مرض الزرق في الخيول

يقدر معدل انتشار مرض الزرق ما بين (0.07 إلى 0.5) في المائة من الخيول، وتعتبر الخيول المصابة بالتهاب العنبية المتكرر أو التي يزيد عمرها عن 15 عامًا أكثر عرضة للإصابة بمرض الزرق، وهذه حالة تنكسية ومؤلمة يمكن أن تؤدي إلى العمى، ومن الضروري أن بقوم الطبيب البيطري بمعاينة الحصان عند ملاحظة أنه قد يكون مصاب بهذا المرض.

ما هو مرض الزرق؟

مرض الزرق أو الجلوكوما (Glaucoma) هو مصطلح يغطي مجموعة من الأمراض المترقية والمنهكة التي تسبب زيادة ضغط العين وتؤدي في النهاية إلى العمى، ويحدث هذا غالبًا بعد التغييرات في تكوين وتصريف سائل العين أو الخلط المائي، ويمكن أن تختلف الأسباب، ومع ذلك، فإن السبب الأكثر شيوعًا لهذه الحالة في الخيول هو التهاب القزحية المتكرر.

أعراض مرض الزرق في الخيول

يمكن أن يكون من الصعب على المالكين اكتشاف مرض الزرق، خاصةً في المراحل المبكرة، وفي كثير من الأحيان، تكون العلامة الوحيدة لهذه الحالة هي اتساع طفيف في حدقة العين، كما يمكن رؤية الأعراض الأخرى وتختلف حسب شدة المرض، وقد تشمل هذه الأعراض ما يلي:

• عتامة القرنية (Corneal opacity).

• عين حمراء أو مؤلمة (Red or painful eye).

• إغلاق العين أو التحديق (Eye closure or squinting).

• ضعف البصر أو العمى (Reduced vision or blindness).

• الإفراط في إنتاج الدموع (Excessive production of tears).

• انقباض حدقة العين (Pupil constriction).

• ضمور الجسد الأسود (Corpora nigra atrophy).

• انفصال الشبكية في الحالات الشديدة (Retinal detachment in severe cases).

• عيون متضخمة (Enlarged or buphthalmic eyes).

أسباب إصابة الخيول بمرض الزرق

الخلط المائي مادة طبيعية توجد في العين، وتدعم صحة العين وتغذي التراكيب المختلفة، وينتج هذا عن عمليات الجسم الهدبي للعين وينتقل عبر العين ويتم تصريفه من خلال مسارات التدفق الخارجي القزحي القرني والعنفي، وفي كثير من حالات مرض الزرق، يتم حظر تصريف الخلط المائي، وهنالك عدة أسباب لذلك:

• الأسباب الأولية: بسبب التغيرات التي تطرأ على البنية الداخلية للعين، مما يؤدي إلى مسار تدفق خارجي غير طبيعي للقزحية القرنية أو العنبية.

• الأسباب الثانوية: تحدث بسبب انسداد مسارات التدفق الناتج عن الصدمة مثل ثقب القرنية أو الالتهاب أو أورام العين أو حالات التهاب القزحية المتكررة.

•  مرض الزرق الخلقي: تم الإبلاغ عن هذا المرض في المهور بسبب التشوهات التنموية.

كيفية تشخيص مرض الزرق في الخيول

سيقوم الطبيب البيطري بإجراء فحص على أنف الحصان، ومناقشة تاريخه السريري وأي مخاوف قد تكون لدى المالك، وإذا ظهرت على الحصان علامات مرض الزرق، فسيقوم الطبيب البيطري بإجراء فحص سريع للعين باستخدام ضوء خاص للنظر في العين، كما سيسمح له ذلك بتصور السائل في العين، وقد يسمح له برؤية الانسدادات أو التراكم أو الصدمات.

إذا اشتبه الطبيب البيطري في وجود مرض الزرق، فسيقوم بإجراء اختبار لقياس ضغط العين (intraocular pressure (IOP))، حيث يتم إجراء هذا الاختبار باستخدام مقياس التوتر للعين (tonometer)، وهو أداة صغيرة محمولة باليد، ويتم تنفيذ هذا الإجراء عن طريق وضع مخدر موضعي على عين الحصان؛ لمنعها من الوميض أثناء الفحص.

وقد يقوم الطبيب البيطري أيضًا بتطبيق إحصار عصبي على العصب الأذني الوراثي للمساعدة في الفحص، ثم يتم تسجيل ضغط العين، ويعتبر النطاق الطبيعي لضغط العين (20-28) مم زئبق، فإذا كان القياس أعلى من 32 مم زئبق، فيمكن إجراء تشخيص مرض الزرق.

كيفية علاج مرض الزرق في الخيول

عند اختيار خطة علاجية للخيل، سيقوم الطبيب البيطري بتقييم عمره، وأي حالات موجودة مسبقًا لديه، وشدة المرض والأعراض، وسيكون الإجراء الأول الذي يتخذه الطبيب البيطري هو توفير تخفيف الآلام للحصان ومحاولة تقليل ضغط العين، ويمكن إعطاء الأدوية الموضعية مثل الكورتيكوستيرويدات (corticosteroids) التي يمكن وضعها في عين الحصان لتقليل الالتهاب.

كما يمكن أيضًا إعطاء مضادات الالتهاب غير الستيرويدية عن طريق الفم لتقليل الالتهاب وتسكين الآلام، ويمكن إعطاء حاصرات بيتا (Beta-blockers) ومثبطات الأنهيدراز الكربونية (carbonic anhydrase inhibitors) بشكل منفصل أو مجتمعة للتقليل من الألم.

قد يشعر الطبيب البيطري أن أفضل طريقة لعلاج الخيل هي العلاج الجراحي، والهدف من العلاج هو تقليل إنتاج السوائل في العين عن طريق الاستئصال الهدبي الجزئي، كما يتم إجراء ذلك بشكل شائع باستخدام ليزر الصمام الثنائي تحت التخدير العام أو التخدير باستخدام كتلة عصبية موضعية، وإذا تم إجراء هذا الإجراء تحت التخدير، فقد يكون من الممكن إجراؤه كإجراء خارجي، وإذا استمر الحصان في المعاناة من آلام في العين، فقد يوصي الطبيب البيطري بإجراء استئصال (جراحة إزالة العين)، ويمكن القيام بذلك إما تحت التخدير العام أ و تحت التخدير الدائم، وبعد ذلك يمكن وضع طرف صناعي جراحيًا.