وراثة صفة الطول

اقرأ في هذا المقال


وراثة الجينات:

اقترح مندل أن عوامل الوراثة المقترنة بالوراثة تنتقل بأمانة من جيل إلى جيل عن طريق التفكك وإعادة الفصل بين العوامل المقترنة أثناء التولد الجامبي والإخصاب على التوالي، وبعد أن عبر البازلاء بصفات متناقضة ووجد أن السمة المتنحية عادت إلى الظهور في الجيل F2، حيث استنتج مندل أن العوامل الوراثية يجب أن تُورث كوحدات منفصلة، وتناقض هذا الاستنتاج مع الاعتقاد السائد في ذلك الوقت بأن السمات الأبوية قد اختلطت في النسل.

يتكون الجين من أجزاء قصيرة من الحمض النووي الموجودة في كروموسوم داخل نواة الخلية، حيث تتحكم الجينات في تطور ووظيفة جميع الأعضاء وجميع أنظمة العمل في الجسم، وللجين تأثير معين على كيفية عمل الخلية، إذ يحدد نفس الجين في العديد من الخلايا المختلفة ميزة فيزيائية أو كيميائية حيوية معينة للجسم كله على سبيل المثال، لون العين أو الوظائف الإنجابية، وتحتوي جميع الخلايا البشرية على ما يقرب من 21000 جين مختلف.

يدرس علم الوراثة الطريقة التي تنتقل بها السمات من الأب إلى الأبناء، وبالنسبة لجميع أشكال الحياة تعتمد استمرارية الأنواع على انتقال الشفرة الوراثية من الأب إلى النسل، حيث يعتمد التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي على أن تكون السمات قابلة للتوريث، ويبدأ الميراث الجيني في وقت الحمل، بحيث أن الفرد يكون قد ورث 23 كروموسومًا من والدته و23 من والده، ويشكلون معًا 22 زوجًا من الكروموسومات الجسدية وزوجًا من الكروموسومات الجنسية (إما XX إذا كنت أنثى، أو XY إذا كنت ذكرًا).

الكروموسومات المتماثلة لها نفس الجينات في نفس المواضع، ولكن قد يكون لها أليلات أي أنواع مختلفة من تلك الجينات، ويمكن أن يكون هناك العديد من أليلات الجين داخل مجموعة سكانية، ولكن الفرد داخل هذه المجموعة لديه نسختان فقط، ويمكن أن يكون متماثل الزيجوت كلا النسختين متماثلان أو متغاير الزيجوت النسختان مختلفتان لأي جين معين.

علم الوراثة مهم جدًا في فسيولوجيا الإنسان؛ لأن جميع سمات جسم الإنسان تتأثر بالشفرة الجينية للشخص، كما يمكن أن تكون بسيطة مثل لون العين أو الطول أو لون الشعر أو يمكن أن يكون معقدًا مثل كيفية معالجة الكبد للسموم سواء كان الفرد معرضًا للإصابة بأمراض القلب أو سرطان الثدي وما إذا كان سيصاب بعمى الألوان.

وراثة جينات الطول:

يأتي البشر في ارتفاعات متنوعة وتلعب الجينات دورًا رئيسيًا في تحديد ما إذا كان الفرد سيصبح قصيرًا أم طويلًا، وهناك أكثر بكثير من مجرد الوراثة التي يجب مراعاتها قبل افتراض أن الشخص سيكون تلقائيًا بنفس ارتفاع والديه، إذ يمكن أن تساهم الحالات الطبية ونقص الهرمونات وغير ذلك في تحديد الطول.

تعد العوامل الوراثية من بين العوامل البارزة التي تساهم في تحديد الطول، وكقاعدة عامة يمكن توقع طول الفرد بناءً على طول والديه، بحيث إذا كانا طويلين أو قصيرين يُقال أن الطول سينتهي في مكان ما بناءً على متوسط ​​الارتفاع بين الوالدين، كما أن الجينات ليست المتنبئ الوحيد لطول الشخص، ففي بعض الحالات قد يكون الطفل أطول بكثير من والديهم والأقارب الآخرين أو ربما يكون أقصر من ذلك بكثير.

عوامل أخرى تؤثر على الطول:

يمكن تفسير هذه الاختلافات الرئيسية من خلال عوامل أخرى خارج الجينات تساهم في الطول، حيث بصرف النظر عن العوامل الوراثية هناك عوامل أخرى يجب مراعاتها، والتي يمكن أن تحدد طول الشخص خاصة أثناء الطفولة والمراهقة.

التغذية:

في حين أن تناول المزيد من الخضروات لن يجعل الفرد تلقائيًا أطول، فإن الحصول على التغذية الكافية خلال سنوات النمو أمر بالغ الأهمية في التنمية البشرية بما في ذلك الطول.

يمكن لنظام غذائي يعتمد على الأطعمة المغذية الكاملة أن يضمن النمو إلى المستوى الذي قد تمليه الجينات، على الجانب الآخر قد يؤدي اتباع نظام غذائي فقير إلى قصر القامة مقارنة بالوالدين، إن تناول الطعام الصحي ليس بهذه البساطة لجميع العائلات، إذ قد يتعرض الأطفال ذوو الوضع الاجتماعي والاقتصادي السيئ لخطر عدم الحصول على التغذية إلى جانب ضعف الوصول إلى الرعاية الصحية الكافية، وهذا بدوره يمكن أن يساهم في ارتفاع أقصر.

الجنس تذكير أو تأنيث:

قد يلاحظ أن الأولاد ينمون بشكل أبطأ من البنات في البداية بسبب الاختلافات في مراحل البلوغ، وبشكل عام يميل الذكور البالغون إلى أن يكونوا أطول بـ 14 سم (5.5 بوصة) مقارنة بالإناث البالغات.

اعتبارات هرمونية:

خلال فترة البلوغ تعتبر الهرمونات ضرورية لتنظيم نمو الجسم، وتشمل هذه هرمونات الغدة الدرقية وهرمونات النمو البشري والهرمونات الجنسية مثل هرمون التستوستيرون والأستروجين، إن أي تشوهات في هذه الهرمونات يمكن أن تغير النمو وكذلك الطول الكلي، وقد يعاني الأطفال الذين يصابون بقصور الغدة الدرقية (انخفاض الغدة الدرقية) أو اضطرابات الغدة النخامية من قصر الطول عن المتوسط ​​مقارنة بوالديهم.

نادرًا ما تساهم الاضطرابات الهرمونية في زيادة الطول عن المعتاد على سبيل المثال، يحدث العملاق بسبب كثرة هرمونات النمو البشرية التي تنتجها أورام الغدة النخامية.

الاضطرابات الخلقية:

قد تملي بعض الظروف الموجودة عند الولادة طول الشخص، على سبيل المثال الودانة (التقزم) هي اضطراب نادر في نمو العظام يسري في العائلات، حيث يُعرف الاضطراب الخلقي الآخر الذي يمكن أن يتسبب في قصر القامة بمتلازمة تيرنر، إذ تسبب هذه الحالة النادرة تأخير سن البلوغ، على عكس الودانة لا تسري متلازمة تيرنر في العائلات.

تؤدي الاضطرابات الخلقية الأخرى إلى ارتفاع القامة عن الطبيعي وتشمل هذه متلازمات مارفان وكلينفلتر، وتحدث متلازمة مارفان بسبب تضخم الأنسجة الضامة، بينما تحدث متلازمة كلاينفيلتر عندما يولد الذكور بنسخة إضافية من كروموسوم إكس.

هل يمكن زيادة الطول؟

بشكل عام لا توجد طريقة يمكن من خلالها زيادة الطول، حيث يولد كل شخص بجينات تساعد في تحديد طوله لكن عوامل أخرى مثل التغذية غير الكافية أو الظروف الطبية قد تغير هذه النظرة، كما قد تكون الحالات الهرمونية هي الاستثناءات القليلة، وإذا تم الكشف عن نقص هرمونات الغدة الدرقية أو هرمونات النمو البشري أثناء الطفولة، فإن تناول الأدوية قد يساعد في عكس التأثيرات على الطول.

ومع ذلك بمجرد بلوغ سن الرشد، فإن تناول البدائل الهرمونية لن يجعل الفرد أطول، إذ في هذه المرحلة يكون الطول قد تحقق بالفعل، ولن يُحدث تناول أي أدوية أو مكملات أي فرق، من المهم التركيز على التغذية الجيدة أثناء الطفولة لكن الالتزام بهذه العادات سيساهم أيضًا في الصحة العامة في مرحلة البلوغ، وما بعدها بغض النظر عن الطول، كما يمكن أن يساهم الوضع السيئ وقلة التمارين أيضًا في ضعف القامة، لذا فإن تصحيح هذه العناصر قد يساعد في زيادة الطول أو مظهره.


شارك المقالة: