قلة من الحيوانات استحوذت على الخيال مثل الدببة البنية (Brown Bear)، حيث يمكنهم الوقوف على قدمين والمشي على باطن أقدامهم والتقاط الأشياء بأصابعهم وغالبًا ما يأكلون ما نأكله، وهذا إلى جانب قدرتهم على التواصل مع بعضهم البعض من خلال علامات الخدش المتروكة على الأشجار والروائح والأصوات، حيث ينشئ تشابهًا لطريقتنا في الحياة، ووقعت بعض أكبر الحيوانات آكلة اللحوم والدببة البنية فريسة للصيد ونزاعات أخرى مع البشر، ومن المعلوم أنّ اسمها العلمي هو (Ursus arctos).
النطاق الجغرافي والموطن
تراوحت الدببة البنية ذات مرة في جميع كل من أنحاء أوروبا الشمالية والوسطى وكذلك آسيا وأيضًا جبال أطلس في المملكة المغربية والجمهورية الجزائرية وغرب أمريكا الشمالية وصولًا إلى جنوب المكسيك، وتوجد الآن بأعداد صغيرة للغاية من أوروبا الغربية وفلسطين إلى شرق سيبيريا ومنطقة الهيمالايا وربما جبال الأطلس في شمال غرب إفريقيا وهوكايدو، ويظل سكان شمال أمريكا الشمالية في ألاسكا وغرب كندا مستقرين إلى حد ما، وقد تم استئصال العديد من السكان في الولايات المتحدة بما في ذلك سكان سييرا نيفادا وجنوب روكي، كما تم استئصال سكان شمال المكسيك في الستينيات.
تحتل الدببة البنية مجموعة متنوعة من الموائل من حواف الصحراء إلى الغابات الجبلية العالية وحقول الجليد، وفي أمريكا الشمالية يبدو أنّهم يفضلون المناطق المفتوحة مثل التندرا ومروج جبال الألب والسواحل، وتاريخيًا كانت شائعة في السهول الكبرى قبل وصول المستوطنين الأوروبيين، وفي سيبيريا يتواجد الدب البني بشكل أساسي في الغابات بينما يقتصر السكان الأوروبيون بشكل أساسي على الغابات الجبلية، كما إنّ متطلبات الموائل الرئيسية للدب البني هي منطقة ذات غطاء كثيف يمكن أن تؤويها نهارًا.
الوصف المادي والمظهر
تعتبر الدببة البنية وصغارها واحدة من أكبر الحيوانات آكلة اللحوم والتي يبلغ طولها من 1 إلى 2.8 متر من الرأس إلى الردف وذيولها من 65 إلى 210 ملم، كما يبلغ ارتفاعها من 90 إلى 150 سم عند الكتف ويمكن أن ترتفع على ارتفاع مخيف يبلغ 8 أقدام عند الوقوف منتصبة على أرجلها الخلفية، ويتراوح وزنها من 80 إلى أكثر من 600 كجم، وفي المتوسط يكون الذكور البالغين أكبر بنسبة 8 إلى 10٪ من الإناث، والدب البني هي الأكبر على طول ساحل جنوب ألاسكا وفي الجزر المجاورة حيث يبلغ متوسط وزن الذكور 389 كجم ومتوسط الإناث 207 كجم على الرغم من أنّ وزن بعض الذكور قد يصل إلى 780 كجم.
المسافة بين الأنياب من 6 إلى 8 سم وينخفض الحجم بسرعة في الشمال والشرق حيث يزن الأفراد في جنوب غرب يوكون 140 كجم فقط في المتوسط، وعادة ما يكون الفراء بني غامق ولكنه يختلف من الكريمي إلى الأسود تقريبًا، ويمتلك الأفراد في جبال روكي شعيرات طويلة على طول الكتفين والظهر وهي متجمدة باللون الأبيض مما يعطي مظهرًا أشيبًا ومن هنا جاء الاسم الشائع للدب الأشيب في تلك المنطقة، والدببة البنية قوية للغاية ولديها قدرة تحمل جيدة حيث يمكنهم قتل بقرة بضربة واحدة والتغلب على الحصان والتغلب على الأولمبي وسحب الأيائل الميتة صعودًا.
التكاثر والصغار
تتزاوج إناث الدببة البنية مع عدة ذكور خلال فترة الشبق الذي يستمر من 10 إلى 30 يومًا، كما يمكن للذكور القتال على الإناث وحراستهم لمدة 1 إلى 3 أسابيع، ومن المحتمل أن يتم الإبلاغ عن تقبل الإناث من خلال وضع علامات الرائحة في جميع أنحاء أراضيها.
يتم تزاوج الدببة البنية من مايو إلى يوليو، وتتطور البويضات المخصبة إلى مرحلة الكيسة الأريمية وبعد ذلك يتأخر الانغراس في الرحم، ويتم زرع الكيسة الأريمية بعد حوالي 5 أشهر من التزاوج وعادةً في شهر نوفمبر عندما تدخل الأنثى نومها الشتوي، ويتبع ذلك حمل من 6 إلى 8 أسابيع مع حدوث الولادات من يناير إلى مارس (عادة عندما تكون الأنثى في حالة سبات).
يتراوح إجمالي وقت الحمل بما في ذلك ما قبل الزرع من 180 إلى 266 يومًا، وتظل الإناث في حالة شبق طوال موسم التكاثر حتى حدوث التزاوج ولا تتم الإباضة مرة أخرى لمدة عامين على الأقل (عادة 3 أو 4) سنوات بعد الولادة، ويولد اثنان إلى ثلاثة ذرية بشكل عام لكل فضلات، وتنضج الدببة البنية جنسياً بين 4-6 سنوات ولكنها تستمر في النمو حتى سن 10-11 سنة، ومن المعروف أنّ الدببة تعيش وتتكاثر في متنزه يلوستون في سن 25 عامًا ويصل العمر المحتمل في الأسر إلى 50 عامًا.
يطلق على اسم صغير الدب البني أو الشبل الدب البني اسم الديسم وتولد الصغار مكفوفة وعاجزة وعراة وتزن ما بين 340 إلى 680 جرامًا فقط، وتبلغ وزن الأشبال بعمر 3 أشهر حوالي 15 كجم بمتوسط وزن يبلغ 6 أشهر 25 كجم، وتستمر الرضاعة لمدة 18 إلى 30 شهرًا على الرغم من أنّ الأشبال تأكل مجموعة متنوعة من الأطعمة بعمر 5 أشهر تقريبًا، وتبقى الأشبال مع الأم حتى ربيعها الثاني على الأقل (عادة حتى الربيع الثالث أو الرابع) ولا يساهم ذكر الدببة البنية في رعاية الوالدين، ويمكن أن تعيش الدببة البنية في البرية لمدة 20 إلى 30 عامًا على الرغم من أنّ معظم الدببة البنية تموت في السنوات القليلة الأولى من حياتها، ومن المعروف أنّ الدببة البنية تعيش في الأسر حتى 50 عامًا.
الافتراس
نظرًا لحجمها وعدوانيتها تجاه التهديدات فإنّ الدببة البنية وصغارها لا تُفترس غالبًا، ولقد اضطهدهم البشر على مدار التاريخ الحديث وقد تتعرض بعض الأشبال للهجوم من قبل الدببة الأخرى أو الأسود أو الذئاب الجبلية على الرغم من أنّ هذا نادر جدًا.
عادات الطعام
الدببة البنية وصغارها هي من آكلات اللحوم وتأكل أي شيء مغذي تقريبًا، حيث يتغير نظامهم الغذائي مع التوافر الموسمي لمصادر الطعام المختلفة، ويأكلون مجموعة متنوعة من الأطعمة النباتية بما في ذلك الأعشاب والنباتات والجذور والطحالب وبصيلات النباتات، وتؤخذ الفاكهة والمكسرات والتوت وبصيلات النباتات والدرنات على نطاق واسع خلال الصيف وأوائل الخريف.
كما يأكلون مع صغارهم الحشرات والفطريات والجذور في جميع أوقات السنة ويحفرون أيضًا الفئران والسناجب الأرضية والغرير والحيوانات الأحفورية الأخرى من جحورهم، وتم إثبات أنّ يرقات العثة هي مصادر مهمة بشكل خاص للبروتين والدهون عندما تضع الدببة البنية الدهون في الخريف.
في جبال روكي الكندية ومناطق أخرى تعتبر الدببة الرمادية وصغارها (نوع فرعي من الدب البني في تلك المنطقة) آكلة اللحوم إلى حد ما فهي تصطاد الأيائل والأيائل والأغنام الجبلية والماعز الجبلي، ومن حين لآخر يتم افتراس الدببة السوداء، وفي ألاسكا لوحظ أنّ الدببة البنية وأطفالها تأكل الجيف وأحيانًا تلتقط العجول الصغيرة من الوعل والموظ، كما لوحظ أنّ الدببة البنية تتغذى على المجموعات الضعيفة من تكاثر السلمون في الصيف في هذه المناطق.