مراحل التطفل للبراسايت

تعيش معظم الكائنات الحية معيشة مستقلة أو حرة في بيئتها، ولدى هذه الكائنات الحية مهمتين في الحياة هما العيش كي لا تموت والتكاثر للمحافظة على نوعها من الانقراض، ولكن هناك بعض الكائنات الحية الأخرى التي تعتمد على كائنات أخرى في تحقيق هذه المهام، وتضاف لهذه المهام مهمة أخرى وهي قدرتها ونجاحها في إصابة كائنات حية أخرى والتطفل عليها.

مراحل التطفل للبراسايت

• إن مهمات الكائن الطفيلي في الحياة أكثر صعوبةً وتعقيداً من مهمات الكائن الحي حر المعيشة، وتكمن الصعوبة في مهمة النجاح في إصابة العائل.

• يتمكن الطفيل من النجاح في مهامه الثلاثة وهي العيش والتكاثر والتطفل؛ وذلك بإصابته العائل المناسب ثم إكمال دورة حياته ثم النجاح في إصابة عائل جديد، وهذا يؤدي إلى مروره بثلاث مراحل متتالية هي التماس مع العائل، والاستقرار في أو على جسم العائل، والهروب من جسم العائل.

حدوث التماس بين الطفيل والعائل

ما دام الطفيل يعتمد على العائل في حصوله على الغذاء، فلا بد له أن ينجح في تحقيق تماسه مع العائل لتبدأ عملية التطفل، ويحدث هذا التماس عن طريق:

1- التماس الفعّال أو الإيجابي: ويحدث هذا التماس عن طريق اعتماد الطفيل على إمكاناته الذاتية، يحدث هذا التماس بالوسائل الآتية:

• إن الحركة المستمرة للأطوار المعدية أو السباحة وفي لحظة ما حدوث تلامس بين العائل والطفيل.

• انجذاب الأطوار المعدية لبعض المواد التي يفرزها جسم العائل، كإفراز العرق حيث يمكن خلاله أن يحدد الطفيل موقع العائل.

• يؤثر الضوء والجاذبية الأرضية على الأطوار المعدية للطفيليات إما بشكل إيجابي أو سلبي، فمثلاً تستطيع يرقات طفيليات البلهارسيا أن ساعات النهار من خلال ضوء الشمس.

2- التماس غير الفعّال أو السلبي: ويحدث هذا التماس عن طريق اعتماد الطفيل على العائل في دخوله لجسمه دون استخدامه إمكاناته الذاتية.

• يقوم العائل بنفسه في إحداث هذا التماس وذلك إما بشربه الماء أو تناوله الطعام الملوثان بالأطوار المعدية للطفيل ودخول للجسم عن طريق الفم.

• من الأمثلة على هذا التماس دخول الأولياتكالأمبيات والبوغيات، ودخول بيوض أو يرقات بعض أنواع الديدان جسم  العائل عن طريق الماء والغذاء.

3- التماس بالحقن: ويحدث هذا  التماس عن طريق حقن الطفيل في جسم العائل بواسطة الحشرات أو كائن حي ماص للدم.

• من الأمثلة على هذا النوع من التماس: أنثى بعوضة الأنوفليس التي تقوم بحقن طفيل البلازموديوم المسبب لمرض الملاريا أثناء مصها للدم، وذبابة جلوسينا التي تقوم بحقن طفيليات المثقبيات السوطية البروسية.

استقرار الطفيل في أو على جسم العائل

بعد نجاح الطفيل في تحقيق تماسه مع العائل، عليه أن يقوم بتوطيد نفسه في جسم العائل ليتمكن من البقاء على قيد الحياة والتكاثر، ولتحقيق ذلك وحصوله على الاستقرار هناك عليه أن ينجح في التغلب على المشاكل والمعوقات التي يمكن أن تحدث له في جسم العائل والتي تشمل:

1- اختيار المكان المناسب والتعلق به: إن لكل طفيل مكان محدد في جسم العائل يبحث عنه ويستطيع العيش والاستقرار فيه.

• يمكن للطفيل أن يثبت نفسه في المكان المحدد في جسم العائل بواسطة الخطافات أو الأسنان أو غيرها من الوسائل التي يمكن أن يثبت نفسه به، أو أن يدس جسمه أو جزءاً منه بين الأنسجة المختلفة في جسم العائل.

2- التغلب على الحهاز المناعي للعائل: تواجه الطفيليات الداخلية مشكلة التصدي للخلايا المناعية أو الأجسام المضادة في جسم العائل، خصوصاً تلك الطفيليات التي تكون داخل الأوعية الدموية أو الأوعية الليمفاوية.

• يمكن للطفيليات الداخلية التغلب على الجهاز المناعي من خلال إحاطة الطفيل نفسه بغشاء أملس يعمل على إخفاء الطفيل عن الجهاز المناعي للعائل، أو إحاطة الطفيل نفسه بمواد من جسم العائل نفسه مثل وجوده داخل خلايا الدم الحمراء أو داخل الخلايا البلعمية مما يصعب كشفه من قبل جهاز المناعة.

3- نجاح الطفيل في الحصول على تغذية كافية: يجب أن يحصل الطفيل على غذاء كافي من جسم العائل ليتمكن من العيش والتكاثر.

• يكون الغذاء الذي يحصل عليه الطفيل مهضوماً من الأمعاء الدقيقة أو دماً أو ذائباً في الدم أو الخلايا، ويحتاج هذا الغذاء للأكسجين من أجل عملية الحرق والامتصاص في جسم الطفيل.

4- نجاح الطفيل في توفير محّفزات النمو والتطور في جسم العائل: في أثناء نمو وتطوره الطفيل داخل جسم العائل فإنه يواجه ردود فعل مختلفة لا بد من التغلب عليها، مثل قيام الطفيل بإفراز مواد ضد الإنزيمات الهاضمة في جسم العائل.

5- نجاح الطفيل في تجاوز درجة خطورة التغيرات المرضية الناجمة عن التطفل: إن عملية التطفل تحدث أضرار  وتغيرات مرضية في أنسجة العائل قد تؤدي إلى سوء حالة العائل أو موته.

• يحاول الطفيل الناجح أن لا يكون شديداً في إحداث الضرر والتأثيرات المرضية في جسم العائل بغية استمرار معيشته وعدم تعريض حياته للخطر جراء موت العائل الذي يؤويه.

هروب الطفيل من جسم العائل

بعد النجاح التام للطفيل في  استقراره في جسم العائل، فإن عليه أن يخرج ويهرب من جسم العائل؛ وذلك بهدف إصابته عائل جديد مباشرةً او لإكمال دورة حياته في جسم عائل آخر أو البيئة، ويحصل الهروب بالطرق التالية:

1- الهروب الفعّال أو الإيجابي: ويهرب الطفيل عندما يعتمد على إمكاناته الذاتية في الخروج من جسم العائل كخروج يرقات السركاريا من جسم القواقع.

2- الهروب غير الفعّال أو السلبي: ويهرب الطفيل عندما يعتمد على أفعال العائل وسلوكه مثل خروج بيوض الديدان أكياس الأوليات مع براز العائل المصاب.

3- الهروب بالحقن: ويكون الهروب عن طريق حشرة أو كائن حي ماص لدم العائل، فيخرج الطفيل مع الدم.