ما هو حل الدولة الواحدة؟

اقرأ في هذا المقال


حل الدولة الواحدة الذي يطلق عليه أحياناً دولة ثنائية القومية هو مقاربة مقترحة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

لمحة عن حل الدولة الواحدة:

ينادي أنصار إسرائيل الموحدة بدولة واحدة في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة مع المواطنة والحقوق المتساوية في الكيان المشترك لجميع سكان المناطق الثلاث، بغض النظر عن العرق أو الدين، حيث ينادي بعض الإسرائيليين بنسخة أخرى من حل الدولة الواحدة، وستضم إسرائيل الضفة الغربية، ولكن ليس قطاع غزة وتبقى دولة يهودية مع أقلية عربية أكبر، بينما يدافع البعض عن هذا الحل لأسباب إيديولوجية، حيث يشعر آخرون ببساطة أنه بسبب الواقع على الأرض، فإن هذا هو الوضع الفعلي ويجادل العديد ممن يناقشون حل الدولة الواحدة مع استبعاد غزة بأنه لا حاجة؛ لإدراجها بسبب وضعها المتمثل في الحكم الذاتي.
بدلاً من ذلك يرغب أنصار فلسطين الموحدة في دولة واحدة دون اعتبار للعرق أو الدين مثل هذه الدولة ستكون شبيهة بفلسطين الانتدابية، والتي تسعى إليها رغبة في التخلي عن الاحتلال الإسرائيلي، كذلك الاستيطان الصهيوني في القرنين التاسع عشر والعشرين، والذي ينظر إليه على نطاق واسع بين المؤيدين على أنه شكل من أشكال الاستعمار.
على الرغم من الجدل المتزايد في الأوساط الأكاديمية ظل هذا النهج خارج نطاق الجهود الرسمية لحل النزاع وكذلك التحليل السائد، حيث طغى عليه حل الدولتين، وتم الاتفاق مؤخراً على حل الدولتين من حيث المبدأ من قبل حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية في مؤتمر أنابوليس في تشرين الثاني 2007، حيث ظل الأساس المفاهيمي للمفاوضات التي اقترحتها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سنة 2011 الاهتمام بواحد، ومع ذلك فإن حل الدول ينمو حيث فشل نهج الدولتين في تحقيق اتفاق نهائي.

خلفية حل الدولة الواحدة:

يشير “حل الدولة الواحدة” إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال إنشاء دولة إسرائيلية فلسطينية موحدة أو فيدرالية أو كونفدرالية، التي ستشمل كل الأراضي الحالية لإسرائيل والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وربما قطاع غزة ومرتفعات الجولان.
اعتماداً على وجهات نظر مختلفة يتم تقديم حل الدولة الواحدة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني على أنه وضع تفقد فيه إسرائيل طابعها الظاهري كدولة يهودية، حيث يفشل الفلسطينيون في تحقيق استقلالهم الوطني داخل دولتين بدلاً من ذلك الطريقة الأفضل والأكثر عدلاً والوحيدة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
بالرغم من أن مصطلحي “حل الدولة الواحدة” “والحل الثنائي القومية” غالباً ما يستخدمان بشكل مترادف إلا أنهما لا يعنيان بالضرورة نفس الشيء، ففي النقاشات حول حل الدولة الواحدة في إسرائيل وفلسطين تشير ثنائية القومية إلى نظام سياسي تحتفظ فيه المجموعتان اليهود والفلسطينيون بطابعهم القانوني والسياسي كدولتين أو قوميتين منفصلتين ربما على غرار الوضع في البوسنة والهرسك وتشيكوسلوفاكيا.
في معظم الحجج ثنائية القومية لحل الدولة الواحدة يعتبر مثل هذا التنسيق لازماً لضمان حماية الأقليات وطمأنة كلا المجموعتين بأن مصالحهما الجماعية ستتم حمايتها، حيث الحجج المضادة هي أن ثنائية القومية من شأنها أن ترسخ الهويتين سياسياً، وذلك بطرق من شأنها تعزيز التنافس المستمر والانقسامات الاجتماعية، حيث تفضل هذه الحجج دولة ديمقراطية موحدة أو ترتيب صوت واحد لشخص واحد.
يتزايد التأييد لحل الدولة الواحدة، حيث يرى الفلسطينيون المحبطون من عدم إحراز تقدم في المفاوضات الهادفة إلى إقامة حل الدولتين حل الدولة الواحدة على أنه طريق بديل للمضي قدماً، ففي أبريل / نيسان 2016 قال نائب الرئيس الأمريكي بايدن إنه بسبب سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التوسع المطرد للمستوطنات، فإن النتيجة المحتملة هي “واقع الدولة الواحدة” حيث لم يعد يهود إسرائيل في الأغلبية.

الرأي العام حول حل الدولة الواحدة:

لقد أظهر استطلاع متعدد الخيارات أجرته شركة الشرق الأدنى للاستشارات (NEC) في تشرين الثاني سنة 2007 أن الدولة ثنائية القومية أقل شعبية من “دولتين لشعبين” أو “دولة فلسطينية على كل فلسطين التاريخية”، حيث كانت بنسبة 13.4٪ فقط من المشاركين ودعم حل ثنائي القومية.
مع ذلك في فبراير سنة 2007 وجدت NEC أن حوالي 70٪ من الفلسطينيين الذين شملهم الاستطلاع أيدوا الفكرة عندما أعطوا خياراً مباشراً، إما دعم أو معارضة “حل الدولة الواحدة في فلسطين التاريخية، حيث يتمتع المسلمون والمسيحيون واليهود بحقوق ومسؤوليات متساوية”، ففي مارس سنة 2010 وجد استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ومعهد هاري س. ترومان للأبحاث؛ من أجل تقدم السلام في الجامعة العبرية في القدس أن الدعم الفلسطيني ارتفع إلى 29 بالمائة.
في أبريل سنة 2010 لقد أظهر استطلاع أجراه مركز القدس للإعلام والاتصالات أن الدعم الفلسطيني لحل “ثنائي القومية” قفز من 20.6٪ في يونيو سنة 2009 إلى 33.8٪، حيث إذا اقترن هذا التأييد لدولة ثنائية القومية مع النتيجة التي مفادها أن 9.8٪ من الفلسطينيين الذين شملهم الاستطلاع يفضلون “دولة فلسطينية” في “كل فلسطين التاريخية”، فإن هذا الاستطلاع يشير إلى دعم فلسطيني متساوٍ لقيام دولتين ودولة واحدة.
في سنة 2011 كشف استطلاع أجراه ستانلي جرينبيرج والمركز الفلسطيني للرأي العام برعاية مشروع إسرائيل أن 61٪ من الفلسطينيين يرفضون حل الدولتين، بينما قال 34٪ أنهم قبلوه و66٪ قالوا أن الهدف الحقيقي للفلسطينيين يجب أن يكون البدء بحل الدولتين ثم الانتقال إلى كل ذلك على أساس دولة فلسطينية واحدة.
تظهر استطلاعات الرأي أنه إذا تم إلغاء حل الدولتين، فإن أغلبية قوية من الأمريكيين ستفضل حل الدولة الواحدة حيث يكون لليهود والعرب مواطنة وحقوق متساوية، لذلك ينظر معظم الأمريكيين أيضاً إلى الديمقراطية على أنها أكثر أهمية من يهودية إسرائيل.

نقاش حل الدولة الواحدة منذ 1999:

لقد أظهر استطلاع للرأي أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في سنة 2010 أن 15٪ من اليهود الإسرائيليين اليمينيين و 16٪ من الإسرائيليين اليهود اليساريين يؤيدون حل الدولة الثنائية القومية على حل الدولتين على أساس خطوط 1967، وفقاً للاستطلاع نفسه فضل 66٪ من الإسرائيليين اليهود حل الدولتين.
كما اقترح بعض المتحدثين باسم الحكومة الإسرائيلية ضم المناطق ذات الأغلبية الفلسطينية في إسرائيل مثل: المنطقة المحيطة بأم الفحم إلى الدولة الفلسطينية الجديدة، وبما أن هذا الإجراء سيعزل هذه المناطق بشكل دائم عن باقي أراضي إسرائيل بما في ذلك المدن الساحلية والبلدات والقرى الفلسطينية الأخرى فإن الفلسطينيين ينظرون إلى ذلك بقلق لذلك يفضل العديد من المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل حل الدولة الواحدة لأن هذا سيسمح لهم بالحفاظ على جنسيتهم الإسرائيلية.
مع ذلك فإن بعض اليهود الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يعارضون حل الدولة الواحدة يعتقدون، أنه قد يتحقق وجادل رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت في مقابلة سنة 2007 مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليومية، بأنه بدون اتفاقية الدولتين ستواجه إسرائيل “صراعاً على غرار جنوب إفريقيا من أجل حقوق تصويت متساوية” وفي هذه الحالة “تنتهي إسرائيل”.
إن هذا يعكس التعليقات التي أدلى بها في سنة 2004 رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع الذي قال إنه إذا فشلت إسرائيل في إبرام اتفاق مع الفلسطينيين، فإن الفلسطينيين سوف يسعون إلى دولة واحدة ثنائية القومية، ففي تشرين الثاني سنة 2009 اقترح المفاوض الفلسطيني صائب عريقات اعتماد حل الدولة الواحدة إذا لم توقف إسرائيل بناء المستوطنات: “على الفلسطينيين إعادة تركيز اهتمامهم على حل الدولة الواحدة، حيث يمكن للمسلمين والمسيحيين واليهود أن يعيشوا على قدم المساواة وإنه أمر خطير للغاية وهذه لحظة الحقيقة بالنسبة لنا”.

الحجج المؤيدة والمعارضة حول حل الدولة الواحدة:

إن التأييد بين اليهود الإسرائيليين واليهود بشكل عام لحل الدولة الواحدة منخفض للغاية، حيث يرفض معظم اليهود الإسرائيليين الفكرة؛ لأنهم يخشون أن يؤدي ذلك إلى تحول اليهود إلى أقلية في إسرائيل.

التأييد:

اليوم من بين مؤيدي حل الدولة الواحدة المؤلف الفلسطيني علي أبو نعمة والكاتب الفلسطيني وعالم السياسة عبد الهادي عليجلة والمنتج الفلسطيني الأمريكي جمال الدجاني والمحامي الفلسطيني مايكل ترزي عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي الإسرائيلي جيف هالبر، بالإضافة إلى الكاتب الإسرائيلي دان غافرون أستاذ القانون الفلسطيني الأمريكي جورج بشارات الأكاديمي اللبناني الأمريكي ساري مقدسي والصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي، حيث كان معمر القذافي من ليبيا أيضاً مؤيداً بارزاً وتم إعطاء توسع حركة المستوطنين الإسرائيليين وخاصة في الضفة الغربية كأحد الأسباب المنطقية للثنائية القومية وزيادة عدم جدوى بديل الدولتين.

المعارضة:

يجادل النقاد بأن ذلك سيجعل اليهود الإسرائيليين أقلية عرقية في الدولة اليهودية الوحيدة، حيث معدل الخصوبة الكلي المرتفع بين الفلسطينيين مصحوباً بعودة اللاجئين الفلسطينيين من شأنه أن يجعل اليهود بسرعة أقلية وفقاً لسيرجيو ديلا بيرجولا عالم الإحصاء والسكان الإسرائيلي.
لقد جادل النقاد أيضًا بأن اليهود مثل أي أمة أخرى لهم الحق في تقرير المصير، وأنه نظراً لاستمرار معاداة السامية هناك حاجة إلى وطن قومي يهودي، كما يجادلون بأن معظم العالم العربي يتكون بالكامل من دول عربية وإسلامية مع عدم منح العديد من الدول المساواة للأقليات العرقية أو الدينية.


شارك المقالة: