طائر فلمار القطب الشمالي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


كاسر العظام الشمالي أو فلمار القطب الشمالي (northern fulmar) هو طائر بحري ممتلئ الجسم ومتوسط الحجم مثل مزيج بين مياه القص والنوارس، ويمكن رؤيتها منفردة أو في قطعان وغالبًا ما ترتبط بشكل غير وثيق بالطيور البحرية الأخرى عند التغذية، ويتكاثر على المنحدرات في خطوط العرض العالية عبر نصف الكرة الشمالي حيث وجدت في البحر في الماء البارد، ونادرًا ما يُرى من الأرض باستثناء المستعمرات، وقد تكون مجموعات المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ من الأنواع المنفصلة.

موطن فلمار القطب الشمالي

توجد طيور فلمار القطب الشمالي في جميع أنحاء شمال المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي في نصف الكرة الشمالي، وتحدث في أقصى الجنوب مثل كيب كود وماساتشوستس في غرب المحيط الأطلسي والجزر البريطانية في شرق المحيط الأطلسي واليابان في غرب المحيط الهادئ وكاليفورنيا في شرق المحيط الهادئ، وهناك 3 سلالات معترف بها، وينتشر فلمار القطب الشمالي على نطاق واسع عبر المحيط الأطلسي حيث يسافر الأفراد بانتظام بين أمريكا الشمالية وبريطانيا بما في ذلك الأفراد غير الناضجين.

في غرب المحيط الأطلسي معظم الفلمار الشمالي في 11 مستعمرة كبيرة فوق 65 درجة شمال خط العرض في شرق كندا، وتم العثور على مستعمرات تكاثر إضافية في جرينلاند ونيوفاوندلاند ولابرادور، وتحدث تركيزات فلمار القطب الشمالي حول نيوفاوندلاند في أوائل الربيع وتشير بعض الأدلة إلى حركة عامة باتجاه الشمال في السكان بين مايو ويوليو، وتنتشر الفراخ جنوبًا بسرعة من مستعمرات التكاثر في سبتمبر وأكتوبر، وفي الشتاء تحدث غالبية الفلمار الشمالي في المياه البعيدة عن الشاطئ ونادرًا ما يتم ملاحظتها.

مظهر فلمار القطب الشمالي

هناك 4 أشكال لونية من الفلمار الشمالي: داكن جدًا وداكن وفاتح وفاتح جدًا، ويبدو أنّ الأشكال اللونية تختلف في توزيعها خلال موسم التكاثر وفي توقيت طرحها، وتتميز الأنواع الفرعية الثلاثة المعترف بها بالاختلافات في طول المنقار وسمكها ونسبة الأشكال المختلفة للألوان على الرغم من أنّ الأنواع الفرعية لديها أفراد ذوو ألوان متعددة بشكل عام، ويبدو أنّ الأفراد من مختلف الأشكال اللونية يتزاوجون بشكل عشوائي على الرغم من أنّ مستعمرات التكاثر تميل إلى أن تتكون أساسًا من لون واحد يتحول، ولا يمكن تمييز الأفراد غير الناضجين عن البالغين، وتحدث معظم عمليات الريش في شهر يوليو.

الذكور أكبر قليلاً وفي المتوسط ​​835 جم بينما متوسط ​​الإناث 700 جم (نطاق الكتلة من 450 إلى 1000 جم)، والجنسين متشابهان في المظهر العام، ويبلغ طول فلمار القطب الشمالي من 45 إلى 50 سم مع جناحيها من 102 إلى 112 سم، وله منقار سميك وأصفر إلى رمادي مع مناطق أغمق فوق الأنابيب، وأرجلهم بلون اللحم إلى الرمادي، وتكون الأشكال الداكنة أكثر شيوعًا في الأجزاء الجنوبية من مداها في المحيط الأطلسي والأجزاء الشمالية من مداها في المحيط الهادئ، وتعد الأشكال ذات اللون الفاتح أكثر شيوعًا في الجزء الشمالي من النطاق في المحيط الهادئ.

تكاثر فلمار القطب الشمالي والصغار

طائر فلمار القطب الشمالي أحادي الزوجة وينضمون إلى زملائهم كل عام في نفس موقع العش للتكاثر، وإذا مات رفيق الفرد فسوف يتزاوج مع رفيق شاب عديم الخبرة في العام التالي ولكن في نفس موقع العش، ويلتقي الذكور والإناث في مستعمرة التعشيش لبضعة أسابيع قبل أن يضعوا بيضة، ويتزاوجان بشكل متكرر ثم يغادر كلاهما للبحث عن العلف خلال مرحلة ما قبل التمدد.

خلال فترة ما قبل الزرع وتخزن الإناث الحيوانات المنوية في الجهاز التناسلي وتبدأ عملية تكوين الصفار والتي تستغرق حوالي 23 يومًا، وبعد تكوين الصفار تبيض الإناث ويتم تخصيب البويضة وتعود الأنثى إلى المستعمرة وتضع بيضتها في غضون ساعات قليلة من وصولها، ويحدث وضع البيض بعد حوالي 3 أسابيع من التزاوج.

يبدأ فلمار القطب الشمالي في التكاثر في أبريل ويضع بيضه في أواخر مايو إلى أوائل يونيو في مستعمرات كبيرة على الحواف وبين الصخور، وقد يعششون أيضًا في مناطق بها تربة ونباتات أكثر من الطيور البحرية الأخرى بل سيعششون في المباني والجدران، والأعشاش عبارة عن خدوش بسيطة إلى حد ما تصطف أحيانًا بقطع من النباتات، ومن 80 إلى 99٪ من الأعشاش يُعاد استخدامها من قبل عضو واحد على الأقل من الزوج الأصلي كل عام، وتضع الإناث بيضة واحدة بيضاء وتستمر فترة الحضانة من 47 إلى 53 يومًا.

تستغرق عملية الفقس من 4 إلى 5 أيام، ويفرخ الشباب في عمر 49 إلى 58 يومًا في أوائل سبتمبر مع مغادرة آخر شباب فلمار القطب الشمالي مواقع الولادة بحلول أوائل أكتوبر، والنضج الجنسي لا يصل إلى سن 5 إلى 20 سنة (متوسط ​​8 سنوات للذكور و 12 سنة للإناث).

يحضن كلا الوالدين البيض ويبقون في العش لمدة من 1 إلى 11 يومًا (متوسط ​​4.6) حتى يريحهم الوالد الآخر، وغالبًا ما يأخذ الذكور نوبات حضانة طويلة بشكل خاص في بداية الحضانة على الأرجح للسماح للإناث بالتعافي من وضع البويضة، ويفقس الشباب بغطاء خفيف من أسفل ويهتم به الوالدان عن كثب لمدة 10 إلى 16 يومًا بعد الفقس، وبعد ذلك يقوم الآباء في المقام الأول بزيارة العش لإطعام صغارهم، كما إنّهم قادرون على التنظيم الحراري في عمر 3 إلى 6 أيام.

يقوم الآباء بإطعام صغارهم عن طريق القلس استجابة لنداء استجداء الكتكوت من الطعام، ويبلغ عمر الصغار من 49 إلى 58 (متوسط ​​53) يومًا وبعد حوالي 4 إلى 5 أيام من توقف الوالدين عن إطعامهم، ويبلغ حجم نمو الشباب 115 إلى 119٪ من كتلة جسم البالغين، وتتمتع فلمار القطب الشمالي بأعمار طويلة بشكل استثنائي، ويقدر متوسط ​​العمر المتوقع للبالغين بـ 31.8 سنة، وتم الإبلاغ عن تكاثر الطيور لأكثر من 50 عامًا، ومعدلات البقاء السنوية حوالي 0.988 للبالغين، وتحدث معظم الوفيات أثناء مرحلة البيض ومراحل الفقس المبكرة.

تواصل وإدراك فلمار القطب الشمالي

فلمار القطب الشمالي هو أحد الأنواع القليلة من الطيور التي تتمتع بحاسة شم متطورة، وقد يستخدمون الشم للكشف عن الفريسة والعثور عليها ويمكن أن تنجذب إلى المناطق عن طريق روائح زيت السمك، وعلى غرار طيور النوء ومياه القص الأخرى تنبعث منها رائحة قوية من المسك، وتنبعث هذه الرائحة من الأفراد عند التعامل معها ويمكن بسهولة اكتشاف الطوائف والأسراب من خلال رائحتها، وتشارك الطيور أحيانًا في عملية التبييض الشامل عند العودة إلى مستعمرات التكاثر.

وُصفت نغمات طيور الفلمار القطب الشمالي بأنّها طقطقة أو نهيق بسرعات مختلفة، وتُستخدم هذه الأصوات أثناء التودد وفي مناهج تعشيش المستعمرات وفي العدوان على الدخلاء، كما يقومون بإجراء مكالمات أخرى وتوصف بأنها همهمات ومك وبصق والتي تحذر من أنّ هذه الطيور على وشك أن تبصق عليهم زيت المعدة وهي آلية دفاعية، ويستخدم الكتاكيت مكالمة تسول الطعام التي تحفز الوالدين على التقيؤ.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: