اقرأ في هذا المقال
- مظهر النسر
- النسر مقابل الصقر
- موطن النسر
- النظام الغذائي النسر
- النسر المفترس والتهديدات
- تكاثر النسر والصغار
يُطلق على النسور (eagle) لقب ملك جميع الطيور وهي طيور كبيرة وقوية من الطيور الجارحة التي تبدو وكأنها تحلق بشكل مهيب في الهواء بحثًا عن وجبتها التالية، وعلى الرغم من أنّه ليس الطيار الأكثر رشاقة وإلّا أنّ سرعته الرائعة في الهواء تتناقض بالتأكيد مع حجمه الهائل مقارنة بالطيور الأخرى، ومعظم الأنواع محمية بشكل جيد من قبل الحكومات ومنظمات الحفظ والإجراءات الدولية في جميع أنحاء العالم ولكن عددًا قليلاً من الأنواع الأكثر غموضًا معرضة لخطر الانقراض.
مظهر النسر
النسر هو من بين أكبر الطيور وفقط بعض الكندور والنسور يمكن أن ينافسها في الحجم الهائل، وأكبر أنواع النسور مثل النسر الخشن ونسر البحر ستيلر، ويصل وزنها إلى 20 رطلاً وعرض جناحيها حوالي 7 أو 8 أقدام من طرف إلى طرف، وتميل الإناث إلى أن تكون أكبر من الذكور في المتوسط ولكن ليس من الواضح تمامًا سبب ذلك، حيث ربما كان ذلك لحماية الكتاكيت من الخطر عندما يكون الذكر بعيدًا.
كما تمتلك النسور مناقير حادة وذات حجم ثقيل وهذا ما يميزها، إلى جانب أنها تمتلك أربعة مخالب كبيرة على كل قدم، مع وجود نتوءات صغيرة تظهر أسفل أقدامهم، والتي تسمى شويكات للإمساك بالفريسة، وعلى عكس نسر الزبال فإنّ النسور لها أيضًا رأس مكسو بالريش بالكامل وأحيانًا تتوج في قمة فاخرة المظهر.
النسر مقابل الصقر
النسور والصقور متشابهون جدًا في سلوكهم وخصائصهم الجسدية، ويُطلق على حوالي 15 نوعًا اسم نسور الصقر نظرًا لخصائصها الوسيطة المختلطة، ولكن بشكل عام الصقور أصغر حجما بكثير حيث نادرا ما يتجاوز جناحيها أكثر من 5 أقدام.
موطن النسر
تم العثور على هذه الطيور مع فراخها في جميع أنحاء العالم في كل نوع من الموائل تقريبًا من أقصى شمال التندرا إلى الغابات الاستوائية المطيرة والصحاري، وهناك نوعان فقط وهما النسر الأصلع والنسر الذهبي شائعان في أمريكا الشمالية بينما تسعة أنواع مستوطنة في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، ويحتوي النصف الشرقي من الكرة الأرضية على أكبر تركيز لهم لا سيما في إفريقيا، والعديد من الجزر المنتشرة في جميع أنحاء المحيطين الهندي والهادئ لها أنواعها المميزة أيضًا.
النظام الغذائي النسر
تعتبر هذه الطيور مع صغارها من الحيوانات المفترسة في قمة كل نظام بيئي توجد فيه، وينعكس هذا بشكل خاص في تشريحها حيث تمتلك الطيور منقارًا حادًا ومخالب مهيأة خصيصًا لتمزيق اللحم وتمزيقه، كما أنّه لا يخجل من البحث عن الطعام الذي تركته الحيوانات الأخرى وراءه أو قتلته، وفي الواقع فإنّ ميل النسر الأصلع لسرقة قتل الطيور الأخرى دفع بنجامين فرانكلين ذات مرة إلى القول إنّه طائر: “ذو شخصية أخلاقية سيئة”، وعلى الرغم من الاعتقاد السائد لم يقترح أن يكون الديك الرومي هو الرمز الوطني للولايات المتحدة بدلاً من ذلك، وهذه الطيور هي أيضًا وليمة أو نوع من المجاعة حيث يمكن أن تستمر في بعض الأحيان عدة أسابيع بين الوجبات.
يعتمد النظام الغذائي المفضل لهذه الطيور ولصغارها في الغالب على المكان الذي تعيش فيه وما تتكيف معه، وتشمل الفرائس الأكثر شيوعًا الأسماك وسرطان البحر والثعابين والبرمائيات والطيور الصغيرة والقوارض والثدييات الأخرى وأحيانًا بحجم الغزلان أو الخنازير، ومع ذلك نادرًا ما تلتصق هذه الطيور بنوع واحد من الطعام، وعلى الرغم من أنّه قد يكون لديهم تفضيل واحد (من الواضح أنّ نسور الأسماك تستهلك الأسماك)، إلّا أنّهم سيأكلون أيضًا مجموعة واسعة من الأطعمة الأخرى بناءً على ما هو متاح في ذلك الوقت، وإذا كانت الوجبة كبيرة جدًا بحيث لا يمكن حملها في مخالبها فسيأكلها الطائر مباشرة حيث قتل الحيوان.
النسر المفترس والتهديدات
حتى القرنين التاسع عشر والعشرين واجهت هذه الطيور مع صغارها تاريخياً تهديدات قليلة في البرية، ولكن التأثير المشترك للصيد الجائر وفقدان الموائل واستخدام مبيدات الآفات والتي تسربت إلى البيئة والمياه، حيث يهدد العديد من الأنواع بالانقراض، وفي الأماكن التي يتم فيها تنظيم الصيد واستخدام مبيدات الآفات بإحكام تتعافى أعداد النسور بسرعة، ولا يوجد لدى الشخص البالغ حيوانات مفترسة طبيعية أخرى في البرية، ولكن البيض والفراخ قد يفترسها الصقور والبوم والراكون والقطط وغيرها من الحيوانات آكلة اللحوم.
تكاثر النسر والصغار
بعد عرض قصير للتودد والذي يمكن أن يشمل أداءً جويًا مثيرًا للإعجاب وسلوكًا متزامنًا تشكل هذه الطيور أزواجًا قوية بشكل استثنائي تتزاوج مدى الحياة، وهذا يسمح لهم بالإنشاء والاستمرار في البناء على نفس العش عامًا بعد عام، وعادةً في منحدر أو شجرة عالية يتعذر الوصول إليها، وعادة ما تتكون هذه الأعشاش التي يطلق عليها أيضًا اسم العيون من العصي والطحالب والأشنات ومواد نباتية أخرى، ومع ذلك فإنّ معظم هذه الطيور تستخدم العش فقط عندما تقوم بالفعل بتربية صغارها وتتخلى عنه مؤقتًا لبقية العام.
بمجرد أن تضع الأنثى بيضها تحضنها لمدة شهر أو شهرين بينما يقوم الأب بالصيد وتوفير معظم الطعام، ويمكن أن تنتج هذه الطيور ما بين بيضة واحدة وأربع بيضات ولكن الفرخ الأكبر المهيمن قد ينتهي به الأمر بالقتل أو التنافس على البيض الأصغر، وفي حين أنّ هذا قد يبدو قاسيًا إلّا أنّه يمثل استراتيجية فعالة لضمان بقاء كتكوت واحد على قيد الحياة دائمًا تقريبًا وخاصة وأنّ معدلات الوفيات مرتفعة بالفعل بين الصغار.
عادة ما ينمو ريش طيرانهم بعد بضعة أشهر ولكن نظرًا لأنّ لديهم فترات نضج طويلة فقد يستغرق الأمر ما يصل إلى ثلاث أو أربع سنوات قبل أن يصبحوا بالغين، ويبلغ متوسط العمر المتوقع للأنواع النموذجية حوالي 20 إلى 30 عامًا في البرية، ومع تقدم العمر يبدأ الطائر في فقدان بعض من حافته في الصيد، وفي الأسر حيث يكون لديها دائمًا وجبة مضمونة يمكن أن تعيش هذه الطيور أحيانًا حوالي 50 عامًا.
ويبدو أنّ معظم الأنواع في جميع أنحاء العالم وليس جميعها تتمتع بصحة ممتازة، ويعتبر النسر الأصلع من الأنواع الأقل إثارة للقلق من قبل القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة مع بقاء أكثر من 100000 فرد، ويعد هذا ارتدادًا ملحوظًا منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي عندما كان لا يزال على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض، ويعد النسر الذهبي أيضًا نوعًا من الأنواع الأقل إثارة للقلق حيث بقي أكثر من 100000 فرد. على النقيض من ذلك فإنّ نسر الخطاف في أمريكا الوسطى والجنوبية على وشك الانحدار والتهديد.
وبالمثل فإنّ نسر السهوب في آسيا الوسطى في حالة انحطاط، وعلى الرغم من وجود ما يقرب من 50000 إلى 75000 بالغ متبقي، إلّا أنّها مدرجة في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة لقائمة الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) باعتبارها من الأنواع المهددة بالانقراض.