مرض التهاب الأمعاء في القطط

اقرأ في هذا المقال


تظهر القطط المصابة بهذا المرض تسللًا مزمنًا للخلايا الملتهبة في الأمعاء؛ حيث يغزو هذا التسلل جدران الجهاز الهضمي مما يؤدي إلى تكثيفها وتعطيل وظيفة الأمعاء الطبيعية، وعندما يستمر الالتهاب لفترة طويلة من الزمن توضع الأنسجة الطبيعية أحيانًا بواسطة نسيج ندبي ليفي للغاية، وبالإضافة إلى ذلك فإن عسر الهضم المزمن له آثار طويلة المدى على الجهاز المناعي للقطة والذي يقع الجزء الأكبر منه في الجهاز الهضمي، وإذا استمر مرض التهاب الأمعاء فسوف تتأثر قدرة القطة على امتصاص العناصر الغذائية الضرورية من طعامها، ويمكن أن يؤدي مرض التهاب الأمعاء أيضًا إلى سرطان الغدد الليمفاوية في الأمعاء.

مرض التهاب الأمعاء في القطط

مرض التهاب الأمعاء هو حالة معدية معوية شائعة في القطط والبشر على حد سواء ولم يتم العثور على سبب واحد لها، كما أنها تصيب العديد من القطط ولكن القطط السيامية في منتصف العمر وكبار السن معرضة بشكل خاص لهذه الحالة، وهناك العديد من الأسباب المشتبه بها لمرض التهاب الأمعاء بما في ذلك العوامل الوراثية والحساسية الغذائية والحساسية للبكتيريا، وعلى الرغم من عدم وجود علاج محدد حاليًا لمرض التهاب الأمعاء إلا أن هناك العديد من بروتوكولات العلاج التي يمكن استخدامها بشكل فعال للغاية لمنح القطة حياة طويلة وسعيدة.

يحدث مرض التهاب الأمعاء رد فعل محدد لتهيج مزمن في المعدة أو الأمعاء، والالتهاب هو استجابة الجسم لإصابة أو مادة غريبة، ومع مرض التهاب الأمعاء تغزو أنواع معينة من الخلايا الالتهابية اعتمادًا على نوع مرض التهاب الأمعاء جدار المعدة أو الأمعاء، وعندما تغزو الخلايا الالتهابية تزداد سماكة بطانة الجهاز الهضمي؛ حيث تجعل هذه السماكة من الصعب على القطة امتصاص العناصر الغذائية ونقل الطعام على طول الجهاز الهضمي، كما أنّ هناك العديد من أسباب مرض التهاب الأمعاء، ومع ذلك غالبًا ما يكون السبب غير معروف أو غير محدد.

وتشمل الأسباب المحتملة العدوى البكتيرية أو العدوى الطفيلية بالديدان أو الطفيليات أحادية الخلية أو الحساسية أو عدم تحمل بروتين معين في النظام الغذائي، ويمكن أن يشمل مرض التهاب الأمعاء أي جزء من الجهاز الهضمي ولكنه يؤثر بشكل شائع على المعدة أو الأمعاء، وإذا كانت المعدة فسوف تعاني القطة من القيء المزمن، وهذه هي العلامة السريرية الأكثر شيوعًا لمرض التهاب الأمعاء في القطط، وفي حالة إصابة الأمعاء سيحدث إسهال مزمن، وفي بعض القطط يتأثر كلا الجزأين من الجهاز الهضمي لذا يحدث القيء والإسهال.

أعراض مرض التهاب الأمعاء في القطط

في حين أن هناك أعراضًا شائعة قد تظهر على القطة عند إصابتها بمرض التهاب الأمعاء فقد لا تظهر العلامات في البداية، وغالبًا ما تخفي القطط أعراضها ثم تظهر عليها خسارة مفاجئة في الوزن بسبب التراكم الكبير للأنسجة المتندبة في الأمعاء، وهناك شيء آخر مهم يجب ملاحظته هو أن أعراض مرض التهاب الأمعاء عادةً ما تكون دورية في القطط، وقد يظهر عليها القيء والإسهال لبضعة أيام ثم تختفي الأعراض لبضعة أسابيع ثم تتكرر مرة أخرى، كما أنّ بعض الأعراض الأكثر شيوعًا تشمل ما يلي:

  • الإسهال.
  • كثرة التغوط.
  • دم في البراز.
  • توقف القط عن استخدام صندوق القمامة.
  • تذبذب الشهية من عالية إلى انعدام الشهية.
  • نهم الأكل دون زيادة الوزن.

أسباب مرض التهاب الأمعاء في القطط

إن السبب لمرض التهاب الأمعاء هو “مجهول السبب” أو غير معروف، ومع ذلك هناك مجموعة متنوعة من الأسباب المحتملة بما في ذلك:

  • الحساسية المفرطة للبكتيريا.
  • حساسية الطعام.
  • عوامل وراثية.
  • تشوهات في جهاز المناعة.
  • استجابة للتوتر المتزايد.
  • الطفيليات المعوية.
  • عدوى مزمنة.

كيفية تشخيص مرض التهاب الأمعاء في القطط

يتطلب تشخيص مرض التهاب الأمعاء إجراء فحصًا مكثفًا ومجموعة من الاختبارات لأن أعراض مرض التهاب الأمعاء شائعة في العديد من حالات القطط، ومن المرجح أن يوصي الطبيب البيطريبفحص الدم الشامل وتحليل البول وفحص البراز، وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تساعد الموجات فوق الصوتية أو الأشعة السينية في توضيح ما إذا كانت جدران الأمعاء قد ازدادت سماكة بشكل ملحوظ، كما أنّ الأداة التشخيصية الأكثر دقة لمرض التهاب الأمعاء هي الخزعة؛ حيث يمكن إجراء خزعة بالمنظار (كاميرا غير جراحية ترسل إلى القناة المعوية للقطط) أو خزعة كاملة السماكة تحت التخدير؛ حيث يتم جمع عينات الأنسجة التي توضح أنواع الخلايا الالتهابية الموجودة في جدار الأمعاء.

كيفية علاج مرض التهاب الأمعاء في القطط

هناك العديد من خيارات العلاج لمرض التهاب الأمعاء اعتمادًا على الأعراض التي تظهر على القطة، وغالبًا ما يتم اختيار عدة بروتوكولات علاج أكثر اعتدالًا قبل الانتقال إلى علاج أكثر قوة، وتشمل البروتوكولات الأكثر شيوعًا مزيجًا من تغيير النظام الغذائي بالإضافة إلى استخدام الأدوية، ونظرًا لأن الحساسية الغذائية هي سبب شائع لمرض التهاب الأمعاء فقد يتم وضع القطة على نظام غذائي مضاد للحساسية مثل نظام غذائي بروتيني جديد أو نظام غذائي خالي من الحبوب، كما سيتضمن هذا النوع الأول من النظام الغذائي مصدرًا للبروتين لم يأكله القط من قبل مثل لحم الغزال أو البط؛ حيث تستجيب العديد من القطط المصابة بمرض التهاب الأمعاء بشكل جيد لنظام غذائي خالي من الحبوب.

يصف العديد من الأطباء البيطريين أيضًا بروبيوتيكًا عالي الجودة للحيوانات الأليفة لمساعدة القط على التئام الأمعاء وبناء مستعمرة صحية من بكتيريا الأمعاء (خط الدفاع الأول للأمعاء ضد الغزاة والطفيليات والسموم الأجنبية)، وتشمل العلاجات الأخرى مكملات فيتامين ب ومكملات الأحماض الدهنية وكلاهما يظهر أنه يقلل من التهاب الأمعاء، وغالبًا ما يتم وصف العديد من مثبطات المناعة لأنها تقلل من عدد الخلايا الالتهابية، وبالنسبة لمعظم القطط وخاصة في الحالات القصوى تكون الستيرويدات فعالة للغاية في قمع جهاز المناعة وتقليل الأعراض.

كما يمكن إعطاء الدواء عن طريق الفم أو عن طريق الحقن إذا كانت القطة تعاني من القيء الشديد، وغالبًا ما توصف المضادات الحيوية لمحاربة البكتيريا التي قد تكون سبب محتمل لمرض التهاب الأمعاء.

الشفاء من مرض التهاب الأمعاء في القطط

يمكن علاج مرض التهاب الأمعاء والسيطرة عليه بشكل فعال حتى تتمكن القطة من الاستمرار في حياة صحية، كما تعتبر الإدارة السليمة للأدوية والنظام الغذائي والمراقبة الدقيقة للأعراض والفحوصات المنتظمة لدى الطبيب البيطري ضرورية لتحقيق نتيجة جيدة، ويمكن أن تساعد المكملات الغذائية في مواجهة النقص الغذائي ومعالجة السوائل التي تساعد بشكل كبير في التخلص الأعراض، وسوف تتضاءل الأعراض وتتلاشى.


شارك المقالة: