من المتعارف عليه أنّ معظم الحيوانات تمتلك حاسة شمّ تساعدها على التعايش والقدرة على تحديد أماكن الطعام ومعرفة أماكن الصيد واشتمام رائحة الحيوانات الأخرى، ولعلّ الأنف هو الحاسة المتعارف عليها لالتقاط الروائح التي تشير إلى معلومات يتم معالجتها بالدماغ قبل اتخاذ القرارات، ولعلّ الأفعى من الحيوانات التي تمتلك أنفاً حالها كحال معظم الحيوانات إلا أنّه لا يمثّل حاسة الشمّ لديها بصورة أساسية، فكيف تشتم الأفاعي الروائح من حولها؟
كيف تشم الأفاعي الروائح من حولها
1. تشم الأفاعي الروائح باستخدام الأنف
تعتبر الأفاعي واحدة من أكثر الزواحف خطورة وأكثرها قدرة على إلحاق الضرر بالكائنات الحية مستخدمة سمّها القاتل، ولعلّ الأفاعي لا تقوم بمهاجمة الحيوانات الأخرى أو الكائنات الحية إن لم تشعر بالخطر، فهي حيوانات خجولة ترفض المجازفة أو المواجهة ولكن إذا تحتّم الأمر فهي تهاجم بكلّ ما أوتيت من قوّة في سبيل النجاة.
تعتبر الأفاعي من الحيوانات التي تمتلك أنفاً في مقدمة الرأس فوق الفم مباشرة والذي يظهر في كثير من الأحيان على شكل ثقبني صغيرين، وهذ الأنف عادة ما يستخدم في اشتمام الروائح التي تنتقل عبر الهواء بصورة طبيعية، ولكن لا يعتبر الأنف عاملاً رئيسياً في الطريقة التي تتعايش فيها الأفعى من حيث حاسة الشمّ ومدى قوّتها، فالأنف لدى الأفاعي ليس متطوراً إلى درجة الاعتماد عليه بصورة نهائية.
2. تشم الأفاعي الروائح باستخدام اللسان
يعتبر لسان الأفاعي هو العلامة التي تمتاز بها هذه الحيوانات الخطرة، إذ يعتبر اللسان الذي يخرج من فمها بصورة سريعة هو السلاح الأول والأكثر دقّة في الطريقة التي تتعايش فيها الأفعى وفقاً للبيئة المحيطة، فاللسان مجهّز بمجسات وأعصاب تساعده في اشتمام الروائح التي حوله بصورة دقيقة للغاية، حيث يمكن للأفعى أن تحدّد درجة حرارة الطقس ومدى ملائمته لطبيعتها الجسمانية، كما ويمكن لها تحديد أماكن الطعام.
عادة ما تقوم الأفاعي باستخدام لسانها بصورة أكبر من الأنف، حيث أنّ هذا اللسان يقوم بإرسال معلومات إلى جزء حيوي آخر مسؤول عن حاسة الشمّ موجود في الفم، وهذا بدوره يقوم بنقل المعلومات بصورة مباشرة إلى الدماغ ليتم بعد ذلك اتخاذ القرارات، حيث أنّ الأفاعي تستطيع أن تشمّ رائحة القوارض مثل الفئران والجرذ والحشرات والديدان التي تتغذى عليها، وتشتم أيضاً من خلال اللسان رائحة الحيوانات التي تشكّل خطورة على حياتها.