hellbender) يقضون جميع مراحل دورة حياتهم في الماء، والسلمندر عديم الرئة يحتوي على بيض يفقس مباشرة إلى سمندل صغير ويتخطى مرحلة اليرقات تمامًا، ويعيش إبسولوتل حياته المائية في مرحلة اليرقات ولا يتطور أبدًا إلى ما وراء سماته اليرقية، وهي حالة تسمى استدامة المرحلة اليرقية.

الحفاظ على السمندل

الناس أسوأ عدو للسمندل، فعلى سبيل المثال السمندل الصيني العملاق في خطر حرج حيث يتم اصطياده بشكل غير قانوني من قبل البشر للحصول على الطعام وتستخدم أجزاء من جسمه في الأدوية الصينية التقليدية، ويواصل البشر تلويث وتدمير موائل الأراضي الرطبة حيث يعيش سمندل الماء والسمندل، وحيث أنّ هذه البرمائيات تحتاج إلى الماء لتعيش، وتسبب ملء بركهم واستخدام المبيدات الحشرية وإعادة توجيه المياه لتلبية احتياجاتنا الخاصة في حدوث انخفاض في العديد من مجموعات السمندل فأكثر من 70 نوعًا مدرجة حاليًا على أنّها معرضة لخطر شديد، ونحتاج جميعًا للمساعدة في الحفاظ على الموائل المتبقية وتوفير حدائق ومتنزهات جديدة لهذه المخلوقات الفريدة.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: