ما هو النزيف الرئوي الناتج عن التمرين عند الخيول؟

اقرأ في هذا المقال


يتم تطبيق مصطلح النزيف الرئوي بشكل شائع على الحصان الذي ينتج الدم من خلال فتحتي الأنف بعد سباق أو نشاط آخر يتضمن مجهودًا شديدًا بسرعات عالية، ويمكن أن يحدث النزيف أثناء السباق أو بعده، ويمكن أن يستغرق أسابيع ليحل في بعض الخيول، كما يمكن أن يكون هذا هو سبب ضعف أداء بعض الخيول في مثل هذه المسابقات.

ما هو النزيف الرئوي الناتج عن التمرين عند الخيول؟

النزيف الرئوي الناجم عن التمرين عند الخيول هو المصطلح البيطري للخيول التي تعاني من انتقال الدم إلى الشعب الهوائية والرئتين خلال فترات المجهود الشديد، مثل أثناء فترة السباق، ويتم ملاحظة النزيف الرئوي بشكل عام في خيول السباق الأصيلة وستاندرد بريد (Standardbred) ونادراً ما يتم رؤيته في خيول الجر أو تلك التي يتم تربيتها، واستخدامها لمهام وأعمال التحمل، كما يبدو أن النظرية تشير إلى أنه كلما كان التمرين أكثر شدة وأسرع، وكان على الحصان الجري، كلما زادت الفرصة لنزيف الدم في الشعب الهوائية والرئتين.

أعراض النزيف الرئوي الناتج عن التمرين عند الخيول

سيتم معرفة ما إذا كان الحصان يعاني من نزيف رئوي ناتج عن التمرين من خلال الملاحظات البصرية والسمعية لهذه الأعراض:

  • تدفق الدم من أي من فتحتي الأنف أو كليهما (nostrils)، بعد بذل مجهود شديد (extreme exertion).
  • مخاط مشوب بالدم (Mucous tinged with blood) ينزف من أنف الحصان.
  • يمكن ملاحظة وجود كميات صغيرة من الدم على صندوق تغذية الخيول (horse & rsquo;s feed bin)، لمدة تتراوح من (24 إلى 36) ساعة بعد السباق أو نشاط المجهود الشديد.
  • أصوات تنفس غير عادية مثل الزئير أو الصفير أثناء التنفس بعمق بعد المجهود.
  • أصوات اختناق غير عادية (Unusual choking sounds) عند تمرين الحصان لفترات زمنية أطول.
  • البلع المتكرر في غضون (15 إلى 30) دقيقة من الانتهاء من السباق، فقد يقترن هذا أيضًا بعلامات الضيق (distress) أو عدم الارتياح (uneasiness).
  • إذا ظهر على الحصان أيًا من الأعراض المذكورة، فيمكن أيضًا ملاحظة هذه الأشياء التي يمكن أن تدعم أيضًا وجود نزيف رئوي ناتج عن التمرين في الحصان، فقد يظهر الخيل ترددًا في الانخراط في الأنشطة العادية لمدة (3 أو 4) أيام تقريبًا، مما يُظهر تعافيًا أبطأ من السباق أو أنشطة المجهود الشديد التي لوحظ فيها هذه الأعراض.
  • عندما يشارك الحصان في أنشطة السباق أو العمل، قد لا تكون السرعات العالية مستدامة وقد يتراجع.

أنواع النزيف الرئوي الناجم عن التمرين عند الخيول

النزيف الناجم عن التمرين عند الخيول ينقسم إلى فئتين، ولكل منهما أسباب محددة ومشاكل جذرية:

1. نزيف من الرئتين (Bleeding from the lungs): وهو نوع يشمل الدم القادم بالفعل من الشعيرات الدموية (capillaries) في الرئة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى رؤية الدم قادمًا من فتحتي الأنف ولكن ليس دائمًا، وهذا هو الأكثر انتشارًا بين النوعين، فبعض التقديرات تصل إلى 75٪.

2. نزيف من الأنف (Bleeding from the nose):  وهو نوع يشمل الأوعية الدموية (blood vessels) الموجودة في الممرات الهوائية الأنفية (nasal airways) والتي لا تشمل بالضرورة الأوعية الدموية في الرئة، وتقدر نسبة الخيول التي تعاني من هذا النوع بحوالي 5٪.

أسباب النزيف الرئوي الناجم عن التمرين عند الخيول

على الرغم من عدم وجود سبب محدد لحالة النزيف الرئوي، إلا أن هناك عملية تحدث داخل الرئتين والتي يُعتقد أنها السبب المباشر للنزيف أو وجود الدم في المسالك الهوائية (airways) للحصان، كما تتطلب زيادة النشاط زيادة في وظيفة ضخ القلب بالإضافة إلى زيادة حجم الدم المطلوب من قبل كامل جسم الحصان لتحقيق القوة والقدرة على التحمل من أجل زيادة النشاط، ويؤدي هذا الضخ المتزايد وحجم الدم إلى خلق ضغط داخل الأوعية الدموية، مما يرفع ضغط الدم، ويرفع معدل ضربات القلب من (25 إلى 30) نبضة في الدقيقة عند الراحة إلى (220 إلى 230) نبضة في الدقيقة أثناء النشاط الشاق.

يُعتقد أن الضغوط المتزايدة داخل الأوعية الدموية تتسبب في انفجار الشعيرات الدموية، مما يسمح لنزيف الدم بالوصول إلى الحويصلات الهوائية (الأكياس الهوائية التي يحدث فيها تبادل الدم والغاز في الرئتين)، وفي النهاية في المجاري الهوائية وفي ممرات التتدفق من الأنف، وهذه هي استجابة الدورة الدموية للخيول للإجهاد الذي يقع على الخيول أثناء التمرينات الشاقة، وغالبًا ما تكون على شكل سباق أو الجري بسرعات عالية.

كيفية تشخيص النزيف الرئوي الناجم عن التمرين عند الخيول

نظرًا لأنه يمكن أن يكون هناك عدد من المشكلات الجذرية التي يمكن أن تسهم في هذه الحالة، سيحتاج الطبيب البيطري إلى الحصول على بعض المعلومات المحددة وإجراء اختبارات محددة، حيث ستكون هناك حاجة إلى تاريخ كامل من مالك الحصان حول ما لاحظه عن حصانه، واختبار إضافي يمكن استخدامه هو الفحص بالمنظار حيث سيستخدم الطبيب البيطري منظارًا داخليًا لفحص الممرات الهوائية للحصان، حيث سيوفر هذا الفحص بالمنظار مزيدًا من المعلومات إذا تم إجراؤه في غضون (30 إلى 90) دقيقة بعد التمرين.

سيساعد هذا الإجراء في القضاء على المصادر المحتملة الأخرى لنزيف الجهاز التنفسي العلوي مثل فطار الجيب الحلقي (guttural pouch mycosis)، وهو “مرض في الأكياس الهوائية الموجودة في الرقبة وينتج عن عدوى فطرية”، والورم الدموي الغربالي (ethmoid hematoma)، وهي “الكتل التقدمية والمدمرة للممرات الأنفية و الجيوب الأنفية“، وبالإضافة إلى ذلك، سيتم استخدام علم أمراض الخلايا (cytopathology)، وهو فحص لعينات الأنسجة، لتحديد التشوهات داخل الأنسجة المختلفة في الجهاز الرئوي، وقد يتم اقتراح اختبارات أخرى.

قد تكون هناك حاجة إلى التصوير الومضاني (Scintigraphy)، وهو طريقة تصوير أخرى مشابهة لمسح العظام، للحصول على صورة متعددة الأبعاد لبعض الأنسجة المعنية، ومن المحتمل أيضًا استخدام التصوير الشعاعي أو الأشعة السينية لتحديد العلامات السريرية والمشكلة الجذرية المسببة للنزيف، وبمجرد تحديد السبب الجذري الأولي، يمكن تطوير خطة العلاج والبدء فيها.

كيفية علاج النزيف الرئوي الناجم عن التمرين عند الخيول

أفضل علاج للنزيف الرئوي الناتج عن التمرين عند الخيول هو ببساطة تقليل تكرار النوبات، فكلما حدثت الحالة في كثير من الأحيان، زادت فرصة حدوث الندبات التي ستؤثر في النهاية على أداء الخيول وإنتاجيتها، مما يجعل هذه الخطوة في العلاج حيوية لصحة الحصان.

وفيما يلي بعض الاقتراحات للعلاجات التي ساعدت في علاج هذه الحالة:

  • يتم تقييم بيئة الحصان بحثًا عن مسببات الحساسية وجراثيم العفن والفطريات لتقليل التعرض لهذه المواد.
  • يجب توفير تهوية جيدة؛ من أجل هواء أكثر نقاء.
  • يتم تقييم جودة التبن الذي يتم تغذيته، حيث يجب الحفاظ على جودة جيدة وتجنب التلوث المحتمل في التبن.
  • يجب نجنب إبقاء الحصان في الكشك الخاص به لعدة ساعات أو أيام، فإخراج الحصان لعدة ساعات في اليوم يسمح للفرس بالقدرة على تنفس الهواء النقي والرعي في بيئة أكثر طبيعية.
  • يجب تنظيف الكشك بانتظام وبشكل متكرر لإزالة إمكانية الاستنشاق والتهيج اللاحق الناتج عن الأمونيا من البول.

شارك المقالة: