هل يمكن أن تورث الفيروسات

اقرأ في هذا المقال


تستطيع بعض الفيروسات التهرب من جهاز المناعة، والاختباء في أماكن مختلفة في جسم الإنسان، ومن بين تلك الأماكن الخلايا التناسلية، حيث يمكنها أن تبقى كامنة في البويضات والحيوانات المنوية، وتندمج هذه الفيروسات مع كروموسومات تلك الخلايا، مما يؤدي إلى انتقالها من الآباء إلى الأبناء وتوارثها.

العدوى الفيروسية الكامنة

  • العدوى الفيروسية الكامنة: هي نوع من أنواع العدوى الفيروسية المستمرة، والتي يتوقف فيها تكاثر جزيئات الفيروس بعد الإصابة الأولية، ويبقى الفيروس كامناً ومتخفياً، بعيداً عن الخلايا المناعية لفترة طويلة من الزمن، إلى أن تتوافر الظروف له للتكاثر مرة أخرى.
  • يمكن للفيروسات الكامنة أن تختفي أو تختبأ في العديد من الأماكن مثل الجهاز العصبي في الدماغ والعقد العصبية، والغدد اللعابية وأنبيبات الكلى والبشرة، والدم والأنسجة الليمفاوية، والبويضات والحيوانات المنوية.
  • تمتلك الفيروسات الكامنة القدرة على إعادة التنشيط والتكاثر من جديد، وإنتاج كميات كبيرة منها.

وراثة الفيروسات

يمكن لبعض أنواع الفيروسات أن تورث وتنتقل بالكروموسومات من الآباء إلى الأبناء، ويكون ذلك على النحو الآتي:

  • يتعرض الآباء لفيروسات تمتلك ميزة الكمون، والقدرة على بقائها لفترات طويلة في جسم الآباء، حيث يمكنها الاختباء في خلايا معينة مثل الخلايا التناسلية.
  • تندمج هذه الأنواع من الفيروسات مع كرموسومات البويضة أو الحيوان المنوي، وعند حدوث عملية الإخصاب فإنها تنتقل مع الكرموسومات كجزء منها، ومكونة للجنين، مما قد تُسبب له في تشوهات خلقية، أو أمراض مزمنة قد تظهر بعد الولادة، أو قد تُسبب قتله.
  • يتم دمج الفيروسات في الحمض النووي، وعادةً ما يكون ذلك في نهاية الكروموسوم مباشرة، حيث يوجد هيكل رئيسي  يسمى التيلومير، والذي يحمي الكروموسوم، ويشارك في محاربة الشيخوخة والاستجابة المناعية.
  • يمكن للفيروسات الموروثة أن تتواجد في أي مكان من جسم الأشخاص الذين يرثونها، حيث يمكن أن تتواجد في الشعر أو الأظافر أو الجلد أو الدم أو أية خلية في الجسم، وكما أنها تتواجد بمستويات عالية جداً.

أهم الفيروسات الموروثة

  • من أهم الفيروسات التي تنتقل من الآباء للأبناء، والتي تندمج مع كروموسومات البويضة أو الحيوان المنوي هو فيروس الهربس البشري 6 (Human herpesvirus 6).
  • إن فيروس الهربس البشري 6 هو الاسم الجماعي الشائع لنوعين فرعيين منه هما فيروس الهربس البشري 6 أيه (HHV-6A)، وفيروس الهربس البشري 6 بي (HHV-6B).
  • تم وصف فيروس HHV-6A على أنه أكثر فوعة للأعصاب، ولذلك يوجد بشكل متكرر أكثر في المرضى الذين يعانون من الأمراض الالتهابية العصبية مثل التصلب اللويحي المتعدد.
  • يُسبب فيروس HHV-6B الطفح الجلدي الشائع في مرحلة الطفولة، أو المعروف باسم الوردية الطفولية أو المرض السادس، والذي ينتج عنه طفح جلدي وردي وارتفاع درجة الحرارة، وأعراض الفيروس الغامضة، والتي قد تشمل مشاكل في الجهاز التنفسي أو المعدة.
  • ترتفع مستويات فيروسات الهربس البشرية 6 في الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر.
  • تُعتبر فيروسات الهربس البشرية 6 فيروسات فريدة؛ لأنها الفيروسات الوحيدة المعروفة ليومنا هذا التي تندمج مع الحمض النووي البشري وتتوارث بشكل روتيني.
  •  تم نسخ جينوم فيروس الهربس البشري 6 عن طريق الخطأ إلى الجينوم البشري؛ لأنه يحتوي على تسلسلات DNA متكررة تشبه تلك الموجودة في الكروموسومات البشرية.
  • وجد الباحثون أن معظم الأطفال المصابين بفيروس الهربس البشري 6، قد تم دمجه في كروموسوماتهم، وكان مندمجاً في كروموسومات الأب أو الأم، مما يُشير إلا أنه انتقل في البويضة أو الحيوانات المنوية.
  • إن معظم الأطفال المصابين بعدوى خلقية  كانوا مصابين بهذه الفيروسات في الكروموسوم، لقد كان الافتراض  أن هذه الفيروسات تنتقل بطريقة ما إلى المشيمة من الأم إلى الطفل، ولكن في 86٪ من الحالات  كان موروثة بشكل مباشر في المادة الجينية، و 14٪ فقط أصيبوا بها عبر المشيمة.
  • إن الأطفال المصابون بهذه الفيروسات بطريقة الوراثة لا يبدو عليهم المرض، ولكن  كان يتواجد في دمهم أجساماً مضادة لفيروسات الهربس البشرية 6، وهو دليل على رد فعل مناعي من نوع ما.
  • للأسف لا يوجد دواء مرخص لعلاج عدوى فيروسات الهربس البشرية HHV-6.
  • يتم حالياً البحث والكشف عن فيروسات يمكن أن تورث وتنتقل من خلال البويضات أو الحيوانات النووي، وتندمج مع كروموسومات تلك الخلايا، وربما يكون للفيروسات الكامنة علاقة في الحالات الوراثية والجينية مثل متلازمة داون أو تيرنر أو غيرها، أو قد يكون لها علاقة في التشوهات الخلقية التي تحدث للأجنة، أو تكون سبب في توارث الإنسان لأمراض الحساسية أو الربو، أو توارث وارتفاع نسب أنواع معينة من الأورام في الإنسان.

شارك المقالة: