أهم بنود معاهدة فريدريك

اقرأ في هذا المقال


معاهدة فريدريك والكامل هي اتفاقيّة سلام وقَّعها فريدريك الثاني ( Frederick II )، امبراطور الإمبراطوريّة الرومانيّة المقدسة والصقليتين والملك الكامل محمد بن العادل، سلطان مصر في 18 فبراير من عام 1229.

توقيع معاهدة فريدريك:

توقعت الاتفاقيّة في 18 فبراير من عام 1929 وفي 17 مارس 1229، لقد دخل فريدريك الثاني بيت المقدس فىي حماية قواته الألمانيّة والطليانيّة، حيث سلَّمه ” شمس الدين ” قاضي نابلس مُفتاح المدينة بالنيابةِ عن السّلطان الكَامل. 

أهم البنود التي تضمنتها معاهدة فريدريك:

لقد زار فريدريك الثاني القدس في صحبة القاضي شمس الدين قاضي العسكر، حيث استمرت المفاوضات ما بين فريدريك والملك الكَامل عن طريقِ القاضي شمس الدين وفخر الدين يوسف، فدخلوا أيضاً في مناقشاتٍ علمية و فلسفية. حيث انتهت المفاوضات بعقدِ معاهدة سلامٍ قائمة على السياسة والتّسامح، فكانت مخالفه لروحِ العصر بالكامل وكانت بنودها :

  • تسليم القدس للإمبراطور فريدريك الثاني باعتبارها ملك للدولةِ الصليبيّة، على شرط أن الصليبيين لا يقوموا ببناء أيّ حصون أو قلاع فيها.
  • تسليم بيت لحم والناصره وطريق الحجاج من بيتِ المقدس؛ لغايةِ يافا على السّاحل للصليبيّين.
  • يتبقى فى أيدي المسلمين من القدس منطقة المسجد الأقصى، بشرط أن لا يحمل المسلمين السلاح في تلك المنطقه.
  • أن يطلق الملك الكامل سراح الأسرى الصليبيين المتبقيين لديه.
  • فريدريك يتعهد بمحالفةِ الكامل ضدّ كل أعدائه حتى لو كانوا صليبيين.
  • إنَّ فريدريك الثاني يمنع وصل إمداداتٍ صليبيّة، للإمارتيّن الصليبيتين أنطاكيا و طرابلس.
  • إنَّ المُعاهدة تسري لمدَّة 10 سنين من وقت توقيعها.

ردود الفعل على معاهدة فريريك:

إن المُعاهدة ما بين فريدريك إمبراطور المانيا والكامل سلطان مصر، كانت تعبر عن العقليّة المتطورة للملكين وليس عن العقليّة التي كانت سائده في الشّرق الأوسط  وأوروبا. فعلى الفور من أول توقيع المُعاهدة قامت ضجَّة كبيرة في سوريا وأوروبا. لقد قام السوريون باتهام الكامل سلطان مصر بالخيانة و بيع القضيّة، حيث ابتدأت عمليات التّحريض ضدّه في دمشق وأقيم مهرجان دمشقي لشتيمته، حيث شنّ عليه الواعظ والمؤرخ ( سبط بن الجوزي )، حملة عنيفَة في جوامعِ دمشق و شهّر به.
من ناحية أخرى، انقلب الوضع في أوروبا ضدّ الامبراطور فريدريك، فاتهمهُ البابا أيضاً بالخيانة والتفريط في محاربة المسلمين، حيث رفض الصليبيين التّعاون مع فريدريك، فاعتبروه خَارج على تعاليم المسيحيّة ومتمرد على مشيئة الرّب ومطرود أيضاً من الكنيسة عن طريقِ البابا جريجوري، مع أنَّ فردريك رجَّع القدس للصليبيين من غير أن تسيل نقطة دمٍ واحدة، وذلك بحدّ ذاته يبين أنَّ الصليبيين لم يكن هَدفهم القدس في حدّ ذاتها، لكن هدفهم هو تدمير المسلمين وبلادهم عن طريقِ الحرب، إنَّ هدف البابا لم يكن تحرير بيت المقدس لكن السّيطرة على مقاديرِ الناس عن طريقِ الحُروب والصِّراعات ضدّ المسلمين.
لكن بالرُّغم من ذلك حافظ فريدريك والكامل على المعاهدةِ، وعاش الكامل بعدها 9 سنين فلم يحدث لهم أيّ خطرٍ أو اعتداءٍ صليبي. في سنة 1244 لقد انضمّ ملوك سوريا والشام وأيضاً معهم عربان للصليبيين، التّابعة لمملكةِ بيت المقدس وكوَّنوا مع بعض جيشٍ ضخم حاولوا أن يغزوا مصر به، لكن انهزموا هزيمة ساحقة بجانبِ غزَّه في معركة ضخمة عرفت باسم معركة الحربيّة، حيث سيطرت مصر على القدس.
في سنة 1249 حاول لويس التاسع ملك فرنسا غزو مصر في الحملة الذي عرفت باسم ” الحملة الصليبيّة السابعة “، لكن قبل أن يذهب لويس على مصر، بعث فريدريك الثاني تحذير لسلطانِ مصر الصالح أيوب، من أنَّ لويس التاسع يقوم بتجهيز حملة كبيرة لغزو مصر.


شارك المقالة: