اقرأ في هذا المقال
- خصائص الأميبا الشوكية
- أنواع الأميبا الشوكية
- ماذا تسبب الأميبا الشوكية للإنسان
- دورة حياة الأميبا الشوكية
- طرق تشخيص الأميبا الشوكية
الأكانث أميبا أو الشوكمبيا أو الأميبا الشوكية (Acanthamoeba): هي أنواع مختلفة من الأميبات المجهرية وحيدة الخلية، التي تعيش بحرية في البيئة، ولا تحتاج لعائل حتى تكمل دورة حياتها، ولكن هذه الأنواع تصبح كائنات حية طفيلية انتهازية إذا انتقلت لجسم عائل ما، وتسبب له الأمراض قد تكون شديدة الخطورة.
خصائص الأميبا الشوكية
تمتلك الأميبا الشوكية العديد من الخصائص التي تُميزها عن غيرها وهي:
- إن الأميبا الشوكية هي كائنات حية أولية تتكون من خلية واحدة، وتمر بأشكال عدة خلال فترة حياتها ومن ضمن تلك الأشكال: الشكل الأميبي الذي يمتلك الأقدام الكاذبة كوسيلة للحركة والتغذية.
- يتكون الاسم العلمي للأمبيا الشوكية من مقطعين الأكانث والأميبا، وإن كلمة أكانث (acanth) جاءت من الكلمات اليونانية سبايك أو ثورن (spike/thorn) والتي تعني شوك، وقد أضيفت قبل كلمة أميبا (amoeba) لوصف أنواع مختلفة من الكائنات الحية التي تمتلك الشكل الأميبي وتحتوي على هيكل يشبه العمود الفقري (acanthopodia)، وأطلق عليها اسم الأكانث أميبا أو الشوكمبيا أو الأمبيا الشوكية (Acanthamoeba).
- تتواجد هذه الأميبا في شكلين خلال دورة حياتها وهما: شكل الكيس (Cyst) وهو الشكل الكروي الذي يحميها من الظروف البيئية ويمتلك الكيس جدار خلوي ويحتوي على نواة كبيرة، وشكل الطور الخضري (Trophozoite) وهو الشكل الأميبي لهذه الأميبا، ويمتلك هذا الشكل الأقدام الكاذبة كوسيلة للحركة والتغذية، وتتكاثر فيه الأميبا عن طريق الانشطار الثنائي، ويتواجد كلا الشكلين في الأنسجة البشرية.
- تتغذى الأميبا الشوكية على البكتيريا والفطريات والأوليات الأخرى في البيئة المتواجدة فيها خارج جسم الإنسان.
- تنتج الأميبا الشوكية مجموعة واسعة من الإنزيمات مثل السليلاز أو الكيتينازات لتحليل خلايا الكائنات التي تتغذى عليها، أو المساهمة في تكسير المادة العضوية في التربة، مما يساهم في الحلقة الميكروبية.
- توجد الأميبا الشوكية في جميع أنحاء العالم بشكل كبير، وتتواجد في التربة والغبار ومصادر المياه العذبة مثل البحيرات والأنهار والينابيع الساخنة، أو مصادر المياه قليلة الملوحة مثل المستنقعات ومياه البحر، كما يمكن أن توجد في حمامات السباحة المعالجة بالكلور، وأحواض المياه الساخنة وأنظمة مياه الشرب، وفي طبقات الوحل في الأنابيب والصنابير، وكذلك في أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC) وأجهزة الترطيب.
- يمكن أن يتم عزل الأكانث أميبا من وحدات علاج الأسنان والمستشفيات ومياه العدسات اللاصقة، أو يمكن عزلها من جلد الإنسان أو تجويف الأنف أو الحلق أو الأمعاء، وكذلك يمكن عزلها من النباتات والثدييات الأخرى.
- تنتقل الأميبا الشوكية للإنسان عن طريق الدخول المباشر في العين، أو من خلال الأنف أو من خلال الجروح الجلدية.
أنواع الأميبا الشوكية
- يوجد العديد من الأجناس المختلفة التي تندرج تحت اسم الأميبا الشوكية أو الأكانث أميبا.
- يمكن تمييز هذه الأجناس عن أجناس الأميبات الأخرى بناءً على الخصائص المورفولوجية.
- يمكن التمييز بين أجناس الأميبا الشوكية بناءً على تسلسل 18S rDNA، ويمكن تنظيم سلالات الأميبا الشوكية المعروفة في 12 مجموعة، يُشار إليها T1-T12، وتضم هذه المجموعات أكثر من 30 جنس مختلف.
- تنتمي معظم الأجناس المسببة للأمراض للإنسان إلى النوع T4 ولكن قد تتواجد في مجموعات أخرى، ومن أهمها الأنواع التي تسبب الأمراض للإنسان: الأميبا الشوكية القرنية (Acanthamoeba keratitis) والأكانث أميبا هيلي (Acanthamoeba healyi) والأكانث أميبا استرواونيكس (Acanthamoeba astroonyxix) والأكانث أميباديفيونينسيس (Acanthamoeba divionensis) والأكانث أميبا بوليفاغا (Acanthamoeba polyphaga).
ماذا تسبب الأميبا الشوكية للإنسان
تسبب الأميبا الشوكية ثلاثة أنواع رئيسية من الأمراض التي تشمل العينين والدماغ والحبل الشوكي وعدوى يمكن أن تنتشر في جميع أنحاء الجسم للإنسان، وتشمل هذه الأمراض:
- التهاب القرنية الشوكي (Acanthamoeba keratitis): وهو التهاب في قرنية العين يُسبب ألم مع احمرار العين، ورؤية مشوشة وحساسية للضوء، وتتشابه أعراض التهاب القرنية الشوكمبيا مع أعراض التهابات العين الأخرى الأكثر، ويمكن أن تستمر هذه العدوى من عدة أسابيع إلى شهور.
- التهاب الدماغ الحبيبي (Granulomatous Amebic Encephalitis (GAE)): هو التهاب يصيب الدماغ والحبل الشوكي، وهو عدوى خطيرة قد تسببه الأميبا الشوكية أو أميبا بالاموثيا المندريلاريس، حيث يحدث نخر في الدماغ والتسبب بخراجات في أنسجته وخلاياه، وبمجرد الإصابة بالعدوى قد يعاني الشخص من الصداع وتيبس الرقبة، والغثيان والقيء والنوبات والهلوسة وغيرها من الأعراض التي قد تكون خطيرة ومميتة.
- عدوى في أنحاء الجسم (Disseminated infection): وقد تكون هذا العدوى إما جلدية تسبب آفات جلدية وطفح جلدي وغيرها، أو عدوى منتشرة قد تكون معوية تسبب اضطرابات معوية أو تنفسية قد تسبب ربو ومشاكل تنفسية أو غيرها، وتحدث هذه العدوى عادةً عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
دورة حياة الأميبا الشوكية
تستطيع الأميبا الشوكية العيش في العديد من البيئات رطبة أو جافة، أو في التربة، أو في المياه العذبة أو قليلة الملوحة، أو داخل جسم العائل، لذلك فهي تمتلك دورتين حياة:
1- دورة الحياة الحرة
- تعيش الأميبا الشوكية بحرية في التربة أو الماء أو في أي مكان من البيئة الخارجية، فيمكن أن نجدها في كل مكان، وتتواجد إما على شكل الكيس أو شكل الطور الخضري (الشكل الأميبي).
- تتحول الأميبا الشوكية من مرحلة الكيس إلى مرحلة الطور الخضري أو بالعكس، وذلك حسب الظروف البيئية المحيطة بها.
- عندما تكون الأميبا الشوكية في مرحلة الطور الخضري؛ فإنها تتغذى على الأحياء الدقيقة كالبكتيريا والأوليات الأخرى، وتكون تغذيتها وحركتها بواسطة الأقدام الكاذبة.
- ويتكاثر الطور الخضري للأميبا الشوكية عن طريق تضاعف الخلية ثم انقسام كل خلية إلى اثنتين وهو ما يسمى بالانشطار الثنائي.
- وتبقى هذه الدورة تُكرر في البيئة الخارجية.
2- دورة الحياة الطفيلية
- تشبه دورة حياة الأميبا الشوكية الحرة دورتها الطفيلية، ولكن يختلف المكان المتواجدة فيها، حيث تصبح هذه الأميبا كائن طفيلي خطير، عندما تنتقل للإنسان.
- تنتقل الأكياس أو الأطوار الخضرية من الأميبا الشوكية عن طريق استنشاق الهواء أو الماء، أو ملامسة التربة، فتدخل جسم الإنسان من خلال العين أو الأنف أو الجروح الجلدية.
- إذا تم دخول الأكياس فإنها تتحول إلى الطور النشط أو الشكل الأميبي، وحسب المكان الذي دخلت منه فإنها تسبب المرض.
- عندما تدخل في العين فإنها تُسبب التهاب القرنية الشوكية، وعندما تدخل من خلال الجروح الجلدية فإنها تُسبب الآفات الجلدية والطفح والاحمرار، وإذا دخلت من خلال الأنف فإنها تنتقل للدماغ والحبل الشوكي مسببة التهاب الدماغ الحبيبي.
- تتكاثر هذه الأميبا في طورها الخضري عن طريق الانشطار الثنائي، مما يؤدي إلى زيادة عددها، وبالتالي زيادة حدة المرض الذي تسببه.
طرق تشخيص الأميبا الشوكية
يمكن تشخيص الأميبا الشوكية حسب الأعراض المتواجدة مع طرق أخرى مثل الفحص المجهري والمناعي والجزيئي.
1- الفحص المجهري
- يتم عمل الفحص المجهري لرؤية الأكياس والأطوار الخضرية للأميبا الشوكية.
- يمكن عزلها من البيئات التي يُعتقد عنها ملوثة بهذه الأميبا مثل مياه العدسات اللاصقة، ومياه الصنابير، وأجهزة التكييف وغيرها.
- يتم عزلها في بيئة آغار غير مغذية مع محلول ملحي وبكتيريا الإيكولاي، حتى نتمكن من تحديد البيئة التي نقلت هذه الأميبا للإنسان.
- يتم استخدام عينات المريض حسب المكان الذي فيه المرض، فقد يتم أخذ خزعة من نسيج الدماغ أو من الجلد أو كشط القرنية أو خزعات من الرئة، ويتم تلطيخ هذه العينات بصبغة الهيماتوكسيلين والأيوسين، وهي من الصبغات المستخدمة في العينات الطفيلية.
- يبلغ طول الكيس (Cyst) من 10-25 ميكروميتر، ويحتوي على جدار مكون من طبقتين مع مسام: طبقة خارجية ليفية مجعدة، وطبقة داخلية قد تكون سداسية أو كروية أو على شكل نجمة أو متعددة الأضلاع، ويمتلك الكيس نواة كبيرة واحدة، ويمكن العثور على الأكياس في الدماغ والعينين والجلد والرئتين والأعضاء الأخرى.
- يبلغ طول الطور الخضري (Trophozoite) حوالي 15-45 ميكروميتر، ويكون متعدد الأشكال، ويكون لديه أشواك شبيهة بالعمود الفقري تسمى الأكانثابوديا، ويمتلك الطور الخضري نواة كبيرة ذات موقع مركزي ولكن لا تحتوي على كروماتين محيطي.
2- الفحص المناعي
- يتم هذا الفحص عن طريق فحص التألق المناعي المباشر (direct immunofluorescent antibody).
- يحدث في هذا الفحص ارتباط الأجسام المضادة مع الأميبا الشوكية، ويتم إعطاء النتيجة إما بوجودها أو عدمه.
- يتم استخدام عينات دم أو CSF أو غيرها، وذلك حسب موقع العدوى.
3- الفحص الجزيئي
- يتم هذا الفحص من خلال فحص تفاعل البوليمراز المتسلسل (PCR).
- يعمل هذا على تضخيم الحمض النووي للأميبا الشوكية، ويُميز هذا الفحص بين الأميبات الحرة مثل أميبا آكلة الدماغ و الأميبا الشوكية وأميبا بالاموثيا مندريلاريس، وأجناس الأميبا الشوكية المختلفة.
- يتم استخدام أنواع عديدة من العينات قد تكون عينات دم أو عينات أخرى حسب موقع العدوى.
4- التصوير بالرنين المغناطيسي
- يتم استخدام الرنين المغناطيسي إذا كان هناك أعراض تتعلق بالدماغ والحبل الشوكي.
- يكشف التصوير بالرنين المغناطيسي عن المراحل المتقدمة لتطور مرض التهاب الدماغ الحبيبي الناتج عن الأميبا الشوكية.
- يظهر خلال التصوير وجود تورمات في أنسجة الدماغ، وهذا يشير إلى مدى تطور المرض وكلما زادت هذه التورمات زاد تقدم المرض وشدته.