اقرأ في هذا المقال
- خصائص الديدان الشعرية الفيولبورنية
- دورة حياة الديدان الشعرية الفيولبورنية
- الأمراض التي تسببها الديدان الشعرية الفيولبورنية
- طرق تشخيص الديدان الشعرية الفيوليورنية
الديدان الشعرية الفيولبورنية (Strongyloides fuelleborni): هي كائنات حية عديدة الخلايا، تنتمي لشعبة الديدان الأسطوانية أو المستديرة (Nemathelminths or Roundworms) من صف الديدان الخيطية أو النيماتودا (Nematodes).
خصائص الديدان الشعرية الفيولبورنية
تمتلك الديدان الشعرية الفيولبورنية العديد من الخصائص التي تميزها عن غيرها من الديدان وهذه الخصائص هي:
- إن الديدان الشعرية الفيولبورنية هي ديدان طفيلية تسبب داء الأسطوانيات للإنسان، وهي من نفس نوع الديدان الأسطوانية الشعرية؛ ولكنها ذات جنس مختلف.
- تمتلك الديدان الشعرية الفيولبورنية جسم مستدير ومنثني من الأمام على شكل حرف S.
- تكون هذه الديدان منفصلة الجنس، وتكون الديدان الأنثوية أطول من الديدان الذكرية، حيث يبلغ طولها من 2-3مم، بينما يبلغ طول الديدان الذكرية أقل من 1مم، ويمكن تمييز الديدان الذكرية عن الديدان الأنثوية من خلال طول الإناث والأشواك البارزة في الذكور.
- تمتلك الديدان الشعرية الفيولبورنية البالغة أسنان باطنية قوية، وتمتلك كبسولة شدقية صغيرة، ومريء أسطواني في داخل العائل، بينما يكون المريء رهابي الشكل خارج جسم العائل.
- يتركب جسم الديدان الشعرية الفيولبورنية صفيحتان بطنيتان على الجهة الأمامية للكبسولة الشدقية، والتي يوجد في أعماقها زوج من الأسنان الصغيرة.
- يوجد هذا النوع من الديدان في جنوب شرق آسيا وجنوب الصحراء الكبرى من قارة أفريقيا، وكما وجدت حالات عدوى منها في غينيا الجديدة.
دورة حياة الديدان الشعرية الفيولبورنية
إن دورة حياة الديدان الشعرية الفيولبورنية معقدة، وهذه الديدان تمتلك نوعين من دورات الحياة وهي:
دورة الحياة الحرة
- دورة الحياة الحرة أو غير المتجانسة: هي دورة الحياة التي يمكن من خلالها التزاوج والتكاثر وإنتاج البيض في التربة دون الحاجة لوجود عائل ما.
- تمر دورة الحياة الحرة للديدان الشعرية الفيولبورنية بعدة مراحل وهي:
1- يتم تمرير بيض هذه الديدان في براز الإنسان المصاب.
2- يفقس البيض بعد فترة قصيرة من مروره إلى البيئة.
3- تخرج يرقات الربديتي (Rhabditiform) من البيض.
4- تمر يرقات الربديتي بنوعين من التطور وهي في التربة: التطور المباشر (Direct development) حيث تتطور مباشرة إلى يرقات خيطية معدية (filariform)، والتطور غير المباشر (Indirect development) حيث تتطور إلى ديدان بالغة أنثوية وذكرية.
5- تتزاوج الديدان البالغة الأنثوية والذكرية وتتكاثر وتنتج البيض، الذي يفقس إلى يرقات الربديتي ثم تتطور إلى يرقات خيطية معدية وديدان بالغة وتبقى تكرر هذه الدورة، وتموت الديدان البالغة التي تعيش في التربة بعد جيل واحد فقط.
6- تبقى اليرقات الخيطية المعدية في نفس الشكل ولا تتطور في التربة، وهي الطور المعدي للديدان الشعرية الفيولبورنية التي تحتاج إلى جسم عائل حتى تكمل دورة حياتها، وتكون دورة حياتها هي دورة الحياة الطفيلية.
دورة الحياة الطفيلية
- دورة الحياة الطفيلية أو المتجانسة: وهي دورة الحياة التي تكون فيها هذه الديدان ككائن طفيلي، ويمكن من خلالها التكاثر وإنتاج البيض في داخل جسم العائل.
- تمر دورة الحياة الطفيلية للديدان الشعرية الفيولبورنية بعدة مراحل وهي:
1- تقوم اليرقات الخيطية المعدية بتحديد موقع جسم العائل عن طريق المواد الكيميائية التي يفرزها جسم العائل مثل حمض اليوروكانيك، وهو مستقلب الهيستيدين الذي يوجد على الطبقة العليا من الجلد تتم إزالته عن طريق العرق أو دورة تساقط الجلد اليومية في الجسم، ويزيد تركيزه في القدم بمقدار خمس مرات أكثر من أي جزء آخر من جسم الإنسان، وتستغل اليرقات الخيطية المعدية هذا الأمر وتخترق الجلد وتحدث الإصابة.
2- تدخل بعض اليرقات الخيطية في الأوردة السطحية، ثم تنتقل عبر الدم والاوعية الدموية إلى الرئتين، وتدخل الحويصلات الهوائية، ثم يسعل الإنسان ويتم ابتلاعها في القناة الهضمية، حيث تتطفل على الغشاء المخاطي المعوي في الأمعاء الدقيقة، ويمكن أن تنتقل اليرقات الخيطية إلى الأمعاء عبر طرق بديلة مثل أحشاء البطن أو النسيج الضام.
3- تذوب اليرقات الخيطية مرتين في الأمعاء الدقيقة، ثم تتطور وتصبح ديدان بالغة أنثوية فقط، ولا تتطور إلى ديدان بالغة ذكرية.
4- تعيش الديدان الإنثوية مطمورة في الطبقة تحت المخاطية للأمعاء الدقيقة، وتنتج البيض عن طريق التوالد العذري، وهو شكل من أشكال التكاثر اللاجنسي حيث يقوم الجسم القطبي وهو الجزء الموجود في البويضة نفسها على تخصيب البويضة.
5- تقوم الإناث بإنتاج البيض ثم يتم تمريره مع براز المصاب، وتكرر الدورتين السابقتين.
- لا يوجد عدوى ذاتية في الديدان الشعرية الفيولبورنية.
الأمراض التي تسببها الديدان الشعرية الفيولبورنية
إن الديدان الشعرية الفيولبورنية هي واحدة من الديدان التي تُسبب داء الأسطوانيات، ويعرف داء الأسطوانيات بما يلي:
ما هو داء الأسطوانيات
- داء الأسطوانيات (Strongyloidiasis): هو مرض يصيب الأمعاء الدقيقة، تسببه أجناس مختلفة من نفس النوع من الديدان وهي الديدان الأسطوانية الشعرية والديدان الشعرية الفيولبورنية.
- يتنشر هذا المرض في المناطق الاستوائية، والمناطق شبه الاستوائية، ويؤثر على عدد كبير من الناس حول العالم.
- إذا كانت الديدان الأسطوانية الشعرية هي المسبب لهذا المرض، فإن المصاب قد يصاب به مرة ثانية عن طريق العدوى الذاتية.
أعراض داء الأسطوانيات وآلية حدوثه
قد لا يسبب المرض في بدايته أية أعراض، وتحدث عدوى الأسطوانيات في خمسة أشكال:
1- اختراق اليرقات الجلد يُسبب الحكة والاحمرار وأحياناً الطفح الجلدي، ويكون المرض في مرحلته الحادة.
2- انتقال اليرقات للرئتين يُسبب تهيج القصبات الهوائية والسعال الجاف.
3- انتقال اليرقات للجهاز الهضمي يُسبب آلام البطن والإسهال أو الإمساك وفقدان الشهية.
4- تحول اليرقات في الجهاز الهضمي إلى ديدان أنثوية بالغة فيصبح المرض في مرحلته المزمنة وقد يبقى دون أعراض فترة من الزمن.
5- انتقال اليرقات إلى العديد من أجهزة الجسم مثل الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والجهاز العصبي المركزي، مما يُسبب متلازمة فرط العدوى وربما تؤدي للوفاة.
- من مضاعفات داء الأسطوانيات سوء الامتصاص والنزيف وتعفن الدم والتهاب المفاصل وعدم انتظام ضربات القلب وانسداد الاثني عشر والمتلازمة الكلوية والربو المتكرر والتهاب السحايا وغيرها من الأعراض.
- إن الديدان الشعرية الفيولبورنية لا تسبب متلازمة فرط العدوى أو العدوى الذاتية، لذلك فإن داء الأسطوانيات الناتج عن هذه الديدان يكون أقل خطورة من داء الأسطوانيات التي تُسببها الديدان الأسطوانية الشعرية.
علاج داء الأسطوانيات
يمكن علاج داء الأسطوانيات عن طريق:
1- الوقاية من الإصابة بيرقات أنواع الديدان المختلفة المسببة لداء الأسطوانيات عن طريق ارتداء الأحذية عند المشي على التربة، وتجنب ملامسة البراز أو مياه الصرف الصحي.
2- إن الدواء الأساسي لعلاج داء الأسطوانيات هو الإيفرمكتين (ivermectin).
3- في حالة العدوى الذاتية أو فرط العدوى: يتم إعطاء جرعات من الألبيندازول (albendazole) مع الثيابندازول (thiabendazole)، مع إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من القضاء على يرقات وديدان بأنواعها وأجناسها المختلفة المسببة لهذا المرض.
طرق تشخيص الديدان الشعرية الفيوليورنية
يتم تشخيص الديدان الشعرية الفيوليورنية عن طريق:
1- فحص الدم
يتم فحص الدم عن طريق فحص CBC الذي يعطي مؤشراً عن وجود مشكلة أو التهاب أو عدوى طفيلية، حيث يُظهر هذا الفحص هذا الفحص انخفاض في خلايا الدم الحمراء وارتفاع في كريات الدم البيضاء خصوصاً كريات الدم البيضاء الحامضية (Eosinophil).
2- فحص البراز
- تعتبر الديدان الشعرية الفيولبورنية من الطفيليات الموجودة في عينات البراز بعكس الديدان الشعرية الأسطوانية.
- يتم فحص عينة البراز لرؤية بيوض هذه الديدان، وإذا كانت البيوض موجودة في عينة البراز فإن الديدان الشعرية الفيولبورنية هي المسببة لداء الأسطوانيات.
- تكون البيوض بيضاوية الشكل قليلاً، وتمتلك قشرة رقيقة عديمة اللون، ويبلغ طولها 50-60ميكرومتر وعرضها 30-40 ميكرومتر.
3- الخزعة
- يتم عمل الخزعة لرؤية اليرقات والديدان الأنثوية البالغة.
- يتم صبغ الخزعات الطفيلية بصبغة الهيماتوكسيلين والأيوسين، لأنها من الصبغات المستخدمة في العينات الطفيلية.
- يتم أخذ خزعات من الجلد أو الرئة أو أخذ عينة من البلغم لرؤية اليرقات، وتكون اليرقات شبيهة بالديدان البالغة إلا أنها أصغر حجماً.
- يتم أخذ خزعة من سائل أو نسيج الأمعاء الدقيقة لرؤية الديدان الأنثوية البالغة، كما يمكن رؤية البيوض خلال العينات نفسها، وتظهر الصورة الديدان الأنثوية البالغة التي تختبئ في نسيج الأمعاء الدقيقة .
4- الفحص المناعي
- يتم الفحص المناعي عن طريق استخدام عينات البراز أو سائل الاثني عشر أو خزعات أنسجة الأمعاء الدقيقة أو عينات من البلغم.
- يتم استخدام ثلاثة فحوصات مناعية للكشف عن الأجسام المضادة للديدان الشعرية وهي فحص ELISA وفحص التألق المناعي للأجسام المضادة الفلورية المباشر وغير المباشر.
- هذه الفحوصات تحدد وجود داء الأسطوانيات ولا تحدد نوع الديدان المسببة له.
5- الفحص الجزيئي
- يتم الفحص الجزيئي عن طريق استخدام عينات البراز.
- هناك فحصين للتمييز بين الأنواع المختلفة من أجناس الديدان الشعرية المسببة لداء الأسطوانيات وهما: فحص تفاعل البوليمراز المتسلسل (PCR)، وفحص تضخيم متساوي الحرارة بوساطة الحلقة (LAMP).